N° 31---

2.4K 144 74
                                    

تراقص نظره بين كل ملف وقعت عليه عيناه ،ليصادف واحد قد وضع له إسم خلاف البقية ،باللغة الإنجليزية !

"my comfort"

استمتعوا   :
ضاقت عيناه بسخرية لسخافة ذلك الإسم فالكل يعلم بدون استثناء مدى ركاكة انجليزية ذلك الوحش و ها هو الآن يزين و يبتكر ملفات بأسماء أجنبية .
رمى بظهره على مقعد المكتب الإسفنجي ليصوب نظره نحو الشاشة بملل ،لربما قد تحتوى أكثر من ثلاثين فيديو متفاوتي المدة ، و بصفة عشوائية ضغط على أحدهم بفضول ليقابله ظلام دامس ، زم شفتيه بحيرة متفقدا الجهاز ليعيد نظريه نحو عداد الزمن الذي يشتغل بصورة عادية أي أن الفيديو قد أخذ في وقت متأخر من الليل ....خمس دقائق كاملة أخذها في التحديق لعل و عسى قد يلمح شيئا يستحق كل هذا الترقب و التركيز ما كاد ينسحب مغلقا الشاشة فإذا بذلك الجسد الهزيل يعترض عيناه .
شقارها المميز قد فضح هويتها رغم عدم وضوح الصورة ، تستقيم ببطء ناعس متفقدة ألكس لتعود أدراجها مرتمية على سطح سريرها .

01:25:23  مدة قد قضاها أيا كان في مراقبة تلك الشقراء دون كلل او ملل طيلة الليل ، و بسرعة و توتر فتح كل الملفات و التي لم تختلف بعضها عن بعض سوى بالتوقيت ،فالشخص المراقب نفسه و المتجسس لم يختلف .
و كآخر فيديو قرر مشاهدته كان يحوي تاريخا مميزا أو لربما قد ذكره في شيء ما فتلك الحادثة لا تزال راسخة في خلده .
قبل أسبوعين ربما ،قد قدم كما نصت عليه العادة للقصر و بما أنه يوم الإجتماع فقد أراد  تذكير كارلوس فذلك الأشقر من ثقل تركيزه بعمله فإنه يقضي يومه بمجمله في المكتب لولا وجود سكريتيره جون فحتى الوجبات الأساسية ستلغى و تفوت عليه .

كان يوما استثناء لماريو المتحمس الذي دلف المكتب دون إذن ،و فعلا قد قبض كارلوس بين كومة أوراقه إلا أن نظري الآخر كانتا منصبتان في شيء يعرض على شاشة حاسوبه ،و لكم حاول التلصص على المحوى إلا أن ذلك الغاضب قد صرخ به طاردا الشيء الذي لم يفعله قبلا ،فالكل يدري مدى حب ماريو لكسر خصوصية الشخص و رغم ذمهم لهاته الصفة فيه إلا أن العادة قد غلبت الرفض ليصبح شيئا عاديا مقبولا ،لكن ردة فعل ذو عينا الزمرد كانت غريبة و جدا ...
فقد هدجه بنظرة لم يلمحها منذ زمن عتيق ليشعره بشيء من الحرج .

نفس التاريخ المدون أسفل الفيديو و كذلك الزمن ، لا شعوريا قد وصل ثغره الأرض من الصدمة و الذعر لتقوده ساقاه المتخدرتان نحو غرفة الفتاة ،فتحها و من حظه كانت خالية معطية له فرصة تفتيشها بدقة .

يبحث بين كل ركن و كله أمل بعدم إيجاد شيء ،فلربما هناك خائن يهدده بتلك الأشرطة ،لربما هناك من يتجسس على صغيره باعتباره حلقته الأضعف توهمات صنعها عله يوهم نفسه عن تلك الحقيقة الواضحة .
و فعلا فوق تلك الخزانة البيضاء انحصرت كاميرا من النوع الصغير قد اختفت بين نتوءات الخشب بإتقان ، في زاوية ممتازة لالتقاط أدق التفاصيل.

Stuck with HimWhere stories live. Discover now