~ الفـصل العشرون ~ ✔️

13 3 0
                                    


«من يصل للمتجر أسرع هو من سيحدد اللقاء القادم.»
قالت المسابقة وهما على أعتاب القرية، قد عادا بعد استراحة ليوم آخر، انزعج منها أثر ما قالته:
«أنتِ سـاكنة القرية أنا الغريب.»
ابتسمت وهي تميل برأسها وقد أتته بكلام مخادع:
«لست غريبـًا.»
كان غارقًا في جمال الكلمات إلا أنه صُدم أنها قـد ركضت بكل قُوتها، لذا ذهب من بعدها.
شتان بينهما في الطريق، هو من يهرع على الطريق وهي فوقه على سطوح البيوت.
«أنتِ غشّـاشة.»
صاح بها فضحكت بعلو وهي تقول:
«لم توجد قوانين، وإذا وُجدت أنا خارِقتها.»
وقع بها وبكلامها مرة أخرى، تضاد بين مفاهيمهم كي يكتمل حُبهم، لم يكن تحدي بالضبط، لأن إذا وقف أمامه عربة للبيع كانت تنزل تساعده وتركض معه.
وكذلك عندمـا عجزت عن المواصـلة عندما صُدف فراغ بين البيت، كان يساعدها في النزول لجانبه ويمسك بكفّها ويُكملوا الطريق مع هتافات لاذعة وأخرى ضاحكة مُشجِّعـة.
«هيا أريسـتارخوس.»
فتى ما قالها فوقفت وهي تلهث ونظرت له بوضوح تشرح ما يضمر داخل فؤادِها.
«لقد حصلت... على..شعبـيتكَ.»
أزاح خصلات قصيرة من على أعينها كي يضع عيونه عليها:
«أنا غنيٌ بمعرفتـكِ لنيكـوس الآن.»
ليس القائد، ليس الساموراي، فقط نيكوس.
أكملوا سيرهم هادئين، ثم ذهب كل واحد منهم كي يغتسل، ذهب نيكوس لبيت يوشيتو الذي حقق معه وهو ينظر له بنظرات خبيثة، والأخرى ذهبت للبيت الذي يحتوي أمها التي لم تخفي كلامها الشديد على قلبها، ولم تُراعي أنها آتية فَرحـة.

بعدما دخلت للمتجر طلبت من صديقتها أن تصنع له جديلة فوافقت الأخرى، جلست إريكا على الأرض كي تكون بيرلا أطول منها، في وسط المحادثات التي دخل فيها روي، تكلمت إريكا بنبرة مُجهدة:
«إنه يطلُـب الثقة.»

لم تسـمع ردًا إلا أنها استقبلت في النهاية كلام خافت تَعِب:
«وأنا أطلب يوم الحرية، الثِـقة؟
أين اليوم الذي لم أمنحه إياها؟»
لأن المشاكل بأجمعها عندما أعطته الثقة، كي يأتي يومًا ويخونهم، يَخون عهدهم بالعـدل والحماية والمحبة.
«أبي مازال يُحبه.»
قالت بين شرودها الذي حلّ بعد صمتهم في التفكير، لم تعلم هل ما قالته حُلوًا أم لا، فقط ما في عقلها أن صديق الدرْب يطلب الثقة، الذي كسرها عند الألم بعائلتها.

تذكّرت يوم المجلِـس، عندما وقف انترانيك وطالب بالنفي للقاضي ومثلها الأعلى،
عندما بكت عند الفراق ولم يشفق عليها أو يأتي ليعتذر نادمًا،
حالما هجـر حبيبته قبل زفافهم بيومين، وترك صديقته بعدما ساعد في تفرّق وعذاب عائلتها.

«أبوكِ يعلم أنه فعل هذا لسبب ما، كما نفعل، لكن جميعنا جاهلين السبب.»
مسـدّت على كتف إريكا بهدوء لتواسـيها، وكذلك الأخرى حالما انتهت بيرلا من شعرها قد قامت وعانقتها بشدة.
«ثانية واحدة، يطلب الثقة، يخطط لدمار والده، إذًا السبب هو والده.»
ربط روي الأحـداث معًا فتكلمت إريكا بسخرية:
«بالتأكيـد ماثيو لكن نحن مازلنا لا نعلم بالضبط.»

أريستارخوس | AristarchusDonde viven las historias. Descúbrelo ahora