Chapter 22

1K 124 101
                                    


ظننت أن نهاية الطريق آتيٍ فصدمت ببداية الألم و صعوبة زوالِه !

مرت الأيام تلتها الأسابيع ، و ها أنا كنت أضع أخر نقطة بأخر سطر في ورقة الإمتحان ، قبل أن أسلمها تزامنًا مع تسليم نادر لورقته لنتبادل النظرة بابتسامة قبل أن أتقدم نحوه و نغادر معًا للخارج ، كنا قد تنهدنا معًا بفرحة غامرة لإنتهاء الإمتحانات ، ضغط كبير كنت فيه ، لمدة شهر لم أقابل عامر ، لم أتحدث ، لم أخرج ما أشعر به .. كان طوال فترة الإمتحانات شعور الاختناق يلازمني لكنني كنت أحاول تناسيه ، كان من أصعب الفترات التي تمر عليّ هي تلك الفترة و ها أنا أغادرها بصمت ، و بعد أكثر من عشرة أيام أخرى من النتيجة تفاجئنا من ظهورها ، فاتفقت أنا و نادر على الذهاب ، بقلب يرتجف كنا خائفين ، حتى أمسكنا بها و نظرنا معًا في الورقة ثم لبعضنا ، لم أشعر بنفسي و أنا أصرخ مثله و أضحك أمام الكثير جدًا من زملائي و غيرهم ، لقد حصلنا على 97% مثل بعضنا ، كما كنا نذاكر كنا نحفظ معًا ، ثم وجدت هاتفي يرن ، كان مراد ، رغم بعض التردد للرد كونه لا يتصل بي أصلاً رددت لأفاجأ به يسألني أين أنا و يخبرني أنه نجح بتقدير 93% ، ابتسمت سعادة له ثم أخبرته أنني سوف أذهب إليه بنفسي بما أنه بالخارج ثم خاطبت نادر مخبرًا إياه أننا يجب الذهاب و لم أنظر له لشدة سعادتي ، كنت أغادر أحدق بغير تصديق بالورقة ، و كل عقلي كان يسألني هل سيفرح بك والداك يا فارس؟ هل سيكون والديك متفرغان لإستقبالك بالتهنئة؟

ثم شعرت بنفسي حين سمعت أصوات صراخ و عويل جعلتني أغلق أذنايّ أشعر بالضغط يزداد ، أصوات أبواق سيارة كان ترتفع قبل أن أفتح عينايّ و تتوسع تدريجياً و سيارةً ما تستقبلني بسرعتها الشديدة ثم ..  ظلام!

فتحت عيني بعد تلك الأحداث التي تدفقت مجددًا بعقلي ، كيف لسعادتي أن تزول هكذا؟! كيف لا تكتمل فرحتي الا بتدخل الحزن و تخريبه لسعادتي؟!

إنخرطت بالبكاء الذي كتمته طويلاً حين لمحت عينايّ جسده الساكن أسفل تلك الأجهزة ، " غيبوبة" تذكرت كلمة الطبيب ليزداد بكائي ، لقد أنقذني! دفعني و إستقبل السيارة بدلاً مني! .. ليتني نظرت خلفي! ليتني انتبهت على ذهابي دونه ، ليتني لم أشرد! ليتني كنت أنا .. ليته لم .. ليته لم ينقذني!!

أحسست بيدين تطوق جسدي ، لا أعرف من يكون ، لكني تشبثت به ، قلبي يقتلني بذلك الشعور ، أنه مؤلم ، مؤلم جداً .. ليتني أستطيع إقتلاعه ليختفي ألمي ، لكي لا أكون موجوداً!!

تقدم عامر لحظتها من ساهر،  كان معظمهم متواجدين ، منذ الأمس و نادر بغيبوبة ، و فارس لا يأكل ولا يشرب ، شارداً لا يتكلم ، ملابسه تلوثت بدماء رفيقه ، و ها هو يبكي ، يبكي كما لم يبكي من قبل ، ناظره بحزن و هو يربت على جسد ساهر الذي كان يجلس بصمت ، حزنه داخله فقط ، لا يُظهره لأحد !

" ساهر أنت بخير ؟ "

رفع نظره و ابتسم بتكلف ، كان يعرف عامر أنها ابتسامة كاذبة تخفي ألمه ، تخفي قوته الهشة! فتنهد و هو يميل نحوه يعانقه و يربت على ظهره فبدأت دموعه تنزلق ببطء ، لا يريد لأخاه و أخر فرد من أسرته أن يختفي!

نيكتوفيليا "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن