تجاوزت الساعة الخامسة و النصف مساءاً ، لم يعد فارس كما و أن هاتفه مغلق مما جعل القلق يتسرب لقلب والديه بينما عامر كان قد اتصل عدة مرات يسأل عنه حتى ألغى الجلسة لليوم .." لقد تأخر! أين له أن يذهب؟!! "
عاد لؤي من الخارج ليقول بتعب :
" لقد بحثت عنه في الحديقة و اتصلت على ساهر لأرى نادر لكن هاتفه مغلق ."تنهد سالم بضجر ، كان غاضباً من فعلته و طيشه .. أخرج لؤي هاتفه ليحاول الاتصال به مجدداً ، لكنه ابتسم بارتياح حين رن هاتف ساهر ، و لحظات حتى أجابه ساهر بصوت ناعس :
" اهلاً يا لؤي ."ابتسم لؤي ليسأله :
" أهلاً ، أين نادر ؟ "عقد المعني جبينه و اعتدل عن سريره ليرى نادر يستلقي على ظهره على الأريكة ، بملامح متضايقة و قد كان شارداً ، فأجاب ساهر بغرابة :
" أنه هنا ، ما المشكلة ؟ "" هل فارس معه؟ "
عاد ساهر للنظر لشقيقه قائلاً :
" فارس؟ انتظر سأسأله لأني كنت متعب و نائم ."ثم وجه سؤاله لأخيه :
" نادر ، هل رأيت فارس اليوم؟ "خرج نادر من شروده لينظر لأخيه قائلاً :
" لقد أوصلته لنصف الطريق و هو أكمل للمنزل ، أخبرهم أننا نعتذر للتأخير ، لقد كنا نقضي وقتاً لطيفاً معاً ."خفت صوته بأخر كلمة ، كان وقتاً لطيفاً جداً !!
أجاب ساهر على لؤي بالذي قاله نادر قبل أن يشرد مجدداً ..
ما إن أنهى المكالمة حتى إعتدل نادر و نهض يقترب من شقيقه حتى وقف أمامه بملامح جامدة ، فتح هاتفه و شغل ما سجله ليتجمد ساهر للحظات و هو يستمع إلى صوتها مع شخص أخر ، دق قلبه بألم حين علم أنها تستغله لأجل القلادة التي معه!! لم تحبه! بل إستغلت حبه لها؟!!
اختفى الصوت فينظر ساهر بصدمة نحو نادر الذي نطق بجفاء ممتزج بحدة و هو يريه صورتها مع ذلك الرجل :
" من تحبها كانت تستغلك يا أبله .. كانت تخدعك!! "كان مصدوماً و هو يلتقط الهاتف و يحدق بصورتها و صورة ذلك الشخص!! .. لم يخيل له أن تفعل ذلك!!
" كيف فعلْتَ ذلك؟!"
سأل مصدوماً و هو يوجه نظراته إليه ليجيبه نادر بحزن :
" أعتذر لك يا أخي لكني لم أتحمل رؤيتك تعاني بسببها ، سرقت هاتفك أثناء نومك و أرسلت لها أن تقابلني بكافيه و حين وصلت أرسلت لها رسالة أنك لديك أمر عاجل و لن تذهب و حين غادرَت .. ذهبت خلفها إلى أن وصلت لمكان مهجور ، تسللت و ..."" كان معك فارس صحيح؟ "
سأله بانزعاج فبتر نادر كلماته و نظر لأخيه بصمت فتأكد ساهر من نظراته أنَّ فارس كان معه ليتكلم ببعض الغضب :
" هل تعي ما كنتما تفعلانه؟! .. هل أنت أحمق يا نادر؟!! "
![](https://img.wattpad.com/cover/292858320-288-k565801.jpg)
أنت تقرأ
نيكتوفيليا "مكتملة"
Fantasy"تعلَّم كيف تكون وحدك ، لأن يومًا ما ستجد نفسك وحيدًا ." كلمات قالها لي متسول مجنون يسير في الشارع مقهقاً ، قبل سنتين من وجودي بهذا المنزل الكبير الذي يخص عائلتي و عائلة والدي ، بعدما تركني والداي و قد سافرا سوياً لإحدى دول انجلترا تاركين إياي وحيد...