~ الفـصل الثـالِث عشر ~ ✔️

19 1 0
                                    

وجهة نظر نيكوس :

يومٌ مُكوَّن مِـن التحليق بحريـة بدون حساب لأي شئ، جعل مشاعِري تَـتدغدغ، وأنا أنظر لخصلاتها الغير مُرتبـة، الركضُ بحرية بين شتى المناطِـق، الحصول على الطَـعام بعدما ساعدنا السيدة في بيعها، باتت من أجمَل ما حدث لي، الشعور بالدفئ مع أحدٍ غريب هو أمر غير معتاد لكِـن حَدث، ولأول مرة أبصِر حفرة خديها الأيمن، كانت لطيفة.

دخلتُ بيت يوشيرو وصرخت بأعلى صوتي : «يا أهل البيت أمن أحد هُـنا؟»
متحمساً ثم وجدتهم أمامي عاقدين ذراعِـهم، يوكو تضيق عينيها ويوشيـرو ينظر إلي بملامح مريحة كأنه قرأ ملامحي أو شئ كهذا، نظر لها وكلمها : «اذهبي ونامي أنا سأحقق معه ونتقابل في الغد»

حدقت فيَّ ثم ذهبت وضحكت بخفة، أخذني إلى غرفتـي ثم قال بدون تمهـيد : «ماذا يحدث؟»
وضعت ذراعاي مستنداً على السرير القطني الذي جلست عليه منذ قليل، وحدقت في السقف : «يوشيتو قال لي أن أحدثه عندما أعلم ماذا يحدث وسأعـرف هل أقول لكَ وستفهمني»
خبطَ جَبـينه بخفة وهو يقهقه، ثم نظر إليّ بنظرته الحنونة وهو ينفي : «أنظر، يجب أنتَ مـن تكتشف ذلك، أخي قال لكَ هذا الكـلام لكي تكون صابراً على اكتشاف الغوامض»

أهذه أيام الألغاز في العام؟
لما يجب الجميع التكلم بألغاز؟

«أيوجد معنـى؟»
استفهمت ليردف وهو يخرج من غرفتي : «اجلس مع ذاتك وتذكرها واِعرف المرادف»

تنهدتُ بقلة حيلة، اتجهت إلى كُـرسي وأرِحـتُ رأسي وأغمضت جفنايّ
وكأن النسيم يُـهاتف شعرها غيوراً من تحليـقهُ في وجهه لينفخ به أكثر ويجعله أكثر فِـتنه، أجهل مـا يجعلني أنظر لها وهـي تضحك، أعينها منبـعَ جمـال من العسل، تتلألأ في وسـعها، ولأول مرة أكون جاهلاً.

سمعتُ طرقـات : «أنا يوكو»
«ادخلي»
دخلت بحماس وهي تضـحك وحثت على قفل البابِ بهدوء، حسناً أعتقد يوجد شئ مريب
«لا تقل للمعلم»
تأكدتُ مِـن وُجـود كارِثة
رافعة سبابها وتحركة بالنهي لكي لا أنطق بشئ فأومأت لها برأسها وأنا مُضيق لأعيني بشكٍ، جلست على الكرسي المقابل لخاصتي ولم تفارق الابتسامه محياها، فركت في يـدها : «أنا خرجت في النهار و»

قاطعتها : «ألستِ مُلاحِظـة أنكِ غير مطيعة على الإطـلاق»
ابتسمت بتوتر وكتمت ضحكتي بمهارة : «انظر، كنت أريد استكشاف شيئاً بمـفردي، وأتحمل مسئوليتي»

سِـن التمرد ولن أعارِضـه، قد قال لي والدها عنه من قبل، أن في مرحلة المراهقـة يحدث الكثير من الأشياء في النفس والتغييرات المزاجية، المشاعر تبرز كثيراً، وبدت لطيفة وهي تتسلل هكذا، إذاً يوجد مهمـه منذ الآن هي حماية يوكو إذا حَدث لها غير ذلك هي المسؤوله
كتفت يداي : «ماذا فعلتِ؟»
عاد الحماس لوجههـا لتُلقي بالجديلات التي كانت تمسك بها، وتبدأ في شرحِ ما فـعلته بيدها : «لم آخذ السيف صدقني، لكن كان يوجد متجر للخناجر الصغيرة سألت وقالوا لي أنه ليس ببعيد بل يبعد شوارع قليلة من هنا»

أريستارخوس | AristarchusWhere stories live. Discover now