١:١١

5 1 0
                                    



-

6:06

-رسائل، وذاكرة هشةْ.

"تتسلل أناملهُ تِلك الأرفف
باحثةً عن تِلك الرسالة
تبعثرُ الكتب وتلقي بالتُحف
تتجاوز الأرفف القديمة وتواصل البحث
لا يمكن ان تكون تِلك الرسائل في طي تِلك الأرفف البالية
تِلك الأرفف ليست موطنًا لتِلك الرسالةُ الرقيقة
لا تحتملُ تِلك الرسالة وكِلماتها الحنونه عبء الغبار والأتربة
لا ليست هُنا في زحمةِ تِلك الكتب ايضًا
لا يمكن أن اترك الكتب تخدش تِلك الطوابعُ البريدية
تِلك الطوابع مُرتبةٌ بإتقان وكأنها خُلقت فقط لتُلائم تِلك الرسالة
لستُ أخفيها في أحد التحف
لا يجب ان تنكمشُ تِلك الكلمات فقد تنكسر لرقتها
مازِلتُ أتذكرُ تمامًا مُحتويات تِلك الرسالة
مازِلتُ أحفظُ ترتيب الطوابع البريدية
ومازِلتُ أحفظُ تِلك الكلماتُ الرقيقة عن ظهرِ قلبٍ
وكأنها جناحيّ فراشة رقيقةٌ للحد الذي يجعلُها
لأدنى الامور تنكسر وتتبعثر مع الرياح
تعاملتُ مع تِلك الرسالةُ بعنايةٍ فائقة
لها مكانةٌ خاصة بالتأكيد
وخوفًا ان تختفي في مهب الرياح
وأبقى خاليًا باسطًا الكفين على فراقِها
لا يمكنُها ان تختفي
لا يجبُ عليها ذلك
ابعثرُ تِلك الكتب
فوضى عارمة
تكتسحُ ذلِك السرداب
رائحةٌ حنينٍ للماضي
ممزوجٍ برائحةِ عبق تِلك الرسالة
أعلمُ أنها هُنا
أحرك ستائر الغُرفه
أشعة الشمس تخترقُ زُجاج النوافذ
وتنعكس على تِلك الطوابع البريدية
وكأنها تستمِدُ طاقتها من الشمس لتُضيء
بلهفةِ أُمسكُها كتِلك اللهفةُ التي أمتلكتها
تِلك الطوابعُ الشاحِبة لنورِ الشمسِ
تارةً تخدشني كلِماتُها لرقتِها
وتارةً اخرى تخدشُها يدايَ لشدةِ حنينها
تنزلِقُ عيناي على تِلك الاسطر
أقرأ تلك الرسالة وكأنني اقرأُها للمرة الاولى
اتطلعُ لأقرأ اسمَ المُرسل
أزيحُ أناملي التي تُغطي أسمه
مهلًا أين أسمُ المُرسل!
كيف يُمكنُ لتِلك الرسالة أن تُتلف هكذا؟
عثى عليه الزمن
شعر وكأنما طياتُ تِلك الرسالة وكلماتُها
عبءٌ ثقيلٌ أثقل كاهله رُغم رقتِها
لذا اندثر أسفل تِلك البُقعُ الداكنه
دفن نفسهُ خوفًا أن يُرى
لطالما حفظتُ تِلك الرسالة
لكنني لفرطِ صدمتي
لستُ اذكرُ حقًا أسم المُرسل
تِلك الرسالةُ ليست الهشة حقًا
ذاكرةُ الأنسانُ تِلك هي الهشة
كجناح فراشةٍ أرقُ مِن أن يُخدش
لذا دومًا لسنا نتذكر ولسنا ننسى
دومًا عالقين في المنتصف
نتأرجحُ بين النسيانِ والذاكِره
ونخدشُها بصمتٍ
لتُصبحَ رثةً مُمزقة
تقطرُ مِنها تِلك الذكريات
حتى لا يبقى مِنها شيء."
"رَ.

كَلِماتْ لا تُفهَمْ.Where stories live. Discover now