الجزء الثالث و العشرون

28 5 110
                                    


تلتف مجموعة مفتشي الشرطة حول ركن شوي اللحم و ضجيج أحاديثم المتبادلة و الضحكات يشغل الأجواء بالبهجة.

ينتزع يونغ نام تركيزه لينظر داخل المطعم ، إكتشف أن كرسي يون فارغ.

في دورة المياه مرت لحظة على كيونغ مين المتفاجئ مما سمع لتو عن كون يون لا يستطيع رؤية وجهه في المرآة ، كسر حاجز الصمت ضحكته القصيرة.

-أهههه يا إلهي ، عملياً أصبحت ثملاً تماماً.
-هذا غير جيد ، غير جيد.
تمتم يون فوافقه كيونغ مين.
-صحيح غير جيد ، هيا سأوصلك للمنزل.
أمسك كيونغ مين كتف يون فدفع يده.
-لا تلمسني..!.

رفّض يون بنبرة حادة معاكساً الهدوء و اللطف في تصرفاته السابقة و بسبب إكتضاض المطعم لم يلحظوا خروجه من دورة المياه و توجهه للخارج متجاوزاً جماعة الشوي التي حالياً تفتقد وجود يونغ نام.

من يقلب اللحم كان الضابط الذي ساعد يونغ نام حين أحضر يون فاقد الوعي للمستشفى و تم تقديم بلاغ أنه ضحية إعتداء ، إبتسم الضابط بمبادرة حسنة قابلها إنحنائه سريعه من يون و مواصلته لطريقه.

مشى في الأرجاء و لم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً ليشم رائحة دخان السجائر كالأطياف البيضاء يتطاير حول يونغ نام المسترخي على أحد المقاعد في بقعة تحت شجيرات الحديقة القريبة من المطعم.

عند سماع صوت الخطوات المألوف إلتفت يونغ نام بإبتسامة للمترنح و قد أقترب و أستقر بجانبه مع تعبيره الفارغ.

-لا عجب في أن تصبح على هذا الحال بعد كم الجِعة التي شربتها ، ضُغط عليك لتشرب و الضابطان عرضا كوبين كبيرين تقديراً لمساعدتك لهما فشربت الأول في رشفة متواصلة و ألحقته بالثاني ، ههههههه لقد كنا مصدومين ههههههه.

واصل القهقهة و يون بهدوء يتابع تحركاته و تعابيره ، إلتفت الضاحك نحو المخمور.
-يون أه لم أظنك نهِّماً ، ههههههه هذا مضحك.

دون أن يعطي يون أي رد فعل ظل يُمعن النظر في يونغ نام.
-لابد أن النظر إلي يؤذيك.
-هاه؟.
تفاجئ يونغ نام من كلام يون الذي تابع.
-قلت من قبل أني أشبه قاتل عائلتك ، لهذا كنت تصر على جعلي أغادر القسم.

ثوان ليضحك يونغ نام مجدداً على جدية أسلوب حديث يون غير المتوافقة مع وضعه كمخمور.
-يون أه ، هل تعلم من قتل عائلتي؟.
ظلت عسلية يون ترمش و هو يفكر بعمق ثم هز رأسه بالنفي فقال يونغ نام.
-أنا ، أنا القاتل.

هب نسيم خفيف داعب الأشجار حولهم و برودة الجو تجعل الزفير واضحاً لعيني يون المحدقة في يونغ نام فقد أستقر بصره على الأرض و تركيزه تلاشى مؤكداً أن عقله غادر لمكان أخر ، لأرض الذكريات الخاصة به.

أياً كان مايفكر به يونغ نام فهو محزن و مؤلم ، حاجباه منحنية و نظراته مكسوره بعيون تلمع بشدة.

من في المرآة؟Where stories live. Discover now