الأعلان القدر
بيدين مرتجفتين ، فتحت سيرينا صفحة الاعلانات في صحيفة واسعة الانتشار وراحت تبحث عن الاعلان الذي اثار مناقشات حماسية في المكتب حيث تعمل . وكان ذلك اثناء فترة الغداء . واذا بعينيها تحدقان باعلان كتب بالحروف السوداء العريضة . وتذكرت المشهد حين صرخت جوي صغيرة الموظفات عندما قاطعت الحديث وقالت والدهشة تملأ وجهها
آه ! شيء لايصدق ! انظروا الى هذا الاعلان ، هنا فوق ... في أعلى الصفحة
انزعجت بولا فيكرز من هذا التصرف الوقح وهزت كتفيها وقالت بلهجة لاذعة وناعمة
وهل يجب عليك ان تقاطعينا كلما قرأت اعلانا عن حفلة موسيقية صاخبة ؟
اجابت حينذاك جوي قائلة
تبا لموسيقى البوب الصاخبة ! في كل حال ، لايمكنك ان ترشحي نفسك ، فالمطلوب فتاة شقراء ذات عينين زرقاوين
سألت بولا ببرود
ترشيح نفسي ؟ ولأي سبب ؟
اطلقت جوي زفرة انزعاج وقالت
لهذه الوظيفة ! لكن مهما كان الامر فالوظيفة لا تناسبك
وبفضول قوي اقتربت بقية الفتيات واعلن معا : ما القضية ؟
ناولتهن جوي الجريدة وقرأت احداهن ا بصوت ساخر وفي بطء الاعلان الذي يقول
عرض لفتاة انكليزية ، شقراء وحسب ، وظيفة تؤمن لها استقرارا ماديا طيلة حياتها . يجب ان تكون حافظة سر ومطيعة ووديعة ، تقبل الطلبات لمن تبدي استعدادها لتحمل اعباء الاسرة . ولأخذ موعد الاتصال برقم الهاتف اعلاه
بعد الدهشة ، دوت قهقهة عامة داخل المكتب . واكدت احدى الفتيات قائلة
في ايامنا هذه ، هذا النوع من الاعلان لا يمكنه ان يخدع أي فتاة مهما كانت لاشك ان صاحب الاعلان فقد عقله
قالت بولا
هذا رأيي ، أنا ايضا .ربما يعتقد انه بامكانه شراء كل مايريده بالمال . وربما كان صاحب الاعلان مهووسا يبحث عن فتاة شقراء ليجدد حريمه
اجابت فتاة اخرى
لا ! انها مزحة حتى المهووس لايمكنه ان يجهل ان نساء اليوم لسن ساذجات وخاصة في لندن
الضحك يعلو من جميع الاطراف . وجوي الحالمة كانت تحدق في سيرينا بامعان ثم قالت
لا اعرف ربما سيرينا تتمتع بهذه المواصفات
كانت سيرينا مسترسلة في افكارها فلم تلتقط من الحديث الجاري سوى القليل فاهتمامها من نوع اخر اذ كانت تتساءل بقلق كيف ستتمكن من دفع المصاريف الباهظة التي تفرضها عليها دار الحضانة حيث وضعت اختها الصغيرة ويندي. وكانت مديرة دار الحضانة قد اعلنت لسيرينا صباح اليوم قائلة
YOU ARE READING
روايات عبير -- سيد الرعاة
Romanceالملخص : الصدفة خير من ميعاد ... قول مأثور كثيراً ما يبرهن صدقه في حياة الناس ومصائرهم . وما حصل لسيرينا كان أكثر من صدفة وافضل من ميعاد لانها كانت على شفير الانهيار الاقتصادي والمعنوي عندما قذفت بنفسها في مغامرة لا يقتحمها سوى من كان يائساً .. وأي...