chapter 1

1.7K 85 187
                                    

" لما نحن ؟ "
" اردت ُ سلاماً موقراً لا اكثر ، وحُضنً دافىء "
كفيين شاحبتين تماماً استقرت على جانبي راسه ، بمحاولة بائسة منه بمحوِ تلك الصور ، تلك الاصوات من راسه

"فاليساعدني احدكم ارجوكم " همسها مراراً وتكراراً ، لكن لا احد هو من ظن هذا ..

تفكيره انصب حول الاصوات و الصور فقط متناسياً واقعه ، عاش غُربه الشعور والواقع ..

كان تائهاً بعالمِ خَلقه دماغه من اللاشيء !

بالرغم من تواجد الطبيب خلفه الا انه ضل يكرر تلك الجملة ..
بريق عيناه  تلاشت ، لتُصبح قاتمة وخالية من الحياة ، الا ان دموعه ابت ان تتوقف عن السيلان ..

الاول ذاق ذرعاً من الامر ، ثلاث سنين ، ثلاث سنين تماماً لا احد استطاع مساعدته ولا علاجه !
هو خائف من شيء غير معلوم ، قلق ومتوتر ، مُغترب عن واقعه !

لو كان اغتراب الوطن شنيعاً ! فما بالك باغتراب الذات والحياة ؟
مسح وجهه بخشونه ليلقي تلك الاوراق ارضاً بغضب مغادراً الحجرة !

سار الشاب خلفه بسرعه بسبب خطوات الطبيب الطويلة والسريعة

غاضب .. وجداً كذلك !
هو بالفعل ثاني افضل طبيب بالبلاد ، تمت مُطالبته من احد اقرباء الطفل للعنايه به !

لكنه فشل ، فشلاً ذريعاً لا تقدم ملحوظ ولا شيء اخر البتة

" سيدي "نطقها الشاب وهو يحاول اللحاق به
" انا اعلم مدى غضبك ، لكن هذا لن يساعده البتة ، هل "

توقف المعني فجاءه ليعود الثاني للخلف بتوتر وخوف من رده فعل الطبيب ، فعلى الرغم من شخصيته الفريده من اهتمام ، ومُعامله خاصه مع المُرضى

الا انه لديه جانب عصبي للغاية !

زفر نفساً عميقاً محاولاً طرد هالة الغضب من حوله
" اذن ؟ هل سنراقبه فقط ! ، أنُقله فوراً لِغُرفة العزل هنري "

تغيرت ملامحه من هادئة لمُندهشه مُعارضاً " بحقك ! "هتف بحده بعدم تصديق ليتقدم بسرعه من الاكبر

" اتعلم ماذا تقوله !! بحق الاله انه طفل ، هل تُريده ان يصبح مريضاً اكثر ام ماذا "

اَبعد يد الاخر عن ياقته مُرتباً اياها ببرود
" اولاً انت تتحدث مع مُدربك ، ثانياً لا تتحامق وترفع يدك ، ثالثاً انا اعلم ما اقوم به هنري " شدد باحرف اسم المعني مُحدقاً به بنظرات حادة

عض الاشقر على شفتيه ، ضاغطاً على الاوراق والملفات بقوة
" لقد جُننتَ ، البرت انه طفل ، لو اخفقتَ وسببتَ له مُشكله نفسية اخرى تعلم تماماً ماهو قانون المشفى صحيح ؟ وماذا سيحصل بك يا مدربي العزيز ؟ ام انكَ نسيت ؟ "

تبادلا النظرات بصمت لثواني عدة ، ليعود الاكبر اخيراً لوعيه ، غضبه اعماه حقاً ، انها المرة الاولى التي يشعر بها بالفشل !

" زُهور قِرمِزية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن