البارت العشرون

2.5K 61 4
                                    

كانت ملاذ ف وسط أحد الشوارع تبكى بهستيريه ولا تتوقف.
.
ملاذ:يعنى دا كله كان كدب هو مش بيحبنى هو بس متجوزنى علشان الخلفه مش اكتر يعنى دا كله كان مجرد حلم حلم وضاع طيب انا اعمل أى دلوقتى ولو روحت لبابا لا مش ينفع اروح لبابا طيب هروح فين انا دلوقتى اعمل أى.
.
ظلت تفكر ف ما سيحدث الآن واين ستذهب إلى أن وجدت يد تربت ع كتفها وظهر صوت حنون يقول: مالك يا بنتى ف أى.
.
ملاذ وهى تنظر لمصدر الصوت وجودتها امرأة عجوز ف أواخر عمرها تعرفها جيدا فهى تسكن خلف منزل والدها مباشرا:تيته.
.
ثم أخذ تبكى ف حضنها.
.
الحاجه رابحه:ملاذ!...مالك يا ملاذ يا بنتى واى اللى مزعلك كدا.
.
ملاذ ببكاء:ممكن اقعد معاكى شوية ف البيت بتاعك بس ارجوكى مش تعرفى حد ولا حتى لبابا.
.
رابحه:تشرفيني يا حبيبتى دا البيت ينور بيكى تعالى واحكيلى ف أى ومالك منهارة كدا ف العياط.
.
ملاذ بتعب:حاضر.
.
___****___
.
كان امير ف قمة غضبه بعدما تركته فهو لم يحاول منعها ابدا.
.
امير بغضب وهو يكسر أى شئ يقابله:خليها تمشى هى كمان عايز كل حد بيخدعنى يبعد عنى انا تعبت صحيح بحبها بس هى مش بتحبنى وانا مش هعيش مع واحده مش بتحبنى وانا كمان اديتها فرصه بس خلاص الفرصه مش عاد ليها اى لازمة دلوقتى.
.
ثم بدل ملابسه ونزل إلى الأسفل.
.
الحاج صالح باستغراب:راجع النهاردة بدرى اوى يعنى.
.
عمر بمرح:يمكن مش قادر يبعد عن البيت.
.
ملك بدهشه:عمر عيب.
.
عمر:أى مانا بردو مش قادر ابعد عن البيت.
.
خجلت ملك وابتسمت ف صمت.
.
امير وهو يتابع حديثهم ثم يوجه حديثه لجده:لاء ابدا مفيش خلصت شغلى ورجعت عالطول.
.
رغد بتسأل:وهو انت طلعت فوق عالطول.
.
امير ببرود:ايوه مانا مغير لبسى اهو.
.
ليلى:مش فيه حاجه يابنى أصل غريبه يعنى مش تعدى ع شقة جدك قبل اما تطلع وكمان مش تيجى تشوف ملاذ هنا ولا لاء.
.
اغمض امير عينيه بألم فور سماع اسم ملاذ.
.
الحاج صالح:هى صحيح ملاذ فين.
.
امير بالم:مشيت.
.
عمر بصدمه:مشيت راحت فين.
.
امير:مش عارف.
.
الحاج صالح بغضب:يعنى أى مش عارف دى مراتك ولازم تعرف عنها كل حاجه ف أى يا امير.
.
امير بغضب:ف أن خلاص انا مش عدت عايز الاتفاق دا قولتلها أن الاتفاق مش عاد ليه لزوم ولا هى كمان.
.
الحاج صالح:بس ملاذ وعماد مش يعرفوا الاتفاق دا.
.
امير بصدمه: يعنى اى مش عارفين قصدك أى.
.
الحاج صالح:قصدى أن الاتفاق دا اصلا مش ليه وجود.
.
رغد ببكاء:ف أى يا جماعه ماتفهمونا وملاذ راحت فين.
.
مروة بخوف:ملاذ بنتى.
.
امير:يعنى أى يا جدى....مش احنا اتفقنا ان هى هتيجى هنا علشان بس الخلفه مش اكتر.
.
الحاج صالح بألم:بص يا امير انا كنت عارف ان نوايا ريماس مش حلوه وانت لما روحت ووديت تحاليلها عند دكتور تانى انا عرفت بكل حاجه رغم انك مش قولت لحد بس عرفت وبصراحة من اول اما شوفت ملاذ وانا عايزها مرات حفيدى حبيبى وحسيت انها بدأت تغير فيك وخصوصا انى عارف انك مش كنت بتحب ريماس ولا عمرك كنت هتحبها انت بس متجوزاها لصحبية والدك بوالدها الكبيرة وإن ابنى الله يجزيه هو اللى اجبرك تتجوزها المهم انى كنت عارف انك مش هتوافق بسهوله انك تتجوز ملاذ علشان كدا قولتلك الاتفاق دا بس روحت طلبت ايد ملاذ زى أى حد وهى مش تعرف أى حاجه عن الاتفاق السخيف دا لانى عمرى ماهعمل كدا وهى عمرها ما هتوافق ع كدا.
.
امير بصدمه وحيرة:طيب ليه انا كنت هوافق من غير الاتفاق دا.
.
الحاج صالح:لاء مش كنت هتوافق بالسهولة دى يا امير وحتى لو كنت هتوافق هو انا عارف أى اصلا اللى بيدور ف دماغك.
.
امير بألم وخوف وقد علم حجم الورطه التى بها.
.
مروة بقلق:روح شوف ملاذ فين يابنى.
.
امير بسرعه:اكيد عند الحاج عماد.
.
مروة:لاء عمر ملاذ ماهتكون عند ابوها وهى عارفه انه تعبان وانه بيخاف عليها.
.
امير ببتوتر:طيب هتكون فين.
.
مروة بتفكير فهى رغم ما فعلته تعرف ابنتها جيدا وقد تابت من فعلاتها:هى هتكون ف مكان قريب من البيت دا اللى اتوقعه بس فين مش عارفه.
.
امير بسرعه: خلاص انا هعرف هى فين.
.
ثم انطلق إلى وجهته سريعا تحت نظرات حامد الشامته وضحكاته الساخرة.
.
ملك بقلق:هتكون فين.
.
عمر:انا هروح وراه خلى بالك من نفسك.
.
ملك:حاضر الحقه بسرعه.
.
فاتجه عمر ورائه وجلس الجميع ف قلق.
.
حامد لملك بهمس:عقبالك يا شحاته اما اشوفك برا البيت.
.
سيطرت ملك ع دموعها وحبستها داخلها وصعدت إلى الأعلى وظلت تبكى بشدة كبيرة.
.
_____*****_____
.
رابحه بحزن ع حال ملاذ:خلاص اهدى يا حبيبتى.
.
ملاذ:ك...كنت مفكرة أن حياتى واخيرا عادت احسن وبعد اما طلعت من التجربة الفاشله الاولى ربنا عوضنى بأمير أمير أحلام كل بنت وكان بالنسبالى هو امير قلبى وامير واحلامى وكان كل حاجه كنت افديه بروحى يا تيته بس هو طلع مش بيحبنى.
.
رابحه:يا بنتى من اللى انت حكتيه شكله بيحبك اوى ويمكن من التعب كان مخنوق شويه.
.
ملاذ وهى تزيد بكائها:بردو مش سبب يا تيته دا حتى مش وقفنى وانا ماشيه ولا قالى كلمه واحده ولا حتى بصلى.
.
رابحه:والله يا حبيبتى ماعدت عارفه اقولك أى.
.
ملاذ وهى تحاول الهدوء:ولا حاجه يا تيته عارفه ان انا تعبتك معايا واسفه ع الازعاج.
.
رابحه:ازعاج أى وتعب أى دانت تعبك راحه.
.
ملاذ:ربنا يخليكى...ممكن اغسل وشى علشان عايزه اطلع اقعد عند الشجرة شويه.
.
رابحه بابتسامه:لسه عندك العادة دى لما تزعلى تيجى تقعدى عندها.
.
ملاذ:هى الوحيده إللى حاسه بيا.
.
رابحه:براحتك يا حبيبتى قومى اغسلى وشك كدا واهدى.
.
ملاذ:حاضر.
.
ثم اغتسلت واتجهت خارجا وجلست تحت الشجرة واخذت تشكى همومها وتبكى مرة اخرى واغمضت عيناها تفكر ف امير الذى عشقته حد الجنون.
.
____****____
.
كان امير وعمر متفرقان يبحثان عن ملاذ حول منزل عماد ولكنهما لم يجداها ابدا إلى أن اتى اتصال لامير من مروة.
.
امير بقلق:الو ملاذ رجعت.
.
مروة:لاء بس انا عرفت مكانها فين.
.
امير بسرعه:فين بسرعه.
.
مروة:فى ورا بيت عماد عالطول بيت قديم كدا شويه قدام البيت فيه شجرة كبيرة طول عمر ملاذ بتروح تقعد هناك لما تكون زعلانه وحتى لما كنا ف البيت التانى.
.
امير بفرحه:تمام شكرا ليكى بجد.
.
مروة:لا شكر ع واجب دى بنتى بردو.
.
ثم أغلق الخط وطلب من عمر الذهاب هو وبعد إصرار امير ذهب عمر واتجه امير إلى ملاذ.
.
كانت ملاذ مازالت ع وضعها تبكى مغمضة العين إلى أن شعرت بيد تمسح دموعها ففتحت عيناها بفزع ووجدت امير جالس بجانبها وهى لم تشعر.
.
ملاذ بانتفاضه:أى اللى جابك هنا عايز أى تانى منى.
.
امير وهو ينظر لها:بحبك.
.
ملاذ بألم:مش كفاية كدب لحد كدا عايز أى منى تانى خلاص كل حاجه انت كشفتها قدامى.
.
امير:والله بحبك وبحبك اوى انت روحى و قلبى يا ملاذ والانسان مننا مش بيعرف يعيش من غير روحه وقلبه.
.
ملاذ:ونهاية التمثليه دى أى.
.
امير:انا عايزك بس تسمعينى.
.
ملاذ بصراخ:مش سامعه حاجه خلاص انا سمعت بما فيه الكفاية وطلقنى يا امير.
.
امير بألم شديد وحده وشعر بأن هيتألم بداخله من شدة هذه الكلمه وغضب منها ومن عنادها وصراخها بوجهه:خلاص بقا قولت هتسمعينى يعنى هتسمعينى.
.
ملاذ بنفس بروده:وانا قولت مش سماعك.
.
كان كل هذه المدة تتحدى امير وهى واقفه وكذلك هو فعندما بدأت تصرخ أسرعت بالنهوض خوفا منه لانها تعلم غضبه الشديد.
.
امسك امير زراعها واتجه بها ناحية الشجرة وثبتها فلم تعد تستطيع الحركه.
.
امير وهو يضع يده ع فمها:كدا هعرف اتكلم.
.
ثم تنهد وقال:بصر يا ملاذ انا من اول اما شوفتك عجبتنى عجبنى شجاعتك واصرارك ع شغلك وخوفك ع والدك وحتى وقفتك دا كله وخصوصا بعد اللى مريتى بيه ساعتها كان نفسى اخلف اوى بس بصراحه مش كان نفسى من ريماس اوى لانى كان نفسى تكون ام عيالى انسانه بحبها بجد اللى هى انت وانا مش كنت بحب ريماس كان علاقتى بيها علاقة زوج وزوجة عدايين خالص وكان فيه احترام بس مفيش تفاهم ولما اكتشفت ان ريماس مش بتخلف ابدا نتيجه لحبوب هى اخدتها علشان مش تخلف طبعا علشان شغلها مش يحصله حاجه قرر جدى انه يجوزنى تانى واختارك انت وانا كنت فرحان بيكى وعمل معايا اتفاق انك هتتجوزينى بس علشان الخلفه مش اكتر وبعد كدا
هتاخد قرشين وتسيب ابنى ليا انا ريماس نربيه انا وافقت وقالى انك وافقتى بس جدى عمل دا كله بنيه سليمه كان عايز يجمعنا لانه شاف فيكى مرات حفيده بجد وكان عارف حقيقة ريماس وكان هيقولى بس مش دلوقتى بس الأحداث ايجت بسرعه وانا والله كنت بحسبك بجد عارفه بالموضوع دا ومش كنت عارف ان الاتفاق دا اصلا مش ليه وجود فأنا اسف بجد ع كل حاجه عملتها وكل كلمه جرحتك بيها وانا مش عارف اعمل أى اكتر من كدا علشان تسامحيني هتسامحنى.
.
ملاذ:.....
.
امير:جوبينى يا ملاذ والنبى وبلاش الصمت دا لانه بيقتلنى.
.
أشارت له ملاذ بيدها ع يده الموضوعه ع فمها.
.
امير بتذكر:اه صح.
.
ملاذ بعد إزالة يده وكانت ف حالة من الزهول عند سماعها هذا الكلام: يعنى انا هجاوبك ازاى وايدك عليا كدا.
.
امير:معلش نسيت ها أى جوابك.
.
ملاذ بتفكير:هسامحك بس بشرط.
.
امير:حاضر هجبلك النوتيلا اللى انت عايزاها.
.
ملاذ بزهول:يابن اللعيبه انت عرفت ازاى.
.
امير بضحك:ههههه اللعيبه....وعرفت ازاى دا يبقا سر.
.
ملاذ بحزن:يعنى أى سر مفيش اسرار بنا.
.
امير بابتسامه:بتسبتينى صح.
.
اومأت ملاذ رأسها بنعم وهى تبتسم ابتسامه مرحه.
.
امير:امم علشان انا عارف انت بتفكرى ازاى خلاص حفظتك يا مدام امير الانصارى.
.
ضحكت ملاذ وفرحت كثيرا لانها ستعود معه وكان كل هذا مجرد سوء تفاهم.
.
_____****_____
.
ف نفس التوقيت.
..
عاد عمر إلى المنزل ودخل إلى الشقه وعندما سأل ع ملك علم انها بالأعلى فصعد لها.

ملاذىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن