الجزء السابع و العشرون

38 4 10
                                    


في اليوم التالي كانت السماء داكنة بطبقات من الغيوم الكثيفة خليط غمام أسود تنحدر منه طبقات بيضاء ، مزيج جاهز سيفرج عما يُكِن في جوفه بلمسة من أخف نسيم.

توقفت سيارة يونغ نام أمام منزل شين بيوم المغطى بأشرطة الشرطة الصفراء المكتوب عليها "ممنوع الإقتراب" ، إرتجل من السيارة و السيجارة تبعث طالعها السامة في فمه يستنشقه و ينفثه ثم سار لنهاية شارع الثاني.

وقف أمام بوابة منزل يتضح أنه مهمل منذ سنوات فالأعشاب الضارة لم تترك مكان غير شاغر و أكوام من أوراق الأشجار الجافة و الأتربة على مرأى البصر.

كل ذلك لم يهم يونغ نام ، قرأ اللافتة على جدار المنزل.

-منزل عائلة كيم.

هذا المكان هو منزل عائلته.

رمى سيجارته و داسها بقدمه ثم عاد و أمن سيارته بعدها أتجه لمنزل شين بيوم و دنى ليتخطى الشريط الأصفر مكتفٍ برفع شارته التعريفية ليعرف الضباط من يكون.

منزل شين بيوم في نفس الحي ، الغريب أنه طوال السنوات التي مكث فيها في منزله لا يتذكر رؤية شين بيون مطلقاً.

هو المسؤول عن بيع الأطفال لعائلات أنهى القاتل المتسلسل حياتهم و ألحقها بعائلة يونغ نام التي قيل عنها غلطة ، كيف حدث ذلك و لماذا؟.

الشك يعيث فساداً في عقله ، منذ علم و عقله يراجع كل ذكرى له مع عائلته لكن لاشيء يتناسب مع تلك العائلات الغنية.

لم يكن بينهم معرفة أو تواصل ، والد يونغ نام كان رئيس إداري في شركة مرموقة و والدته ربة منزل ، معارفهم محدودون بالعائلة و شقيقه قليل الأصدقاء و أغلب وقته قضاه في الدراسة.

كان تركيز والديهما على مستواهما العلمي سبب لتدهور حالة يونغ نام ، مورس عليه ضغط شديد من قبلهما ، أهم شيء هو الحصول على درجات كاملة ، حتى لو قضى أيام حياته كلها في غرفته.

المحاسبة الدائمة و الكرب النفسي و إنخفاض قيمة ذاته بسبب كلام والديه المتواصل عن كونه مجرد فاشل دراسياً و مصدر خيبة لهما ، إستمر لسنوات بإذاء نفسه دون علم أحد ، تصرف حاول من خلاله تفريغ المشاعر السلبية بسببهم.

الراحة التي أحس بها في كل مرة جرح جسده ، التدمير و محاسبة الذات و جلدها على أتفه خطأ ، كان في شجار دائم مع نفسه قبل والديه و لم يمر يوم دون أن ترتفع أصواتهم.

شقيقه كان الشيء الوحيد الذي منعه من الهرب ، حاول قدر إستطاعته البقاء بجانبه و لكن في الأصل والداه كان يعاملان شقيقه الأصغر بإختلاف جذري.

العناية الشديدة و اللطف و تلبية أي رغبة ، كان الإبن المفضل و المهذب ، البار و الذكي و الحاصل على تحصيل دراسي مشرف ، كان فخر لهما ، شتان بينه و بين يونغ نام.

من في المرآة؟Where stories live. Discover now