الخامس

0 0 0
                                    

تركهم سالم فى حيرة من أمرهم يا أن يقضوا مدتة حكمهم فى السجن ثم يخرجوا  ليقوا مصير الضياع أو القبول بأن يموتوا على الأوراق  كان التفكير يستحوذ عليهم هو الوحيد الذي عرض عليهم المساعدة حتى وإن كانت نواياه ليست سليمة لكن فى نظرهم كان طوق النجاة الجديد . فى سجن الرجال كانوا يتحدثون عن قرار كل منه نبيل : عرفتوا هنعمل ايه ؟! محمد : مش عارف اقرر . شريف : مافيش قدامنا حل يا اما نفضل هنا ونخرج بعدها زى ما قال مالناش مكان ياما نروح معاه ونعيش اموات . نبيل : احنا كده كده ميتين أهلنا باعونا والتهمه لزقت فينا وبقيت وصمه عار لينا واتفصلنا من الجامعه يعنى كمان ماعناش شهادة ولا فلوس عشان حتى نسافر برا . محمد : طيب ما يمكن هو هيخلينا نسافر برا نكمل تعليمنا ويشغلنا معاه برا لحد ما الناس تنسى ونقدر نرجع تانى . شريف : الناس مش بتنسى ولا احنا هنقدر نرجع تانى زى الاول . نبيل : انا موافق على عرضه هيبقى اهون من افضل هنا . محمد: طيب والبنات هنسيبهم . شريف : احنا لما نطلع منها كلنا لازم مانشوفش وش بعض تانى اصلا كفايه اللى حصلنا لحد كده . نبيل : كل واحد مسئول عن قراره واللى حصل فينا ماكنش شويه . محمد : احنا كنا اخوات ازاى هنعمل كده فى بعض . شريف : اديك قولت كنا انتهى يا محمد انتهى . فى سجن النساء كانت ريانة ترفض أن تقبل بعرض سالم . ريانة : الراجل ده عمره ما هيساعدنا كده لوجه الله اشمعنا ده الوحيد اللي عرض علينا المساعدة تقدروا تقولوا دينا : يمكن ربنا بيعوضنا عشان عارف اننا اتظلمنا . مريم : ريانة احنا مش حمل مرمطة تانيه فضلنا كل الوقت ده مستنين مازن ومجاش احنا ضعنا خلاص   مش هتفرق معانا إذا كان سالم ده وحش و لا كده كده محكوم علينا بالموت . ريانة : يمكن لما نخرج الوضع يختلف ويدونا فرصه تانيه ؟! دينا : مين هيدينا فرصه تانيه اهلنا ولا الجامع اللى طردتنا ولا صحابنا اللى صدقوا وحتى ما كلفوش خاطرهم يدافعوا عننا محدش صدقنا ولا سمعنا احنا اتظلمنا وهنفضل نتظلم من الناس . عاد سالم مره اخرى لزيارتهم ليعرف قرارهم وبالفعل ابلغوه بقرارهم وجاء يوم المحكمة وصارت الحادثة واصبحت اخبار الحادثه فى كل مكان وكان الفرح والشماته فى موتهم كبير وكأن شخص ظالم قد مات . وصلوا إلى ذلك المنزل ومن ذلك اليوم أصبح منزلهم وصاروا على تعليمات ولى نعمتهم سالم الصافى وهم لا يعرفون أن منقذهم هو نفسه قاتلهم ! بعد شهرين من هروبهم تقرأ مريم فى الاخبار عن أنباء وفاة والدته ريانة ولا تعرف كيف تخبرها وفى نفس اللحظه التى قررت أن تخبرها بما حدث لوالدتها ترى مريم ريانة وهى تركض مهرولة من غرفتها خارج المنزل لتحاول اللحاق بها دينا لكن لا تلحقها وتصل ريانة إلى منزل والديها وترى الجميع أمام المنزل وهى تختبأ خلف شجره كبيرة وتنهار فى البكاء وهى ترى والدتها  تشيع إلى مثواها الاخير ولا تقدر على  أن تقترب منها لتودعها كان قلبها ينزف من شده الألم ليصل البقيه وياخذوا ريانة ليعودوا إلى المنزل مرة أخرى ويحاولوا أن يساندوها ومنذ تلك اللحظة أدركوا أنهم غير قادرين على أن يتفرقوا لقد أصبح مصيرهم واحد يعيشون تحت سقفاً واحداً لكن دون أن يتحدثوا مع بعضهم كل واحد فى عالمه الخاص وبداخله يلوم الآخرين عن ما حدث له .  وتمر السنين على هذا الحال واصبحوا من شباب يملأه الحياة والضحك والمرح الى قتلة مأجورين من الظالم هم أم المجتمع الذى قضى على أرواحهم ؟!

سفراء جهنمTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang