الفعالية الثالثة: صمم معنا!

141 16 3
                                    

فلسطين، أرضٌ كلما سمعنا اسمها ارتجفت قلوبنا حبًّا، حزنًا، ألمًا، شفقةً، ولومًا على أنفسنا، الكثيرَ من الفخر لصمودها وكثيرًا من الفرح لمواجهتها الظلم، وإيمانًا كبيرًا بالنصر، داعين الله أن يكون عاجلًا غير آجل.

أما عمّا يمر بأذهاننا فيُدمي القلوب؛ مساجدُها العريقة، الأقصى المبارك، والكنائس القديمة ككَنيسة المهد، الأسواق، الشواطئ، والغابات، ثم تؤلمنا صور تلك الأماكن كلّها وأراضيها الغارقة بدماء الشهداء.

ما زلتُ أذكر ذلك اليومَ حين قرأت عن أحد شهدائنا في فلسطين، كنت ما أزال صغيرة حين شاهدت مقالًا على الانترنيت بعنوان: «ذكرى وفاة الشهيد محمد الدرة».

كانت أمي قد أخبرتني أن لنا أهلًا في فلسطين يموتون شهداء دفاعًا عن أرضهم، فيجب أن نحزن لحزنهم، ونتألم لألمهم.

ما أزال أذكُر ما آلمني كثيرا حين قرأت عن محمد الدرة في ذلك الوقت لأول مرة، كونه قُتل وهو طفلٌ صغير فلم يعش من حياته إلّا القليل، أم أنّه ربّما الاحتلال من لم يشفق على الصبي وأبَويه البعيدين! لكنّني في الحقيقةِ كنت جدّ غاضبة، ولم يغب عن خاطري قطّ هذا الغضب لشهدائنا من الاحتلال الغاشم الذي يعطي لنفسه حقّا وهميّا، فيقتل أرواحا لا ذنبَ لها سوى لأنّها فلسطينية عربية!

أذكر أيضا قسمي بأن أتذكر كل شهيد سقط على أرض فلسطين، وأن أعتز بهم وألا أنساهم ما حيّيت، بل وأن أحدّث الجميع عنهم.

إن كان اعتزازي بالشهيد هو تذكري إيّاه والكتابة عنه، فذلك لا يعدّ شيئا أمام اعتزاز الفلسطينيّين بشهدائهم، فهم وإن كانوا يحزنون على أهلهم وأبنائهم الذين قُتلوا دفاعًا عن أرضهم، إلا أنهم يزفّونهم إلى قبورهم كما تُزَف العروس لزوجها يوم عرسها، وإن كان جسده قد رحل عن أرضنا، فإن ذكراه ستبقى خالدة ما دمنا نحن أحياءَ نُرزق.

وهنا كالعادة أتذكر مشهدًا من روايتنا التي نقرأها معًا، والّذي اقشعر له بدني ما إن بلغتُه؛ وهو حين ذهب فارس اللبدة لرؤية منزله مرة أخرى في يافا، فقابله رجل عربيّ يعتز بأخيه الشهيد بدر اللبدة حاملا صورته، ولم يَربطهما شيء سوى عرَبيّتهما وَكونهما فلسطينيّين ويافاويّين!

لم يُزل الرجل صورةَ بدر من الجدار طيلة العشرين عاما من مكوثه في منزل فارس، بل وشعر فيها بالأُنسة والراحة، حتى أنه أطلق اسم بدر على أحد ابنيه، واعتبر صورَته -أو إن صح القول بدر نفسه- جزءًا من عائلته، كما أنه ندم أشدّ الندم حين سلم صورة الشهيد لأخيه، ولم يطق صبرا لاستعادتها.

هل وصلتم إلى هذا الجزء بعد؟ إن كنتم كذلك فأرجو أن تشاركوني مشاعركم حوله! وإن لم تكونوا، فَتشجعوا واتركوا الكسل والحقوا بنا سريعًا!

أما الأصدقاء الذي سبقونا في القراءة والفصول، فهنيئا لكم، وأتمنى أنكم استمتعتم بها كما نفعل نحن.

 وأخيرًا، الرفاق الذي يسيرون معنا خطوة بخطوة، أدعوكم لقراءة الجزء الأخير من القصّة، الممتدّ من الصفحة الستين إلى نهاية الرواية.

أما بالنسبة لفاعلية هذا الأسبوع، أستطيع أن أضمن لكم أنها ممتعة كسابق فعاليات الكتاب. ✨

كل ما عليكم فعله يا أصدقاءُ هو تصميم غلاف لِرواية عائدٍ إلى حيفا، بحيث تعبّرون عنها من مَنظوركم الخاص. ابتعدوا عن الغلاف الأصلي للرواية، وضعوا لَمستكم الخاصة ومشاعركم الخالصة فيه.

ضعوا شخصية معيّنة أو اكتفوا بصورة معبرة، الأمر يعود لكم، الأهمّ أن ترسلوا لنا من خلال التصميمِ مشاعرَكم تجاه القصة، يمكنكم أيضا وضع اقتباسِكم المفضل على الغلاف، ولا تنسوا الحقوق كذلك.

يمكنكم اختيار نوع الغلاف الذي تشاءون، والتصميم الذي ترونه مناسبًا، وفي النّهاية لا تنسوا أن تحملوا تصاميمكم برابطٍ ثمّ ضعوها بالتعليقاتِ:

 هنا.

إلى اللقاء يا أصدقاء!

رفوف بلا غبار - الدورة الثانيةWhere stories live. Discover now