١٣ من كبد الظلام

163 36 57
                                    

الفصل غير معدل املائيًا،

اردت نشره بسرعة لأجل يوم مولدي.
١٤٠٣٢٢
دمتم سالمين
_________________________

"انا استمدُ القوة منكَ تيهيوني، لا يمكنني العيش بدونك فإن لا معنى للحياة بدون تيهيوني" -يونجون

قطعة الورق تلك بين يديه، يقرأها مراراً وتكراراً
هو وجدها مُختبِأه في خزانة ملابسه

حيث كتبها يونجون لتيهيون في يوم ميلاده ثم شعر بالإحراج لذلك لم يعطيها إياه لكن الآخر استلها منه وخبَّأَها بين ثيابه ثم نسَى أمرها

تجعدت الورقة في راحة يده عندما شعر بغضبٍ عارم يثورُ بقلبه، شعورٌ بالإحباط وخيبة الأمل يغلي بداخله

"قلتَ أنكَ لا يُمكنُكَ العيش بدوني، قلتَ أن لا معنى للحياة بدوني، لكن ماذا عني أنا؟
من أين استمدُ قوتي؟
أنا هنا حَيٌ أُرزق لِما غادرتَ إذًا ؟
يونجون لم أعهَدُكَ كاذبًا، هذا سئ... الكذب عادة سيئة" قال تيهيون بين شهقاته المتتابعة، يجلس بجانب قبر أخيه يضم نفسه بأسى

ارتعش جسده فزعًا من الذي وضعَ باقة أزهارٍ بيضاء على قبرِ أخيه بجواره، ولم يكن سوى الطبيب سوبين
"الأزهار من زوجتي، إنها ترسل تحياتها"

تقرفص الطبيب أمام المُنكمش على نفسه فتحيط كلتا يداه الكبيرة بوجه الصغير فيُرغمه على رفعِ رأسه والنظر لعيناه

لم يُكَلِّف عناء تجفيف وجنتيه الرطبتين فمن المُرَجَّح أن الصغير سَيَعود لتبليلها
" أَتشتاقُ إليه؟"

أومئ تيهيون بغصة تتحارق بحنجرته

فأردف الطبيب بهدوء "رغم أنك لا تستطيع رؤية من تُحِب... هذا لا يعني أنه ليس بجانبك
طالما أنكَ تتذكره، فلن يرحل أبداً بل سيبقى مُخلدًا بذاكرتك
تذكر يا تيهيون أن
بكائك لن يعيده لك، أما دُعائك لك سيُريحه فإبقى بخير من أجله"

وكأن الصغير نسى كيف يتنفس، بدأ يُصارع للحياة وكأنه يختنق لذا هلعَ الطبيب لمساعدته على أخذ شهيقًا و زفيرًا عميقًا يحث بها الصغير على تقليده

بعدما سَكَنَ أراحه بجانبه فيُقابل كلاهما ضريح الراقد بسلام
"لا تفعل كأخيك، اهتم بنفسك ، لا تجعل من حولِكَ يُعاني بسببك"

بعد لحظات هدوء معدودة، تحدث الطبيب بهدوء يخاطِب الجماد المقابل له "أرجو أن تعتني بروح طفلي الصغير، إن كان خائفًا ضُمُهُ إليك، آويه، ساعده، أرشده، كُن معه إنه صغير جدًا أخافُ عليه من الوحدة والظلام" فانسابت دموعه ملوثةً صفاء بشرته

حاوَل إخفاء ذلك من الجالس بجانبه والذي عندما سمعه تفاقم الفضول بداخله فسأله بعيونه اللامعة "هل ستعتني روح أخي يونجون بروح ابنك الصغير؟"

رفع الطبيب كتفيه عاجزٌ عن الكلام "أرجو ذلك"

رفع تيهيون رأسه مقطبًا حاجبيه فتحدث بتوبيخٍ طفيف "يونجون هل سمعت ذلك؟ على الاقل ان لم تكن معي، إن لَم تهتم بي بعد الآن فعلى الأقل أحرص على هيونينغكاي الصغير"

قهقه الطبيب قليلًا على براءة هذا الطفل ثم استقام فيَمُدُ يده للصغير يحثه على الوقوف معه "إنه وقت الغداء، لا تُضَيَّع وقته كله هنا فلنفسك عليك حق، أيضاً لا تجعل عائلتك تقلق عليك لذا عُد للمنزل"

طاوَعَهُ تيهيون فعادَ بعد توديع الطبيب.
_____________

-آيزو-

تيهيون الصغير يلعبُ بأصابعه بتَردد بجانبي، علمتُ أنه يَوَّدُ إخباري بشئٍ ما
لذا اقتربتُ منه اعطيه قطعه بسكويت وأُداعِب وجنتيه التي أصبحت كالقُطنِ مُؤخرًا،

أصبحَ يقظي مُعظَمُ وقته في منزلنا وغالباً ما ينام مع بومقيو وكأنه يخافُ العودةَ لمنزله ولا يجدُ يونجون هناك
يخافُ تَقَبُّلِ حقيقة رحيل أخيه للأبد

"هل يجوز إفشاء سر شخصٍ ميت؟" سألني بتردد وعيونٍ لامعه بعدما جاهد نفسه على الحديث
أومئتُ له بينما أُرجِعُ خصلات شعره التي تغطي عينيه

"أخي كان مُعجبًا بكِ" هَمَسَ بالقرب مني حتى لا يسمعه أحد وما لي إلا أن اتسعت حدقتي

ليته لم يخبرني، فقد ارتفعت حراراتي أضعافًا مُضاعفة وجسدي لم يتوقف عن الارتجاف
"لِمَ تخبرني الآن بذلك؟ لِمَ تُحاول تصعيب الأمر علَي؟" صِحتُ به بضعف، نبرتي المهتزة كانت واضحة

فسارع هو بالإعتذار فيُنكس رأسه وينكمش على نفسه

"لِمَ لَم تُخبرني من قبل؟ لِمَ لَم تَحُثُّهُ على الإفصاح عن ذلك عندما كنتَ تعلم؟" سألته مجددًا بهدوء أُحاول تمالك أعصابي رُغمَ دواخلي المُبَعثَرَة.

"قال إنه كانَ خائفاً من نفسه" أخبَرَني بهدوء

خوفه الواضح وحزنه قد عَبِثَ بمشاعري لذا سارعت لأحتضنه، يَسِعُ جسده الضئيل أن يكون مُغلفًا بالكامل من قِبَلي

ندمتُ بسبب نهري له فإنها خَرَجَت مني بدون قصد، بينما هو لا حيلة بيده.

"ما بالَ هذا الجو المشحون هنا!" قاطَعَنَا دخول بومقيو فنصمت كلانا لندفن هذا الموضوع مع صاحبه للأبد، رُغمَ أن مشاعري لن تندفن لكن لا بد لي من أن أتناساها

وأنني حقًا قررت تجاوز الأمر وغَضَّ البصر عنه، اتمنى ذلك

الأشجار الراقصة | dancing treesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن