٥ ساعة هطول المطر

216 37 82
                                    


-دينق دونق- صوت جرس المنزل وطَرَقاتٌ أُخرى خفيفة على الباب.

يونجون الوحيد في المنزل استغرب من قد يأتي في هذا الوقت،
إنه الصباح؛ والجميع قد خرجَ بالفعل

لذا ذَهبَ ليفتح الباب بِبُطئ

تَفاجَئ بهيئةِ تيهيون خَلفَ الباب، أَلَا يُفتَرَض بهذا الصغير أن يكون في المدرسة الآن؟

قَطَعَ حبل أفكاره صوتُ الصغير الذي يَلهَث ويتحدث بخفوت خشيةً أن يسمعَهُ أحد "هَل أُمي في المنزل؟"

"هاه!" يونجون لا زال تائهًا، كما أن الأدرينالين أصبحَ يرتفع في دمه تدريجياً صانعًا أسوء الإحتمالات والسيناريوهات في مخيلته.

أعادَ تيهيون سُؤالَهُ مُستعجلًا بينما يَهُزُّ أخيه ليصحو

"هاه... لا، لقد خَرَجَت، لِمَ أنت هُنا هل حَدثَ مكروهٌ ما؟" أخفضَ الأكبر من مستوى طُولِه قليلًا ليُحيطَ بوجه الأصغر يَتفقدَهُ بقلق

أَمسكَ تيهيون بَكَفِ أخيه حَالًا ليَجُرَّهُ خَلفَهُ مُسرِعًا "رائع، إنها فُرصَتُنَا لنُسرِع قبلَ أن تعودَ أُمي"

تَوَقَّف يونجون عندما لَحِظَ هيئةَ آيزو وبومقيو في حديقة منزلهم كأنهم شُركاء في هذه العصابة الصغيرة يَحرُسونَ المكان خَوفاً من أن يأتي أحد .

"جوني، هيا أسرع قبل أن يرانا أحد" واصل تيهيون جَرِّه ليكملوا الجري إلى وِجهَةٍ لا يَعرِفُها يونجون حالياً.

"ماذا تفعلون يا رفاق أَلَيسَ من المُفترض أنَّكُم في المدرسة؟" تَسائَلَ يونجون مُلتَقِطًا أنفاسه.

"لقد هربنا" تحدث بومقيو ببهجة لتضربه أخته بخفه على رأسه.

"أخبَرَنَا تيهيون أنكَ تَشعُر بالضَجَرِ وحيداً في المنزل لذا قررنا أن نُؤنِسُكَ لليوم، سنلهو في الغابة لن يرانا أحدٌ هناك" أوضحت له آيزو، تقصد الغابة القريبة من قريتهم ويصادف أنهم وصلوا لها بالفعل.

تَوَّقف يونجون منحنيًا على ركبتيه ويده اليسرى تشكل قبضة تضغط على صدره بينما يَسعل "رُوَّيدًا، جعلتموني أَجري دُونَ استراحه
هل تريدون تسليتي أم قتلي؟"

اعتذر منهُ الثلاثة بينما يجعلونه يتكئ على جذع شجرة ضخمة حتى يستعيد أنفاسه،

دقائق حتى عاد إشراق الفتى وخَفَّ شُحوبِه.

الغابة هذه ليست بعيدة بتاتاً عن القرية كما أنهم دائمًا ما يأتون للعب في ضواحيها،
عند مدخلها تتوسط شجرة صفصافٍ ضخمة يَعتَبِرُها هؤلاء الأربعة قاعدتهم ومَقرَّهُم الرئيسي كما أنهم حَفَرُوا أسمائهم عليها لِتُصبِحَ مِلكَهُم.

ظَلُّوا يلعبونَ في الأرجاء حتى بدأت السماء بتحميمهم فقاموا يتراقصون أسفل زخات المطر ويضحكون على بعضهم بأعلى نبراتهم

مَدَّ يونجون راحةَ كفه لآيزو لينحني لها قليلًا مُقَلِّدًا حركات النُبَلاء "هل تسمحينَ لي بِرقصة يا آنسة؟"

فَصَفَّقَ الصغيران بمرح يهتفان بـ"لقد بدأَ العرض" ثم شكَّلَا ثُنائي رقص آخر يتبعان من يَكبُرُهُما سِنًّا بينما يُدَنْدِنُون بألحانٍ عشوائية ويدورون حولَ بعضهم.

هَبَّ نسيمٌ شديد مُسببًا تحرك كسوة الأشجار وبعض الأشجار ذات الخشب الرفيع.

"انظروا لهذا، الأشجار تَرقُصُ مَعَنا" عَلَّقَ تيهيون مُشيرًا عليها لِيُعَقِّب عليه صديقه الكُستنائي "لنُسميها غابة الأشجار الراقصة إذًا" فأومئ الأصغر عليه موافقًا، ثوانٍ حتى تعثَّرَا وسَقَطا على بعضهما.

"آيزو أيتها الخرقاء لقد دِستي على قدمي خمسَ مرات" تذمر يونجون الذي لا زال يترنح مُستجيبًا لخطواتها، ساخرًا منها مُقهقهًا

"وانتَ عشرَ مرات انظر لقد احمَّرَت قَدَمايَّ بسببك"

"وما دخلي وانتِ كعادتك جئتِ حافية" تلقَّى ضربة خفيفة على كتفه منها ليتردد صدى كركراته أعلى لأنه تمكن من استفزازها.

قرروا العودة فجميعهم مُبتلين تماماً من قِمة رأسهم حتى أخمصَ قدميهم.

وصلوا بيت الجدة بينما أجسادهم ترتجف من البرد، فالجو يزداد برودةً في المساء.

يونجون وتيهيون خافا العودة للمنزل، فحتمًا سوف يتم توبيخهم إن عادوا بهذا المظهر وسوف يَغضب والدَيهم فصِحة يونجون على المحك لا يريدون جعله يُصاب بنزلة بردٍ أيضاً وهو قد بدأ بالتعافي للتو.

قامت الجدة بتدفئة المكان لهم بينما يجففون أنفُسَهم ثم ذهبت لتسخين بعض الحليب بالعسل لتقدمه لهم وتجلس على  كُرسِّيها الخشبي المتأرجح بالقرب من المدفئة بينما هُم قد أحاطوا بها كالدائرة على الأرضية الخشبية

بدأَت الجدة بسرد بعض قصصها ومغامراتها عندما كانت طفلة بعمرهم وهم كلهم آذانٌ صاغية لها مستمتعون بقصصها بينما الجدة يدها مشغولة بحياكة ذلك الوشاح الذي تنسجه ليونجون،

انهى تيهيون حليبه ليضع كأسه على منضدة قريبة ثم يجلس بحضن أخيه و يغطي كليهما بالبطانية ليشعرا بدفء بعضهما، آيزو أمالت بجسدها لتسند رأسها على كتف يونجون الذي يجاورها
أما بومقيو مندمجًا للغاية فهو أمام جدته يجلس على ركبتيه في الأرض وذراعيه مع رأسه تستند على ركبة جدته.

لم تشعر الجدة إلا بصوت بعض شخرات من بومقيو بسبب وضعيته فرفعت رأسها لتجد الجميع نائمين من شدة إنهاكهم فطاقتهم كلها استفرغوها هذا اليوم في الغابة.

الأشجار الراقصة | dancing treesKde žijí příběhy. Začni objevovat