٣/مثَل لِعمَى الألْوان ومصِيدة الفِئرَان

40 7 7
                                    





لاَ أحِب الإختلاَط

ولاَ أحِب الأجْواء الصّاخِبة

بَل أمِيل إلَى الهدُوءِ والعُزلة

لاَ أحِب الألعَاب النّارِية

أمقُت ألوَان البلالِين

أبغُض لعبَة مُكعَّبات رُوبِيك

وألعَاب الفَواكِه المَغناطِيسِية المُلتصِقة علَى ثلاجَة المنزِل

بَل أُحِب خُصلات أجْدَادِي الرّمادِية مِن الوَالِدين

وطِلاء أظَافِر أمِّي أيضًا ..

أحبَبتُه

فسرقتُه

ثُم إستخدمتُه كَقلَم مِن الألْوان المَائِية

ورسَمت فرَاشةً رمَادِيةً مُبتهِجةً فِي كرَّاستِي

بِأجنِحة ذَات خطُوطٍ مُتعرِّجة

ونِقاطَات مِن الحَواف

وخطُوط طولِية فِي جسْم اليرقَة

نعَم أمقُت مظلَّة قَوس قُزح التِي يسْتعمِلها صدِيقي

ذلِك الرَّفِيق يُدعى يانغ يانغ

ولِشدَّة هوسِي بِاللون الرّمادِي

يظُن صَاحبِي أنَّنِي مُصاب بعمَى الألْوَان

وفِي لحظَة بدَوت لَه مُستسلِمًا

فِيمَا كُنت مُسترخِيًا بِإستِقرَارية إنغِلاقِي

ظَن أنَّنِي إستَسلمت لمَرضِي وأنَّه لاَ يُمكِنني رُؤية الألوَان أبدًا

حتَّى أنَّه كَاد أن يشترِي لِي نظَّارات لِعمَى الألوَان

لكِن وضَّحت لَه الأمْر .. بعْد أن ضرَب لِي مثَالاً مُضحِكًا

عِندمَا إستنطَق بِصَوتٍ طفُولِيٍ ظرِيف؛
كَيف لَك أنتَ أيُّها الكَائِن البشرِي أن تَستسلِم بينمَا هذِه الذُّبابة تحُوم حولَك مُنذ ساعَات! فهِي تَستمِر بِإزعَاجك وتحُوم حَول طعَامِك خِلال الوجبَات الثَّلاث دُون إسْتسلاَم

أخبَرته؛ أتَعلم لمَا هِي تحُوم؟ لِأن لَديهَا أجنِحة وأتعلَم لمَا هِي تحُوم فِعلاً ولاَ تستَسلِم أبدًا؟ لِأنّ أيُّها الغبِي هِي تتمتَّع بذَاكِرةٍ ضعِيفَة لاَ تتجَاوز بضْع ثوَانِي! لَيس لَديها علْم لِما هِي هُنا وأين ومَن تكُون؟ لاَ يُمكنهَا الإستيعَاب حتَّى أنَّها مجرَّد حشرَة

أجَابنِي المُتحاذِق بتَساؤلِه؛ وكَيف يعرفُون أمُور التّزاوُج ويتذكُّرون كيفِية صُنع الطفِل؟

إلهِ لَو إستَطعتُم رُؤية وجهِي

وذلِك الفَأر الرّمادِي الذِي قُمت بِالإطَاحة بِه بمصِيدَة الفئرَان

قُمت بصيدِه وهَا أنَا أمسَك بِخشَبة المصِيدة وأطَارِد يانغ يانغ لإخافَتِه

يَستحِق ذلِك هُو وأفكَارِه الخبِيثة هاتِه

تظنُّون أنَّه برِيء لكنَّه عكْس ذلِك





🌫

قَوس قُزح رمَادِي .Where stories live. Discover now