٢٨

48 8 1
                                    

-امممم، مرحبًا؟ كيف حالك؟
اعلم انه قد مرت شهور طوال منذ ان تكلمنا هُنا، اعني في هذه الدردشة، وانا لا اعلم ان كنت موجودًا ام قد ذهبت، فكل شي في هذا المكان غامض، انت غامض جدًا!
عمومًا، اردت ان اخبرك بأمورٍ جديدة أمرُّ فيها لوحدي، بت في طريقٍ ضبابي غير واضح، اشعر بأني تائه وغير قادر على مجاراة شعوري، كما أرى اننا انقطعنا لفتراتٍ طويلة، وحديثنا تغيّر، اشعر بأنك بدأت تبتعد عني ولا تُحدثني عن حالك! لماذا؟ هل انت على ما يُرام؟ هل تشعر بأنني تغيرتُ عليك؟

-اهلًا، انا بخير، ماذا عنك؟
احبذ غموضي ولا أوّد الكشف عن شخصي وحقيقة أمري، لأن هذا الأفضل لكلينا، اعلم بأنك تتوق لمعرفة المزيد عني... لأنك لا تعرف الا عن معاناتي وديني، ولكنّي اشعر ان بقاء ما بيننا على ماهو عليه يطمئنني.
لطالما أردُت البوح عن من انا؟ ولكني لا أعرف كيف عليّ التعريف عن نفسي، فأنا في حالة من الفوضى لدرجة انني لا اعرفُ شيءٍ عن نفسي، ثم ألم تمّل من استقبال التشكيّ؟ ألم تشعر بأنك أُستنزفت من مجاراة شكواي وأحزاني وأوجاعي؟ ثم تعطيني ما تحتاجهُ انت، تُقدّر هُرائي الذي لا يعود عليك بفائدة، وتواسي أحزاني السخيفة، تُشجعني على المواجهة والقوة، بينما انا لم أكن أحاول، كنتُ فقط مُستسلمًا... أردت ان اقول... عندما اخبرتني عن مشاكلك، إستحقرتُ مشاكلي، وعندما بدأ حديثك يأخذ منحىً واعي، بدأت أخجل من نفسي، وقررت عندها ان أتغير ولا أؤثر على أي احدٍ مهما كان بتراهات مشاعري... ولكني أقدّرك جدًا، ومُمتن انك كنت موجودًا ذات يوم بجانبي تُجاريني وتُطبطب على مشاعري.

-وداعًا؟

-تقولها أم تتسآل ان كُنت سأقولها؟

-اتسآل...

-وداعًا.

-الى الأبد؟

-الى الأبد، أحبك وكُن بخير.

-وداعًا، أحبك كذلك، وكن بخير أيضًا):

Just someone | مجرد شخصWhere stories live. Discover now