«آسفة لحبّي الغير معروف، آسفة لأنّي لا أستطيع التصديق، أنّه هناك شخصٌ ما، قد بدأ بالوقوع في حبّي...» غنّت بأعلى صوتها، غير مراعية أنّها في الواقع داخل أروقة جامعتها المليئة بالطلّاب.
ليس وكأنّ صوتها غنّاء، الجميع بلا إستثناء يكمّشون وجههم بإزدراء لصوت أزيز الطاولات الذّي يمر بجانبهم.
ولكن من يقدر على إسكاتها، الجميع، وحقا الجميع يعلمون من هي.
كاليوبي هيملتون، ذات اللسان اللاذع السليط، صاحبة المزاج العكر والتي لا رفيق لها غير صديقتها المقربة أناييس كوفمان.
ثنائي لا يقبل أن يكون لهما ثالث، ومتناقضان في كل شيء سوى في الهرج وجعل أنفسهم ضحكة أمام البقيّة.
خاصّة كاليوبي! التي تعيش مراهقة متأخرة.
«ليوبي!» صرخت أناييس وقد أمسكت بطرف قميصها تجذبها حتّى تجعلها تتوقف.
«صباحك بيضٌ فاسدٌ أناييس» أردفت ما إن إلتفت إليها ودون أن تنزع عنها سماعات الأذن، بينما كمّشت الأخرى وجهها بتقزز وقد داعبت رائحة من الماضي أنفها.
مقلب البيض الفاسد والذّي ترغب بمحيه من ذاكرتها تماما.
«لست آدميّة ما دمت صديقتك بعد ذلك المقلب» غمغمت بينما تزفر بحنق.
«أخيرا أدركت أنّك وشقيقك كبير الرأس تنتميان إلى فصيلة نادرة من الحيوانات تمّ إكتشافها على يدي، لقد طلبت منّي ناشيونال جيوغرافيك أن أنظّم لكما موعد تصوير معها لتعريفكم للعالم!» أجابتها كاليوبي وقد إحتلت وجهها الجديّة التامّة بينما إنفجر من إستمع لقولها حولهم في الضحك.
عكس أناييس التي وضعت وجه "هذا ليس مضحكا البتّة"
«لدينا محاضرة أبديّة لدى دانيال كريغ، يكفيك عبثا وأسرعي.» أردفت محاولة تجاوز الموضوع ورحت أسحبها نحو قاعة المحاضرة.
"ميشال دوتوسكي" الأستاذ الأكثر شهرة بهذه الجامعة والتوأم الغير شقيق للممثل الهوليوودي دانيال كريغ.
هو نفسه يعرف لقبه بهذه الجامعة، وليس من المهتمين.
محبوب الفتيات، وليس من المغترّين.
يقدّم درسه بكل إخلاص وبأكثر وجه بارد وجاد ثمّ يغادر قبل أن تكتشف ذلك.
وأهمّ صفة به يكره الاحتكاك بطلّابه.
قسم الطبّ النفسيّ بالجامعة إتفقوا بالاجماع على أنّه ذو شخصيّة معادية للمجتمع.
وصلت الفتاتان ودلفتا، بقيت كاليوبي تمرر بصرها باحثة عن مكان إستراتيجيّ حيث ترى ولا تُرى، يمكنها أن تركز فيه على الدرس ورؤيتها للصبورة فيه تكون واضحة والأهمّ من ذلك كلّه تبتعد عن أيّ مصدر تشويش فيه.
YOU ARE READING
الشُقّة خمسٌ وخمسون
Mystery / Thrillerالسابع و العشرون من كل شهر، وقت الإيجار. "إنّهُ كاليوبي براد!" المالك البدين القذر، وزوجته المتسفزة لوسيندا. مكان قذر ولا يستحق أموالي الحبيبة! جيران وقحون، سكان الشقّة "55"، تلك الشقة المجاورة الغامضة. الغلاف من إبداع جنود التصميم 🤍✨
