5

12.6K 890 100
                                    

نيرڤي pov

لقد أدركت منذ وقت ليس بطويل انني فقدت عقلي.. ولكنني أقسم بأنني لم أفقد بصري بعد.. والرجل الذي أمامي لم يكن يمت بصلة لجايكوب ستيفانوس..
لا شكله، لا ملامحه ولا حتى شخصيته!!
وأنا أشك في أن يكون من نفس طينته.
انهما بإختصار شخصان مختلفان تمام الإختلاف، وحتى الأعمي يدرك ذلك.
اقترب الرجل ذو الأعين الداكنة مني بهدوء.
شفتاه إفترقتا كي تنطق بشيء ما ولكن سيزار سبقه وهو يقول " هي لم تتقبل الأمر جيداً ألفا..لم تقتنع بأنك أنت هو "
متأكدة تماماً بأن عقلي قد تعطل في هذه اللحظة ثم ما لبث ان نطق الرجل بكلمة " غادر " حازمة الي سيزار الذي اومأ وخرج من الغرفة،جاعلا المكان يختنق فجأة بحجم الرجل.

لم الاحظ من قبل ولكن هذا الكائن كان يملك بنية جسدية ضخمة حقاً.
"حسنا أعتذر علي هذا.."  قال بصوت هادئ جعلني أستغرب للحظة قبل ان يضيف " لابد ان سيزار قد عقّد الامور قليلاً بطريقته السيئة في الشرح.. " اضاف مجدداً بنبرة انا متأكدة من أنها كانت صعبة عليه.
لقد كانت نبرة بعيدة عن العداء وأيضا بعيدة عن اللطف.. وقد كان واضحا للغاية من ان هذا ال"ألفا" هو نوع الرجال الذين خُلقوا كي يأمروا الأخرين..
التسلط  والتكبر كانا ملازمان له،حتى وان هو حاول جاهدا إخفاء ذلك..
حبست دموعي بشكل مثير للشفقة وانا احاول ان اكون هادئة بينما أسأله ببطء قدر الامكان "أين هو جايكوب..!؟"
عيني لم تخطئ برؤية العرق الذي نفر بقوة في عنق الرجل أمامي..وقد أدركت  انه كان أصبح غاضبا مع أني أجهل سبب ذلك بالضبط..
"ذلك الرجل قد غادر.."قال ببرود كرد علي سؤالي وانا شعرت بالغباء لوهلة قبل ان أكرر وراءه بعدم تصديق"غا-در...؟؟؟!كيف غادر وتركني خلفه..؟؟!"
صوتي إهتزّ أكثر وانا أكافح كي أري وجه الرجل خلف التشويش الذي أصاب رؤيتي بسبب الدموع.
" انت تكذب..!هو لن يفعلها ويتركني!!" أضفت بصراخ وانا ألعن هذا الرجل بداخلي ولكنه زفر نفسا بعدم صبر قبل ان يقول بهدوء كاذب "من الأفضل ان تكفي عن البكاء فهو لا يستحق ذلك..مجرد حثالة بشرية..!!" عيناي اتسعت وتراجعت للخلف كي أسقط علي الأريكة بصدمة..
لا.يستحق.ذلك..!
"لقد كان زوجي...!" قلتها بصراخ في وجهه..
"لقد تبادلنا النذور أمام القس..امام عائلتي..لقد كان هو الرجل الذي أخبرني بأنه معي في السراء والضراء.. في المرض والعافية..لقد اقسم انه سيبقى معي-"

"كل ذلك كان مزيفاً.."قاطعني وهو يأخذ خطوة في اتجاهي الا انني صرخت فتوقف..
"انا زوجته.."قلت ودموعي سقطت بغزارة بينما هو قال بكل برود" انت لستِ زوجته.." مسحت دموعي بينما هو اضاف قائلاً "هو لم يضع إصبعاً عليك..لم يقبلك حتي"
انقطعت انفاسي لثانية قبل ان اتذكر كل محاولات جايك لتأجيل إكمال الزواج..
هو لم يرد ان يدخل معي في علاقة حتي بعد ان إكتمل زواجنا..
لم يرد ان يلمسني طوال السنة التي كنا فيها بعلاقة، وكل ذلك كان مماطلة منه ولكن لماذا..
"لذا فقط توقفي عن البكاء من أجله.." قال الرجل مجددا ولكنني لم أفعل..
لم أكن لأعطيه ذلك الرضا بأنه علي حق حتى لو كان كل ما قاله صحيحاً..
"لقد قلت لك بأنني زوجته.." قلت له وانا اتجاهل المرارة في فمي لأضيف " انا زوجته شرعياً وفعلياً"
لم يبدو عليه ان صدقني..هو فقط ضيق عينيه تجاهي لأصرخ ب " انا زوجته..!!"
بعد ثانية فتح الباب ليدخل سيزار ويبدو ان هناك بعض القلق علي وجهه..
" أظنك قلت بأن ذلك الحثالة لم يلمسها أبداً؟؟!" الرجل نطق ببرود وهو لم يلتفت الي سيزار حتي.
ولكني لم أعطه الفرصة بل قاطعته قائلة "لقد فعل..لقد أقمنا علاقة كاملة.." اندفعت بالحديث ورأيت ملامح الرجل الذي كان ينظر لي تتحول الي شيء هو أبعد من الغضب بكثير قبل ان يلتفت ويمسك سيزار من قميصه..
لكمه بقوة في وجهه لدرجة انني تألمت من مجرد رؤية ذلك..
"توقف..!!" صرخت فيه وانا أغلق فمي..
عيناي اتسعتا بشدة وانا أنظر الي خط الدم الذي سال من عين سيزار وصولاً الي فكه..
" لم يحدث ذلك ألفا.." قال سيزار ولم يبد لي متأثرا بجروحه ما جعلني أرغب انا أيضا بلكمه..
" هل تقول بأنها كاذبة..!!" سأله الرجل وهو يوجه له لكمة أخرى ولكن سيزار نفى قائلا "ليس ذلك..بل أظنها تختلق الأمر" عيناه الزرقاوتان نظرتا تجاهي..وأكاد أرى توسلاً صامتا في عيناه يطلب مني ان أغلق شفتاي وأحتفظ بكذباتي لنفسي...
دفع الرجل سيزار بقوة لدرجة انه تعثر وهو يتراجع الي الخلف قبل ان يقول له ببرود قاتل "  ابحث عنه وإجلبه إلي لأقتله بنفسي..".
انفاسي علقت في حلقي وجسدي تجمد عندما قال ذلك..لقد كان سيقتله!!..
وكان يبدو جادا جداً..
"للأسف الفا..علينا ان ننتظر حتي يسافر الي الجزيرة.." قال سيزار وهو يمسح علي جانب عينه المصاب والملطخ بالدم.
ليزفر الرجل نفسا غاضبا ويمسح على وجهه بيداه..
ومن ثم نظر الي..
هنا انا شعرت بشيء بدائي يظهر في عيناه..
شيء جعل الخوف بداخلي يتضخم وقلبي بدأ يخفق بعنف وقوة..
وفجأة تلك الحقيقة ظهرت امامي عندما تقدم الرجل ناحيتي وعيناه تلمعان بطريقة خطيرة استشعرتها الان فقط..
انا وحدي مع رجلين مجنونين  وقادرين تماما علي أذيتي بشدة..
والشخص الوحيد الذي بينهما وكان من الممكن ان يساعدني فقد لفقت فيه تهمة قذرة وانا متأكدة من انه سيكون سعيداً اذا ما قرر الرجل المدعو بألفا اغتصابي او إلقائي الي الذئاب في الخارج..
"هذا سيء أليس كذلك..نيرڤي..!؟" قال الرجل وابتلعت عندما أدركت ان الجميع يعلم بإسمي..

"انا-انا.."صمت قليلا كي أستجمع نفسي..
لم أدري ما الذي علي قوله الان..!
حقيقة ان كل ذلك العام كان مجرد كذبة قد سرت علي جعلني اشعر بالغثيان والدوار،وكنت أعاني حاي لا يغمى علي هنا..

"من هو جايكوب ستيفانوس؟؟" سألت الرجل الواقف أمامي ليقول " انا هو جايكوب "

أخذت نفسا عميقا قبل ان أضيف سؤالاً آخر قائلة " والرجل الآخر هو..."

" يدعي بإسم ديفيد ميركال" اجاب سيزار وانا اغمضت عيناي لأفهم كل ذلك..
الشركة،المنزل،وكل الهدايا والإيصالات التي كان مكتوبا عليها اسم جايكوب..كانت تعود في الواقع الي هذا الرجل الواقف أمامي..وليس إلى ذلك المخادع المدعو بديفيد..

وصولي الي هنا عبر الغابة،وكل تلك المسافة التي قطعناها بالطائرة..ومحاولة ديفيد تجنبي والابتعاد عني كان كله مخططا له من قبل هذا الرجل الذي يقف أمامي..

" ما الذي تريده مني..؟!!"
انتحبت تقريباً و شعرت بالعجز لدرجة انني لم أحس بإقتراب جايكوب الحقيقي الا عندما لمس كتفاي وانتفضت لذلك  ..

" امسحي هذه التعابير من وجهك..ذلك الحثالة لا يستحق الرثاء عليه أبداً " قال وعيناه اصبحتا غامقتان تماماًولكني لم اهتم..
لقد كنت أرثى علي نفسي فقط..
أنا لم أفعل شيئاً لأستحق هذا..
هذا الكذب والخداع..
مجدداً..وبطريقة أكثر قسوة وألماً مما حدث لي قبل خمس سنوات..

حاولت الابتعاد عن الرجل الذي يقف بقربي وسألته مجددا نفس السؤال " أريد ان أعرف ما الذي تريده مني..!؟؟"

للحظات هو لم يتكلم،وبعدها هو قال بنبرة مبطنة بالغضب " انت ستبقين هنا..لقد قام ديفيد بجزءه من الاتفاق..والان حان الجزء الخاص بي..نيرڤي لوغان "

" أنا لست جزءاً من أي اتفاقية لعينة "صرخت بغضب وجايكوب نظر لي بعمق قبل ان يظهر طيف إبتسامة صغير علي شفتيه وهو يقول" هذا صحيح..انتِ هي رفيقتي المقدّرة "

.......

بارت قصييير زي الشحدة 😭😭😭💔
حتي انا زعلت لأنه قصير بس حلو..
المواجهة الاولي ما بين جايكوب ستيفانوس الحقيقي، ونيرڤي لوغان..

لسة يجماعة ما نحكمش علي شخصية زوجنا المستقبلي أوكي 🙂❤❤❤

وحاضر ياللي هناك..سامعاك كويس وهنرجع قريب لرواية أيريس ونيكولاس..بس خلوني أعيش في جو الحماس دا كمان شوية 😹😹😹

اي تعليقات.؟؟؟

شوفكم بخير في البارت الجاي

الرابطة الأبدية 'The Eternal Bond' حيث تعيش القصص. اكتشف الآن