•6•

46 5 0
                                    

•6•

توجهت عيناه لكادر الذي ظهر علي بدايت السُلم .. 

نزل كادر علي السلالم ، لقد ارتدي "ستره بيضاء نصف اكمام ، وبنطال جينسي اسود وحذاء رياضي ابيض " وقف امام كريم قال: حضرتوا الفطار .. " ولم يعي اي اهتمام لفريدة ، فهو اعتاد علي تجولها بالمنزل ، فقرر الاستسلام لامرها و تجاهلها 

أجاب كريم : مفيش اي أكل في البيت يا كادر 

قلب كادر عينيه ونظر له بضيق واردف  : شوف اي حاجه تتاكل ، مش لازم تفنن 

أردف كريم : واللهي يا كادر التلاجه فاضيه ، ومفيش اكل .. معظم البيت فاضي مفيش صابون .. مفيش منظفات خالص ..

كادر : طب تعالى معايا نروح إي مول نجيب الحاجات اللي ناقصة ..

أوما كريم : تمام يا كبيري  ..

اتجاها هم الاثنان نحو باب المنزل ، وكدا هم الاثنان ان يخرجا من الباب لكن اوقفهم صوت فريدة وهي تردف : خدوني معاكم ..

تحركا ورؤوسهم اليها فصاح كريم بها من بعيد : هو احنا ريحين نتفسح ، دا احنا هنشتري شوية حاجات للبيت !!

حاولت ان تقنعهم : يا بني خدني معاكم وانا .. وانا هجبلكم حاجات نضيفة .. انا بنت يعني وبعرف ايه الحاجه الكويسة وايه اللي لا .. وبعدين هنقي الخضار والحاجات اللي هتشتروها كويس ، يعني هفيدكم واللهِ بمرواحي مش هضركم ..

كان من الواضح علي كادر انه اقتنع بكلامها ، ونظر لكريم الذي فوراً هز رأسه بانه يوافق علي قدومها معهم ، فأردف كادر وهو يرتدي نظارته الشمسيه : طب يلااااا

ثم أعطا كريم شيئاً لفريدة ترتدي ، من ملابس ريم ، فبدلت ملابسها ، ثم هرولت الي الخارج ، كان ينتظرونها بالسيارة ، فدلفت معهم ، وذهب الي مكان كبير لجميع احتياجاتهم ..

اردف كريم : بصي احنا محتاجين منظفات للغسيل ، هدومنا حرفياً بقت ماليا الحمامات .. وعايزين برضوا أكل شوفي المطبخ بيبقا محتاج ايه وهاتيه .. " وأردف كادر : وميهمش الفلوس هاتي اللي عايزاه ..

اخذت فريدة سيارة المشتريات ، ثم اعطتها لكريم ليجرها خلفها ، أكمل كريم السير خلفها وهي تتفنن بختيارها للأشياء الجيدة ، فهي رغم حياتها الشبه قاسية ولا يوجد بها فراغ أنثوي ، اللي وانها أتقنت التسوق ببراعة ، وهي بالفعل سيدة منزل بارعة ، قد علمتها جدتها القوة وفن القتال ، وايضاً لم تتركها والدتها ، فهي علمتها الطبخ وفن ربة المنزل .

تركهم كادر يتحدثان ويختاران المشتريات ، واتجه نحو قسم لعب الاطفال ، ثم اتجه الي رُكن الدراجات .. لمس دراجه باصابع يداه ودق جرسها  وهو يتذكر ..


_فلاش باك 

كان بسن التسع سنوات ، كان يجري بحديقة المنزل ، ثم هرول مسرعاً نحو امه وهو يتمتم لها ببرائه : ماما .. ماما ، انا عايز عَجلة .. 

نظرت له والدته وقالت : لما تكبر حَبه يا حبيبي هجبلك احلي عَجلة ..

نظر لها جد كادر وقال بنبرة ساخرة : امممم .. طالما قالت كدا يبقا مش هتشوفها 

نظر له كادر وتمتم  : صح يا جدو حسن ، هي علي طول بتقولي كداا ..!

اتسعت عيناها وصاحت  : ايه يا بابا دا  " ثم حركة وجهها لكادر : لا طبعاً يا حبيبي هجبلك العَجلة وبكرا تشوفوا .. 

قهقه الجد حسن وقال : اراهنك ان جت .. هههههه


                                                   _______________

نظر كادر الي الدراجه وعيناه تدمعان وارتفعت ابتسامه علي شافتاه وقال : كسبت الرهان يا جدي .. ربنا يرحمك يا امي ..

ذهب كادر ليري كريم وفريدة ، نظر الي العربة التي امتلأت من كثرت الأشياء واردف : ها .. خلصتوا 

كان كريم يجر العربة بتعب فكان ممتلأه ويصعب عليه جرها وتمتم  : يارب .. ربنا ينتعها بالسلامه وتخلص ..

نظرت له فريدة : خلاص قربت اخلص اهو ..

بعد بضعة لحظات إنتهت فريدة من جلب الأشياء واتجهوا هم الثلاث الي محاسب المكان ، ليدفعوا ثمن الاشياء التي اشتروها ، و كان من يقف بمكان الدفع رجل ذو لحيه خفيفه وشعر بني غامق يرجعه الي الخلف ، 

فبدأت فريدة و كريم يخرجوا الاشياء من العربة ، ولكن كان الرجل ينظر لها بتمعن ويراقبها وهي تخرج الاشياء ، حتي إنتهت ، فجأت فريدة هذا الرجل يعطيها كارت صغير ، وكان هناك رقم هاتف علي الكارت الخاص بالمكان فأردف هو يبتلع لعابه : دا رقمنا لو حبيتي .. احم .. اتصلي بينا ،  وأتمنى ذلك ..

نظرت فريدة الي الكارت الصغير ، رأت انه كتب رقم هاتفه عليه خلف الكارت ومكتوب عليه "أسامه الكاشير"

نظرت له فريدة ببتسأمة مشمئزة : لا واللهِ محبتش المكان ، وان شاء الله مش جايه هنا تاني " ثم اخذت تمزق الكارت  والقته امامه ..

كان كادر وكريم رأوا ما حدث ، ثم ارتسمت ابتسامه صغيرة علي شافتيهم ، وعندما اقتربت منهم اردف كريم : جدعه يا بت 

قالت وهي تقلب عيناها : اشكال زبالة ..

اخذ الجيع يحمل الاكياس وخرجوا من هذا المول نهائياً ، ثم اتجهوا نحو موقف السيارة ،

 ظلت فريدة تنظر حولها ، حتي وقع بصرها علي رجل كان يتحرك بجانبها ومعه رجال "البودي جارد " ظلت تتابعة وهو يصرخ بغضب .. ، كان يتجمع حوله عمال هذا المول وهم خائفون من صرخاته عليهم ، استنتجت انت صاحب هذا المول ، ولكن ما كان يشدها ليست صرخاته المزعجه ، ولكن انها تشعر حقاً انها رأته من قبل ، كان لديه وشم علي كفة يداه ، كانت تعصر تفكيرها "من هو ، واين رأته " .

حتي فاقت علي صوت كريم : انتي يا بنتييي ، انتي بيتا عندك !!!

اقتربت من السيارة ، وهي تلقي بالاكياس بالارض لكريم ..

رمقها كريم بضيق وهو يزمجر : شغال عند اللي جابوكي انا ..

لم تعطيه رد ، فكان تفكيرها منشغل ،ثم همت لتركب السيارة حتي فوجئت بهذا الرجل يتقدم منها ويقول : ........

أحّببتُ مُقَاتلةWhere stories live. Discover now