1

1.1K 108 50
                                    




‎[ نِهاية بؤس ] 29 - November
تحت أغطية سريرها، قضت هي اسوأ أوقاتها، بُكاءها بِحرقه
جعلها تشعر وكأن عينيها ستُخلع من مكانِها لكثرة دموعها.

الحُزن يُهاجم عقلها مجددًا دون أن تقدر على تقوية
دفاعها ضده، لتستسلم للألم الدفين داخلها، وتقضي
ليلتها المُرّة كأي ليلة أخرى.

"لم يتغِير شيء!" همست

لا شيء يُغير ذلك الحزن في أيامها، ولا شيء
يُغير حقيقة أنها ستنام مجددًا بجانب وحشة
مشاعرها.

كان النوم ملجأها الوحيد لِلهروب من سوء واقعها
ولتستطيع ايقاف أفكارها وتُغيب ذلك الجسد
الهزيل عن الوجود ومرارته.

-

صوفي التي كانت تقف أمام المِرآه تُمعن النظر
بمظهرها، وعلى شفتيها أرتسمت أبتِسامة واضحة
"لا يُهمني من سيأتي هذه الليلة من ضيوف سِواه،
أنه أكثر الرجال وسامةً لا أطيق صبرًا حتى أراه"

كانت والِدتها الواقِفه خلفها تُعدل ربطة فستانها،
رفعت رأسها تنظر للأخرى اثناء حديثها "كم أنتِ
سعيدة لِقدومه!"

اومئت الأخرى بِسعادة لوالِدتها التي قالت بِنبرة
حازِمة "كفاكِ كُل هذا الحماس وأذهبي للجلوس
فورًا"

تأففت، وقالت اثناء سيرها نحو الطاوِلة
بينما تنظر بعشوائية إلى الخلف نحو والدتها
"أعني أنه من العائِلة المالكه، وسيم وذكي
وهو الأشهر في مجاله هُنا، الا يحق لي؟.."

فور رؤيتها للنظرة الباديه على وجه والِدتها
قالت "حسنًا سأصمت" وجلست على الطاوِلة.

-

تستيقظ بعد ساعتِين والصُداع قد آلم
رأسها كُكل مرة لأفراطها بِالبكاء. كانت تشعُر
بالعطش الشديد، وفكرة أضطرارها للنزول
إلى الأسفل ورؤية تلك الوجوه المُرعبة جعلتها
ترتعب.

خرجت مِن منطقتها الآمنه وسارت بِخطوات ثقيلة
نحو الأسفل، وقلبها الهلِع يُريد أن توقف خطواتها
وتعود أدراجها.

عيون افراد العائِلة المُتجمعين تبعتها، حاولت
هي أن تبدو غير مكترِثة وثبتت ناظريها إلى الأمام
خشية أن تنظر بعيون أحد الموجودين.

أعادت خُصلات شعرها الشقراء إلى الخلف
تحاول الهدوء وتجاهل نظراتهم بينما أخذت
بيديها الماء سريعًا وحاولت الأسراع بِالعودة

"ليسا"

نادى ذلك الصوت الذي لطالمَا كرهت
سماعه يُنادي بأسمها. ثبتت أقدامها بمكانها
لا تقدر على أكمال خطواتها وتجاهل نداءه
فهو أكثر الأشخاص رعبًا لها.

طائِر |  LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن