١:١١

21 3 0
                                    


-

"اُريدُ أن اُدفنَ هُنا
بينَ ورِدي وورِيدُها
اُريدُ أن أُحاطَ برسومي
أُدفنُ بينَ ألوانِها
أغرقُ غَرق الثملينَ
اُهوَّدُ وردي ورِقتهُ
وأنا مهَّودُ مِنهُ سكرةً
أغُلِقُ أجفانَي الثملةَ
وأنا بوردِي أحدِقُ
أخرُ مَ أنظرُ اليهِ
مَنظرٌ شاعري
كغروبِ شمسِ نهايةِ العالم
تهدأُ كُل الأصوات
كُل مَ يدورُ تحتَ تِلك الاجفانُ ظلامٌ
ألوان،ألوان،ألوان
أحمر، أسود، أسود، أسود
جميعُ الألوانُ سوداء
انفجارُها معًا لم يجدي نفعًا
جميعُها مَ زالتَ سوداءَ بائسه
حُزنُ كُل وردةٍ ازداد بحُزنِ أُخرى
وداعٌ، فِراقٌ،موتٌ
جميُعُها معًا تمتزج
جميعُ الورِدِ صار شوكٌ
أينما أُديرُ مُقلتيِ العمياءُ أُطعن
تائهُ في مُنتصفِ كومةِ شوكٍ
أنتَظِرُ أنَ يَجدني أحدٌ ما
نورٌ، اشعرُ بهِ رُغمَ أني كفيفُ البصرِ
تِلكَ الورده، نعم إنها هي
أولى ورداتي، أولى أحزاني
وليدةٌ لحظاتِ حُزني
عائدةٌ تُزَفُ في مأتمي
تودِعُني بِخفةٍ
تُلامِسُ أجفانَ رسامِها المُرهق
تُوصِدُ آخِرُ بابِ أملٍ للنجاة
تُقطعُ أواصِر الوصلِ مع الحياهَ
تستلقي بِخفةٍ فوق ذلِك الجُثمان
بخفةٍ تُشِّيعُ مراسِمَ العزاء
مَات، ماتَ؟
ومَ الآتي؟
لن يعُد هُنالِكَ بُستان
لن يَعد هُنالِك في كُلِ مأتمٍ باقةٌ
ذَبلت جميعُ المآتِمِ
قاتِمه، قاتِله هي دونَ وردِهِ
كَان هو مَن يُودِّع، والآن وَدَع."

"رَ.

كَلِماتْ لا تُفهَمْ.Where stories live. Discover now