❤️ 3 ❤️

376 26 8
                                    


غرفة بيضاء بأكملها مربعة الشكل..تتكون من بابين احدهما للحمام والاخر باب الغرفة..اريكة بيضاء بسيطة لشخصين وطاولة مستديرة بجانبها وعلى الجانب الاخر طاولة صغيرة بيضاء تشبه المكتب فوقها كتب موضوعة بإنتظام تضيء الغرفة نوافد بعرض الجدار تطل على الحديقة ..يتوسط تلك الغرفة سرير ابيض بسيط يتمدد عليه جسد نحيف ذات بشرة بيضاء وشعر كستنائي وعيون خضراء باهتة كأنها فقدت الحياة تحدق بسقف لغرفة لساعات دون ملل وكأنها تنتظر قدوم احدهم...سابحة داخل افكارها العميقة التي لا يعلم احدهم عنها...

قاطع تأملها السقف دخول طبيبها في زيارته اليومية المعتادة.شاب في الثلاثينيات من عمره مرح خفبف الظل دائم المزاح وكأنه لايوجد غد بالنسبة له .جلس على كرسي بجانب السرير مردفا بمرحه المعتاد" كيف حال مصممتنا اليوم.

-"جذب انظارها نبرة صوته المعتاد لتضع انظارها عليه مردفة بهدوءها المعتاد" بخير ايها الطبيب
-تؤتؤ الم اقل سابقا ناديني ب مارك فأنا كصديقك اياكي ان تعتبريني طبيبا ابدا

-اولست مريضة ايها الطبيب فطبيعي ان تكون انت طبيبي " اردفت بها بهدوء.لينزع نظاراته متنهدا ليردف بهدوء وجدية" انظري سيلي انتي لست مجنونة. .وهذا ليس مشفى مجانين ..هذه عيادة للمرضى النفسيين..فجميعنا مرضى وكلنا نعاني من ضغوطات لكن لكل منا مرحلة وصل لها..وانتي تعديتي المراحل...
.لتقاطع كلامه بسخرية " هل هذه احدى محاضرات والدتي التي اوصتك بها ...فهي من وضعتني هنا
-ليس كذلك سيلينا ..اخبرتكي انتي فقط تعانين من ضغوطات اوصلتكي لما انتي عليه..انتي لا تريدين ان تعيشي الواقع..سمحتي لنفسك ان تعيشي بعالم الخيال..وحين اصطدمتي بالواقع لم يتحمل عقلكي ذلك..لذلك انتي هنا..عليكي مساعدة نفسكي اولا حتى نستطيع مساعدتك..انتي لستي بمفردك فلجميع حولك.والداك اخاك.اصدقاءك..حياتك.عملك حتى شهرتك بإنتظارك....اعتبريها نصيحة من صديق وليس طببيب لا تضيعي المزيد من سنوات عمرك..فلحياة لا تعوض.

-"انهى كلامه وغادر غرفتها تاركا ايها تفكر بكلامه..تفكر كيف وصلت الى هنا...هل لتلك الدرجة خيالها اثر بها؟؟ هل حقا ما يقولونه هو الحقيقة؟؟ لكن كيف يكون ذلك مجرد خيال وهي عاشته وشعرت به..شعرت بكل احظه مرة عليها لدرجة مازالت تشعر بلحنين إليها..كيف يستطيعون ببساطة انكار مشاعرها وحياتها وماعاشته..لم يكن احدهم معها حين عاشته..لم يكونو حولها حين كانت تشعر بلمساته .بكلامه وهمساته ..بلحظاتهم معا..بحبهم..هم يكذبون هي متأكدة من ذلك..متأكدة ان ماعاشته اكثر من حقيقة"

-"توجه الطبيب خارج الغرفة ليجد والدتها ووالدها واقفين مع احد الاطباء ليتجهوا نحوه فور ان لمحوه "

-هل هناك تطورات دكتور" اردفا بها والداها بقلق.ليتنهد قائلا" في الحقيقة مازالت ككما هي منذ قدومها قبل 6اشهر لم يتغير شيء.. نفس الهدوء عدم الكلام.. المرات التي تجاوبت معي تعد على الاصابع..هي مازالت مقتنعه ان ماعاشته حقيقة....على حسب مافهمته منكم انها كانت مرحة جدا في سنواتها الاخيرة حققت حلمها..لكن الامر هو ان ماعاشته مؤخرا ليس هو ما أثر عليها..الذي اوصلها لهذه المرحلة هو شيء عاشته في مراهقتها..دفعها للهرب من واقعها الى عالم خيال بنته هي كما تريد وكما تتمنى لا يوجد فيه الم

إخترتك انتWhere stories live. Discover now