الفصل العشرون

161 8 3
                                    

جمالال ودلال😍😍😍

الفصل العشرون
بداية الحكاية..
بريقُ العين وضياع الأنفاس مع دقاقات لا حصر لها من القلب تُخبر الجميع أن هُناك حكاية ما ستبدأ لتو أو ربما بدأت منذُ بضع ثواني.. دقائق.. ساعات.. أيام.. شهور.. سنوات لا يهُم متى بدأت تلك الحكاية؛ فالمهُم بحق هل من بدأت معهُ الحكاية يشعُر بما يعتلي قلبك أم أنهُ لم يُدرك بعد أو ضائع في حكاية أخرى أو أكثر الاحتمالات قسوة يعرف ولكن لا يُبالي فأنت لهُ صفرًا على اليسار لا قيمة لهُ.. وهنا تبدأ وتنتهي الكثير من الحكايات التي بكُل تأكيد تُصبح حكاية جديدة لدينا أو لدى الغير.. ومع كُثرة لو كان الضوء يسقُط على ردهات  هذا المُستشفى فجُزءً من الحكاية يقبع هُنا... تناثرت خيوط الصباح وظهرت الشمس ولكن ليس بالحُمرة الحارقة فقط أشعة مُداعبة من الدفء الزائد قليلًا عن الحد ولكن مع هذا فهي رائقة مُبهج لمن يُطيل النظر.. لذا فقد ظلت عيني "سعد" مُعلقة بالنافذة من خلف والدتُه منذُ دخول والدهم للجراحة فجرًا.. يُراقب شحوب الليل حتى أحتفى تمامًا مُظهرًا ضوء قادر على إبتلع كُل الظُلمة.. خفق قلبهُ بصدق ولا يعلم هل ذاك الضوء سيأتي عليه يوم ويبتلع ما أُظلم بقلبه أم ماذا؟.. ارتفعت يداهُ لتطوف على صفحات وجهه طاردة تلك الفكرة المُشاكسة في يومًا غير قابل لاستقبال المزيد من الأفكار الجنونية.. وتحركت قدماهُ لتخطو خطوتان لا ثالث لهما حتى يتوقف بجوار النافذة مُستندًا بيدهُ على حافته مُبعدًا نظراتهُ عن نظرات والدتُه وبالأحرى عن رؤيتها ورؤية أي تعبيرًا منها؛ فحينما تقع عيناهُ عليها يشعُر بالدنس وأن ما يفعلهُ سيُصبح هباءً بكُل تأكيد مُتحلية بشعارٍ أن توقف حلقها عن قولها لا تكف رسومها عن الاعتراف به.. أخرج سيجارة مُلغمة من جيب سرواله حتى يُخفف القليل مما يشعُر به فقلبهُ يخفق بعُنف وكأن هناك وحوش تُطاردهُ.. وحوش لا ترى سوى جسده وأفواهها تسيل بلُعاب لتمزيق جسده.. تابع أخذ الأنفاس منها وقلبهُ بقى غير قادر على مُجارة ركضه فأرسل العقل على الفور إشارتهُ له بوجوب الجلوس حتى لا تخونهُ قدماها ويسقُط أرضًا، أخذ نفسًا أخر أكثرُ عمقًا قبل أن يُلقي بها من النافذة ويتحرك للجلوس بجوار والدتهُ على المقعد المجاور مُتحاشيً النظر إليها ولكن هيهات فقد استشعر جسدهُ وجود جوز من العين يُحدق به فالتفت رغمًا عنهُ في استجابة طبيعية لفعلًا كهذا.. وتعلقت نظراتهُ بها لثواني كانت كفيلة بزيادة هلعهُ وهروب عيناهُ منها فقد قرأ بعينها عجزًا واضحًا عن الرفض لفرصه الحياة المُقدمة لزوجها وعجزًا عن الرفض لهذا المال الذي تعلم بقلبها أنهُ ليس مالًا حللًا، ولكن ابتلعت هذا وظلت واجمة.. وهنا خرج صوتهُ بحروف طال غيابها : أُمي سيكُن أبي بخير.. ولم يكُن ربتتًا لقلبها بقدر ما كان سؤالًا يُرجى التأكيد والصديق عليه..
لم تتغير رسومها الواجمة ولكن قلبها خفق بنغمة فطرية لأم تسمع نداء وليدها خاصةً بعد سنوات من امتناع النداء عليها بذاك اللقب المُحببة لها.. تحشرج صوتها وبثبات مزعوم أمتلأ بالكثير من الوجوم : رُبما.. وصمتت لدقيقة كاملة حلقها بات عاجزًا عن الصمت والخنوع فخرج صوتها بعتاب أقرب لتقريع.. ربما يراهُ القدير بعين الرحمة وليس بالنظر إلية عن طريق مالك المشئوم.. وبأثر خافت للبُكاء المُحتجز بداخلها.. ترى ما هو حالهُ الأن وهو يظُن أن ولدهُ الوحيد عندما قرر زيارتهُ بعد سنوات من الجفاء أتى ومعهُ ما سيُعيدهُ للحياة دون الألم ودواء.. ترى هل برقت عيناهُ تأثُرًا أم هلل لسانهُ بالدعاء والمُباركة لهذا المال النجس.. وتوقفت لاهثة من فرض حديثها المُختنق بعجزها ثم تابعت من جديد.. عندما أخبرني بحروف ضائعة وسط غابات الألم عجزتُ كليًا عن الرفض كمل عجزت عن إخباره.. وبنبرة مُرتعشة للغاية كورقة جافة مُتعلق  بغصن  يابس في رياح الخريف.. أن رحل فلن أُسامحك قط يا ابن رحمي.. وبخفوت عاجز.. ولن أُسامح حلقي عن الصمت.. وعاد الوجوم لرسومها من جديد بعدما ألقت نظرة تحمل من الضعف والهوان ما يكفي العالم بأسره..
استقبل كلماتها كمن يستقبل ضربات السواط ولكنهُ مُقيد عن الجواب فالعين تسبح في أمر أخر.. أمر الدنيا ومأربها وكيفيه الحياة بها كـهؤلاء البشر.. حياة دون الحاجة دون الخوف من الغد أن يأتي دون لقمة يسد بها الجوع.. لذا فقد رفض عقلهُ التصديق وبقى مُحدقًا في شُعاع الشمس بصمت مُفكرًا في أمر واحد.. أن الحياة لن يخسرها مهما كلفهُ الأمر فعليه أن يُصبح من علية القوم الذين لا يبالون الأ بما يملكون؛ فالمال وحدهُ قادر على حلب مباهج الحياة واحدة تلو الأخرى كُل ما يُهم فقد خزانة مُمتلئة بالنقود...
**
مشاعر الأم لا تحتاج سوى لقلب فقط؛ ف الأنثى بطبيعتها أم ولكن عاطفتها تختبئ لحين موعد ظهورها.. وظهور عاطفتها قد ظهر منذُ حملها تلك الصغيرة بين ذراعيها.. داعبت بسمة حانية شفتي "قمر" وانحنت نظرتها ليديها الضامة لـ "ضي" مُهديه عينها النائمة بسمة لا تساوي كنوز العالم أجمع.. ورفعت عينها من جديد مُتطلعة في الحديقة من أمامها فسقطت عينها على "جِهاد" بجلبابهُ الغامق وعمامتهُ الناصعة فشعرت بذبذبات لا تعلم كنتها تُصيبها برجفة لذيذة مع رجفة أخرى قلقة وارتفعت يديها من أجل النظر في ساعة معصمها ورؤية الوقت؛ فهو خرج في موعده الصباحي قرب السابعة والأن الساعة قاربت على تجاوز الثامنة وهو يخرج من البيت، شعرت بالريبة قليلًا وعادت النظر لظهر مُتمنية أن ينظُر يسارًا أو يمينًا حتى تتمكن من رؤية وتعلم هل حدث شِجار بالأسفل أم ماذا.. ولكن أمنيتها بائت بالإخفاق مع تحول نظراتها لطارق وارتفاع صوتها بإذن الدخول وهي تعلم جيدًا هوية الطارق.. 
دخلت "أم عبده" ببسمتها الهادية وبنبره تنتشر بين الأصدقاء، نبرة خالية من الزيف والتالي نبرة طبيعي : تبدين مُرهقة.. وتابعت خُطها ويدها ما زالت مُمسكة بكوب تتصاعد منهُ ابخرة تُظهر أن هذا السائل لم يبرد بعد...
حركت رأسها بيأس من مُلاحظات "أم عبده" وهتفت بتساؤل أمتزج باللهفة :لما تأخر "جِهاد" بالأسفل؟..
وضعت الكوب على الطاولة وسارعت لجلب الزُجاجية الخاصة بتحضير الرضعة لسكب بها ذاك السائل الذي يحتوي على مزيج معروف بين الأمهات من النعناع الأخضر والكرويا.. وارتفع صوتها بالجواب : لا علم ليّ..
رفعت حاجبيها بغيظ وهمت بالتحرُك للجلوس على الفِراش كي تتمكن من مُداعبة "ضي" حتى تستيقظ وتأخذ رضعتها تلك؛ فقبل أيام عندما كانت لا تكف عن البُكاء كان هذا المشروب هو دوائها لذا فقد حرصت جيدًا أن تجعلهُ رضعة ثابته في اليوم مع اللبن الصناعي.. بدأت يديها بلمس وجنتي الصغيرة بحنان وبنداء خافت : "ضي".. وكررتهُ مُجددًا.. "ضي".. وهنا استجابت الصغيرة ببكائها لذاك الصوت الذي يُصر على إيقاظها من غفوتها.. ولكن سرعان ما ابتعلت بُكائها وهي تشعر بربته خافتة على ظهرها وحركه أقرب لبندول الساعة تمر بها فرأت أن الصمت والتمتع هو الحل الأفضل..
بقت عينها تُراقب ما يحدث من الصغيرة بانبهار وبنداء مُبهج : "أم عبده" اقتربي...
سكبت محتويات الكوب في الرضعة وتحركت لتضعها بيد "قمر" وفمهما يُتمتم بالتسبيح قائله بعد وقوفها بجوار الطفل : سبحان الله لم أجد قط زوجة أب تفعل هذا..
امتدت يدها وأخذت الرضعة وبدأت بتقطير قطرة واحده على راحتها لتأكد من حرارتها وفمها يُتابع باستنكار : أنا زوجة أب..
ارتسمت ضحكة مكتومة على شفتيها ثم أضافت : لا عاش ول كان من يقول هذا ولكن من يراكُما يظُن أنها ابنتك وليس ابنة زوجك..
طعنة ما نفذت لروحها مُخترقة جدار بالكاد يقف بذاته وتحشرج صوتها بثبات مزعوم وبتساؤل غريب : هل ستظُنني زوجة أبيها فقط؟.. ومع مُفارقة الحروف حلقها ندمت بشدة، فهذا سيكُن دربًا يعرف الجميع أنها.. وعجزت عن المُتابعة حتى لا تنفجر في بُكاء مرير..
ارتفعت يدها رابته على كتفها وهمست بصدق : قديمًا كانت أُمي تُخبري دومًا أن الطفل لا يُنحر الحنية قط فهي باب القلب في الصغر ومع مرور الأيام سيبقى مُتذكرًا فقط من قدم لهُ الود.. وكان الجواب إيماء من الرأس مع انشغالها بتفقد الرضعة من جديد...
نهضت عازمة على الخروج ولكنها قبل أن تتحرك خطوة واحدة أخبرتها أن السيد "عيسى" يُريدها وخرجت تاركة خلفها من تتخبط في دروب عدِة لا تعلم هل ما أقدمت عليه هو الصواب أم دربًا من دروب الجنون؟..
**
تُسابق الزمن لإنهاء ارتداء ملابسها قبل أن يخرج من المرحاض.. وبالفعل استطاعت تبديل ثيابها لأخرى مُلائمة لعملها وتحركت مُلتقطة واشح يُتناسب مع فُستانها الأبيض وزهرهُ الوردية المُتناثرة هُنا وهُناك.. ولكن قبل أن تصل يدها لالتقاط الوشاح كان صوت ساخرًا يعلو بالغُرفة سائلًا بتهكم : إلى جهة ستذهبين يا زوجتي العزيزة؟.. وتحرك مُلقيًا ثياب النوم الخاص به فوق الفِراش ولكنها رفضت هذا فسقط البعض منها أرضًا.. وتابع خطاهُ للمراءة مُلتقطًا فُرشاة يُمشط بها شعرُه دون أن تحيد عيناهُ عنها مُنتظرًا الجواب..
زفرت أنفاسها بتمهُل محاولة قدر الإمكان عدم افتعال شِجار وبهدوء ساخر : إلى ستذهب طبيبة العائلة؟..
رفع حاجبيهِ بسخرية أكبر مُتابعًا : ولما تذهب؟..
تقتلهُ بهذا الوشاح سيكُن الحل الأفضل للجميع وأولهما هي.. حركت رأسها يمينًا ويسارًا نافضة تلك الفكرة وقالت : تذهب لأن العمل يحتاج هذا.. وأكملت بنبرة مُماثلة لنبرته.. أم تراك غفلت أن العمل يتوقف علىّ؟..
ضحكة سمجة اتخذت موضعها على رسوم وجهه ويداهُ تلقى الفرشاة دون أن يعي أي موضع سيكُن موضعها ثم التقطت زُجاجة العِطر الخاصة بها وبدأ ينثُر منها فوق ملابسه قبل أن يُرسل لها نظرات بادرة أقرب لثلوج القطب الشمالي مع لهجة صارمة : لا عمل لكِ يا زوجتي العزيزة...
تفاقم غضبها وعجزت عن التحمل فخرج صوتها بنبرة مُنفعلة : زوجة في عينك يا هذا... وبلهجة تحذيرية.. سأذهب لعملي شأت أم أبيت فأنا لا أخُذ الإذن منك... وصمت قسرًا بفعل  يداهُ التي قبضت على معصمها بعُنف وعيناهُ التي ألقت لها نظرات مُميتة لا روح بها وبنبرة لا تقبل أي جِدال : لا عمل لكِ يا "حور".. وترك معصمها وخرج صافعًا الباب خلفهُ بكُل عُنف مُسببًا رجفة في سائر  جسدها سقطت على أثرها أرضَا تبكي بقهر كُل ما حل بها وما فُرِض عليها بين ليلة وضحاها... ثلاث دقائق افرغت بهم كل ما في جوفها قبل أن تنهض على الفور قاصدة غُرفة جدها دون أن تهتم بإزالة أثر الدموع عن وجنتيها... طرقت الباب مُنتظرة الجواب الذى أتى على الفور، فأدارت مقبض الباب وأطلت بوجه مُحمرة وأعين حمراء ما زال الدمع عالقًا بها وبنبرتها الباكية : جدي..
أهتز قلبهُ لرؤيها بهذا الشكل ولكنهُ استطاع إخفاء هذا وبتساؤل قلق : ما الأمر يا "حبة القلب"؟..
زاد بُكائها بُكاءً وتحول إلى نحيب موجع تبعهُ قولها المُختفي وسط دمعها : كيف تفعل بيّ هذا؟.
جمود وخواء رسمهم بمهارة مع استنكار صريح : وما الذي فعلتهُ بكِ؟..
-لا شيء فقط زوجتي لهذا المعتوه... ولكن ضاع صوتها رُعبًا مع نظرات جدها القاتمة ولهجتهُ الزاجرة باسمها : "حور"..
جف حلقها وتعثرت في القول وتحركت للخروج دون أن تُضيف كلِمة واحدة  ولكنها تركت نظرة مُنهزمة مُحملة بكُل معاني الخذلان لهُ.. وقبل أن تُغلق الباب خلفها وصلها صوت جدها الجامد بأمر صارم لا يقبل النِقاش : الزوجة لا تسب زوجها وإن قتلها ليس رحمةً به على ما يفعل ولكن ابنة الأصول تفعلُ هذا دومًا وأبدًا وشِجار الأزواج لا يُبارح جُدران غرفتهم... وصمت دون حرف أخر مُوقنًا بهذا أنهُ سيُقيم سدًا بينهُ وبينها ولكن هذا دربًا كان عليه أن تتعلمهُ حتى تُدرك جيدًا ما عليها ولها بسبب الميثاق الغليظ..
تسمرت لوهلة مُستمتعة لكُل حرف يُرشق في قلبها بسهم دامي لتتأكد أنها لم تعد مُدللة جدها وأنهُ رجل في الأول والأخر لا يهتم  سوي بأبناء جنسه وخاصة إذا كان أبناء  هذا الجنس يحملون دمائُه.. فاضت عينها بالدمع أكثر وباتت الرؤية مُشوشة أمامها وتحركت بثقُل كبير نحو غُرفتها مع بسمة ساخرة تُزين وجهها وعقلها يستعيد قول جدها جدران غُرفتهم.. أغلقت الباب خلفها تاركة المجال لشهقاتها بالخروج والتحرُر من سجن خلقها؛ فأقسى هزيمة نالتها لتو، نالتها دون ذراع يأويها وكتف يستقبل دمعها..
**
الوقت يمُر دون أن يُبالي بأحد فالشمس تغرب كُل يوم في موعد ثابت فرِحَ العالم أو بكى لا تهتم سوى بموعدها الثابت.. تحول البُساط الأزرق الي مزيج بين اللوني البُرتقالي والبنفسج ليُخبر من يرفع عيناهُ إلى الأعلى بموعد غروب القرص الذهبي.. زفرت بتمهُل وعينها ما زالت مُحدقة في إبداع القدير وعقلها يُجاهد بين القبول والرفض، فالقبول يعني أن تذهب لهذا المعيد السمج وتطلُب منهُ بكل خنوع أن يعفو عنها ويسمح لها بحضور الامتحان.. والرفض يُخبرها بكُل تبجُح أنها ستُحرم من دخول امتحان نصف العام وخِسارة عام دراسي وربما يكُن أسواء من هذا ويوصي عليها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس ويكُن حظها رسوب متكرر يُحول حلمها الغالي إلى سراب لا يُمكن ها اللِحاق به.. زفرت بيأس رافضة الرفض فلن تخسر شيء لأجل هذا السمج حتى وإن كان فعل هذا الامتحان الهام عندًا بها؛ فهي تلتقط نظراتهُ الغير مُريحة مُوجهة إليها عند مرورهُ بجوارها.. نهضت على الفور قبل أن تُثبط عزيمتها وأخذت حقيبتها بعُنف وتبعها الهاتف الخاص بها.. وتحركت قاصدة القاعة المُخصصة لشرح العملي مُخبره نفسها أن تتريس قليلًا وتكف عن جنونها لحين قبولهُ بحضورها الامتحان.. ولكن مر بعقلها أمرًا جعلها تتوقف.. ترى ماذا سيحدُث إن لبِس ثوب التكبُر والغرور ورفض بتعجرف مقيت قبول اعتذارها.. جحظت عينها ومرت أسوء الاحتمالات برأسها.. حركت رأسها يمينًا ويسارًا بعُنف زاجرة تلك الخاطرة وهرولت على الدرج؛ فإن بقت دقيقة أخرى ستُقسم أن ترفض الاعتذار وتذهب لبيتها.. تابعت هرولتها إلى أن التقطت عيناها نزولهُ من فوق الدرج فأسرعت قليلًا وتوقفت أسفل الدرج راسمة بسمة فاترة بالكاد اغتصبها من غضبها وجنون أفكارها.. واحد.. اثنان.. ثلاث.. عشر وأكملت حديث الذات بكلمة واحدة  : إهدائي يا "ريما".. مع شهيق عميق حُبس في  صدرها وارتفع صوتها بنداء : دكتور.. يا دكتور.. والجواب لا وجود له؛ فقد تابع خطواتهُ دون اهتمام بها؛ رغم الجنون الذي أعلنهُ القابع بين أضلُعه عند رؤيتهُ لها أسفل الدرج تُحدث ذاتها بحنق.. تسربت بسمة مُسترخية على شفتيه مُدركًا نجاح ما خطط لهُ.. تابع السير إلى أن توقف مع صول صوتها بحروف اسمه، فزاد الجنون جنونًا وكأن هذا القلب لم يملُك يومًا ذرة واحدة من التعقُل وبنبرة جامدة : ما الأمر؟..
باعتذار بالكاد تستطيع نطقهُ مع رسومها الحانقة الظاهرة العيان بأنها تُمارس ضغطًا نفسيًا لتبقى دون جنون : عفون يا دكتور.. وتعثرت في القول وسمحت لرئتيها بأخذ قدرًا لا بأس به من الهواء مُكملة.. أُريد أن أعتذر عما بدر منيّ قبل هذا...
يتخذ البلاهة دربًا مع نظرة عيناهُ المُستفهمة دون أن تنبث شفتاهُ بحرف واحد.. اهتزت بسمة "ريما" ورفعت حاجبيها بتعبير مُستنكر ولكن كان قولها مُخالفًا للاستنكار : عن شرودي في المُحاضرة الخاصة بك..
جمود لا روح به ورسومهُ خالية من البسمة العملية وبنبرة استفزازية : إذن فيما كُنتِ شاردة يا دكتورة.. وعندما أدرك أن لسانهُ اللعين أخرج ما كان يود القلب سؤاله أضاف بصرامة مُحلاه ببعض ذرات الدروس التي تُلقي في وقتٍ كهذا.. لا يحق لمن يدرس الطب وخاصة في بداية معرفتهُ للمادة العلمية أن يذهب عقلهُ لأحدي المهازل حتى يستوعب جيدًا ما يتوجب عليه فهمة؛ فمواد الطب ليست مواد سنوية وأنتهى الأمر بل تراكُمية كُل معلومة تُزيد من قُدرتك كطبيب ماهر... وصمت غير مُقتنعًا بحرف مما تفوه به.. فقد كان يتوجب عليه قول هذا حتى لا يظهر كم هو أبله يحمل لها مشاعر..
لم يستقبل عقلها حرفيًا مما قيل.. ابتسمت أكثر بسخاء مُستفز وبنبرة جامدة : كان لدي عُذر..
-أي عُذر هذا؟.. هل هكذا سيكُن جوابك عندما تُفارق روح إنسان جسدهُ بفعل شرودك.. يُقسم أنهُ رأي شرارة مُشتعلة بعينها قبل أن تُكمل بصوت تخللهُ الحُزن رغم حمودة : توفي أبي.. وأجبرت حلقها على التوقف؛ فإن أضافت حرفًا أخر ستبكي لا محال..
غصة ما صفعة قلبه؛ فهو أكثر من يُدرك معن أن تفقد روحًا قدمت لكَ الحياة بكُل نفس راضية، ابتسم بتفهُم وجلى صوتهُ من عرض الشجن وبهدوء هامسًا : البقاء لله.. ثم بنبرة لا تحمل شيء.. لا بأس يُمكنكِ الحضور..
حيتهُ بلُطف واختفت على الفور فقد استطاعت نيل الموافقة وحان الأن موعد بُكائها على ذكرى سندها الراحل.. قاومت رغبتها ودخلت القاعة الخاصة بشرح حتى لا تسمح لعينها بذرف دمعة واحدة وجمدت عينها على نقطه واهية فوق الأرض من أسفلها.. غافله عن عين تلتهم كُل تفصيلها بجوع عاشق استطاع بعد مُحاولات الحديث معها دون شِجار أو جنون يُصبها.. بدأت حركة يدهُ خرقاء؛ فقد مكث أكثر من عشر دقائق في إخراج الحاسوب الخاص به من الحقيبة، ومكث عشر أخرى في ادعاء قراءة ورقة الغياب التي لم تلتقط عيناهُ منها حرفًا.. فهي مشغولة بمهمتها في اختلاس النظر إليها والتأكد أن ما ترقق في عينها من عِبارات قد ذهب بين طيات القلب.. ذاك القلب الذي أقسم أن يكُن هو مالكهُ الأول.. برقت عيناهُ بألف نجمة ونجمة مع مرور سهم الحب في قلب نسجهُ الخيال عن رسمة قديمة يُدركها طفل لم يبلغ الثانية عشر.. تنحنح بنبرة رجولية قائلًا : بما أن في الغد  امتحان هام فسيتم تخصيص تلك المُحاضرة لمن يود أن يسئل عن شيء.. وصدرت المهمات الموافقة وبدأت الأيادي ترتفع من أجل ما عجز العقل عن إدراكُه...
**
دائمًا ما يُراودني ذاك السؤال هل العشق لعنة ام نعمة؟.. كثيرًا ما أقف حائرة أمام الجواب؛ فعندما يقع الاختيار على الجواب المُناسب تجد من يرقُص أمام عيناك بتجربتهُ فتعود لنُقطة الصفر من جديد مُحملًا ببقايا الحكاية..
تمهل "أنس" في خطواتهُ ومع كُل خطوة يخطوها يصدع العقل بالتقريع ويهلل القلب بقُرب اللِقاء وينهر الضمير بما يُقدم عليه ولكن مع هذا يبقي عاجزًا عن الوصول لجواب شافي؛ يُريد للبُعد لأجل مكانتُه وما يُزجر الناس على فعلهُ عندما يُخبرهُ أحدهما بجنون أقدم عليه لمن هواها.. ويُريد القُرب فقد سقط القلب صريعًا لها منذ سنوات ظن بهم أنهُ يبتعد بالمسافة الأمانة عنها ولكن مع أول جسر شُق لهُ كان يركُض فرحًا مُعلنًا أن لا سُلطان على القلب.. توقف مرة أخرى حائرًا بين الدخول للجامعة ورؤيتها وبين العودة للبيت وتأنيب القلب لهُ وصراع الذكرى عما سمعهُ يوم الفرح، فبعدما ابتعدت عاد لمجلس الرِجال ليجد أحدهم يتقدم بطلبها من جدها حينها أوشك قلبهُ على الوقوف وحُبست أنفاسُه خشية أن تُخبر الجميع عن حالهُ وظل جامدًا رغم فورانه إلى أن سمع الرفض فكاد أن يقفز مُقبلًا جدها ولكن نظرات والدهُ أخبرتهُ بكُل شيء يُنكر التفكير به.. اشتعل قلبهُ وتحرك برغبة غبية يعجز عن الإمساك بأمرها ودخل الحرم الجامعي قاصدًا مكان بعينه، يُمكنهُ من رؤيتها دون أن تراه.. وصل بالقرب من الكافتيريا ووجدها جالسة في الطاولة الخاصة بها مُعلقة نظراتها بالباب الذي ستخرُج منهُ ابنة عمها بعد انتهاء المُحاضرة الخاصة بها.. ظل واقفًا بصمت يُراقبها دون أن تأخذ بالها من وجوده ولكن طبيعة الجسد عندما يشعر بنظرات ما مُصوبة عليه يبحث يمينًا ويسارًا دون هدى ثم تعود لوضعها عندما لا تجد شيء مع تأكيد بالتوهم أو رغبة في النوم جعلت الجسد أو العقل  يفقد إحدى الوظائف الخاصة به.. عاد لمُراقبتها مم من جديد ولكن عيناهُ اشتعلت مع رؤية شاب ما يتقدم نحوها.. دقق النظر مليًا في هيئته ثم يعود ويدُقق النظر بها ليرى هل تحمل لهُ شيئًا؟.. أطمئن مع رؤيتها تتفاجأ من وجوده مع ظهور الاستغراب على صفحات وجهها، فهرول على الفور غير قادراً على الثبات وبلهج صارمة انشقت من العدم : "زينة"..
كادت "زينة" أن تفقد وعيها من هول الصدمة؛ فكُل مرة يتعرض لها رجل تجد "أنس" يظهر لها من العدم وكأنهُ يتعمد أن يرها في المواقف المُحرجة.. غزى الاحمرار وجنتيها وبدأت بالجهاد لتتمكن من القول : "أنس" هذا... ولكن الصمت القسري كان نصيبها فقد ألقى لها نظرة مُخيفة جعلتها تبتلع حروفها وارتفع صوتهُ بلهجة حازمة موجهًا حديثُه لذاك الشاب الذي بدأ مُشتت من ظهور هذا الغريب وإجفال "زينة" : ما الأمر؟..
ارتفعت يد الشاب لإزالة حبات واهمية من العرق وبثبات مزعوم : اعتذر عن هذا الموقف.. وأخذ شهيقًا عميق مُكملًا بتفسير... كُل ما في الأمر أردتُ الحصول على عنوان الأنسة "زينة" وهاتف والدها..
اندلعت بداخلُه نيران قادرة على حرف اليابس والأخضر فقد عرف نية هذا الشاب، وبنظر قاتمة للغاية وبحروف تصتك بأسنانهُ قبل البوح بها : نسيتُ أن أُعرفك.. ومد يدهُ للمصافحة مُضيفًا : أنس راشد خطيب الأنسة زينة..
الإحراج الشديد هو أقل شيء شعر به ذاك الشاب وتحرك على الفور بعدما ظهر الخيبة على ملامح وجهه وبنبرة مُعتذرة تخرج من بين شفتيه بإنهاك شديد : عفون لم أكن أعلم أن "زينة".. وصمت للحظة مع نظرات "أنس" المُخيفة.. الأنسة "زينة" مخطوبة فلم أرى بيديها خاتم الخُطبة..
ابتسامة بارد امتزجت بتهكم صريح : ومن أين لك بالحق لتنظُر ليديها.. ثم تابع بصرامة مُرعبة.. وهل يستوجب عليها أن تُخبر الرائح والعادي أنها خُطِبت لأجل... التزم الصمت مع مُقاطعة الشاب :مُبارك لكُما..  ورحل دون أن ينظُر خلفهُ.. غافلًا عن عيني تحول العسل الذائب بهما لحديد مُنصهر وبلهجة حادة تُناسب احمرار وجنتيها غضبًا : ما الذي فعلتهُ؟.
يبدوا أن عقلهُ اللعين غفل في الدقائق السابقة عن وجود مواجهة ستحدُث جراء قولهُ السابق بشأن خُطبتهم، وبنبرة مُبهم استخدمها  : ماذا فعلت؟..
فاق الغضب المعقول وصار البُكاء أمر مُسلم به وتجلى هذا بانفعال : لا شيء فقط أخبرت زميلي.. وتعثرت ثم تابعت.. أننا خُطبنا وهذا لم يحدُث وسـ.. وسقطت السين مع ارتفاع نبرتهُ بصوت أجش جاعد بكُل ما لدية من قوة أن يُخفي ما يود البوح به : بالفعل سنُخطب شئتِ أم أبيتِ يا "زينة".. فقد أخبرتُك يوم زفاف إخوتك برغبتي بالاقتراب بكِ ولم أُخبركِ لأجد هذا.. وصمت لجزء من الثانية ثم تابع بنبرة طفل في الروضة  وجد صديقهُ يلعب مع أخر.. هذا يُريد الفوز بكِ.. وتوقف مُلجمًا فمهُ على الصمت فإن باح بحرفٍ أخر سيتفوه بما يندم عليه..
تحول احمرار وجنتيها الغاضب إلى الحُمرة القانية، وزادت عينها اتساعًا وعلى أقرب القول جحوظًا حتى أوشكت على ترك تجويفهما والخروج من هول الصدمة.. ونهيك عن قلبها الذي بدأ بإصدار نوع فريد من النغمات التي لم تعلم بها قط ولكن مهلًا تعلم تلك النغمات جيدًا فقد قراءتها   مِرارًا وتكرارًا في كُل رواية قراءتها .. كُل رواية كان البطل بعد فصول عدة يذهب إلى البطلة  ويُخبرها عما يحملهُ لها وحينها كانت تتخيل ما هو واقع وتأثير هذا الاعتراف عليها .. مهلًا هي لا تتخيل فهي البطلة الآن.. ليس البطلة وحسب بل هي جُزءً من حكاية حُب سترويها يومًا ما، سترويها وتُخبر من حولها عن تلك النغمات المصحوبة بدغدغة لطيفة معها الكثير من فرشات مُحلقها بمعدتها...
طال صمتها وخفق قلبهُ بجنون وأجبر عيناهُ على النظر إليها وهو يقسم إن وجد بها سراب رفض أو نفور سيبتعد على الفور ولكن ما وجده كان حُلمًا لم يتوقع تحقيقهُ من قبل.. فقد كانت وجنتيها أشبه بثمرتي تُفاح ناضجة تُغري المار بقطفها مع بريق عينها الذي يُشبه الهرة عندما وجدت حليب بعد أيام من الجوع.. سيخرج قلبهُ من موضعه ليرقُص طربًا بهذا النصر الذي كان بعيدًا عن واقعه.. تنحنح برجولية مُحاولًا إخراج صوتهُ برزانه ووقار : سأُكلم أخيكِ في أقرب وقت.. وهرول على الفور؛ فإن بقى دقيقة أخرى سيفعل أمر ما...
مرت الدقائق حتى صار الوقت المُنصرم نصف ساعة و "زينة" ما زالت على وقفتها المُتخشبة كتماثل من الشمع وفمها يُتمتم بما لم يُصدقهُ العقل بعد.. بقت على تلك الحالة إلى أن وقفت بجوارها "ريما" والاستغراب والتساؤل يملأ عينها، وعندما طال وقوفها ولم تعي "زينة" بعد.. رفعت يديها رابته على كتفها قائلة : أنتِ بخير..
لا هي أبعد بكثر عن الخير هي مُشتتة وضائعة وإن صدق القول تشعر أنها قاربت على الجنون.. ليس لأن أنس أخبرها أنهُ يُريد ها فقط؛ بل لأن هُناك من لا ينفُر منها كما كانت تُخبرها "ليلى" دومًا  وأبدًا إلى إن نجحت بجدارة في قتل  أي ذرة ثقة مُتولدة بداخلها.. فلم تتوقف يوم عن إخبارها إنها أقل من المُعتاد ول يوجد على سطح تلك الكرة الأرضية أن يرها غير ابنة من أبناء الناجي تحمل نقود لا حصر لها عند وفاة جدها... رددت بهمس ذاهل : يُريدني...
لم تُدرك بعد "ريما" ما الأمر ومن هذا الذي يُريدها؟.. فأكملت بتساؤل جديد ويدها تربت على وجنتي "زينة" لتفق ربما ترى أمرًا ما من أمور اللاوعي : هل أزعجكِ أحدهم أو رأيتِ شبحًا؟..
حركة رأسها يمينًا ويسارًا بالرفض مع همسها الذاهل : "أنس" يُريد أن يتزوجني..
اتساع العين انتقل لها بالعدوى ليس لعدم التصديق أن "زينة" لا تجد من يحبها ولكن إن كان "الشيخ أنس" فهذا يعني قُصة حب ما.. لذا فقد ساعدتها على الجلوس وبتساؤل فضولي مُلح : أخبريني عما حدث دون أن تُخفي حرف وإلا أقسم سأقُص شعرك وأجعلكِ صلعاء...
صمت تغلب على الذهول تبعهُ ابتسامة بلهاء انتقلت بالعدوى للجالسة أمامها وبدأ الخيال الوردي يغزوا عقلها مع تنهيدة حالمة مُطولة عقبها عبارة تشجيعية علي القول : هيا اخبريني..
زادت البسمة اتساعًا وارتفعت يديها لتُخفي بسمتها التي ستتحول لضحكة مُبهجة في الثانية التالية وهمست بذهول : أنس يُريدني..
كادت أن تفقد صبرها من تلك الجملة التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع؛ فوحوش الفضول بداخلها تتسارع للحصول على فريسة تُشعرها بالشبع حد التُخمة.. وبصرامة : سؤال واحد وارحمي فضولي لحين استوعبك ما حدث.. هل أنس الذي تقصُدينهُ هو الشيخ أنس؟.. وكأن الجواب إيماء خافت من رأس "زينة" جعلها تصيح بجنون وترفع يديها لتُصفق بسعادة مع تعبير مُشاكس : يا سيدي.. وانفجرت قُنبلة موقوتة من التساؤلات عن... كيف.. ومتى.. وأين.. جميعهم كان الصمت حتفهم مع بداية قول "زينة" بما حدث قبل دقائق.. لتتسع  عيني "ريما" مع كُل حرف يُفارق حلق "زينة" حتى أن جنونها ومُشاكستها لم تتمكن من السيطرة عليهم؛ فقد كانت تُلقي تعبيرات مُشاكس بين كُل جملة بشكل مُضحك للغاية.. يجعل تلك الجالسة أمها تكاد تسقُط في بئر خجلها على عكس ذاك المُراقب من بعيد لها يكاد يسقُط أرضًا من فرض الضحك وعيناهُ تلتهم جنونها ومُشاكستها كمريض وجد لتو من يقيهِ من الألم ويساعد من إبقائهُ مُدة أطول على قيد الحياة.. فقد أوقن بكُل جوارحهُ أنهُ يعشق تلك الكريمة.. وعندما مر أسمها الحقيقي بعقلها كادت أن تنفلت منهُ زمام الأمور ويرتفع صوت ضحكاتُه مجلجلًا.. فهو يعلم غيظها من نُطق اسمها ولكن لا يهم سيكُن سببًا أن يجعلها تعشق هذا الاسم كما عشقها وخر صريعًا أمام كرم جنونها وحيوتها التي تسلُب القلب حق الخفقان فهي الحياة لمن لك يجد الحياة بعد بجنونها وكل ما يصدُر منها حتى في حُزنها السابق شهية للغاية كقطعة حلوى مُغطاه بالكثير من الشيكولاتة الداكن عدا جُزء منها تم أخذهُ ليُخبرها من يرى تلك الألوان الظاهرة كم ستبدوا شهية مع كُل قطمه.. فما كان يظهر لعيناهُ الكثير والكثير من الشيكولاتة مُحيط بطبقات لا حصر لها من كيك اسفنجي يحمل تضارب الألوان بداية من الأبيض لنقاء والأحمر للجنون والعشق والأصفر للغيرة وإجبار العين على النظر فهو دعوة صريحة للغزل.. والأخضر للحياة بزرعها واستقبالها للمطر بصدر رحب.. ومرورًا بشتى الألوان إلى أن تتوقف أمام البنفسج فيجعلك دون إرادة تعشق الهدوء والسلام الذي سيُقدم لك مع معزوفة موسيقية رائعة بلحن الهوى مع العازف الأول القابع بين الأضلُع..

#رانيااااصلاح
#أشواك_العشق

أشواك العشق "أولاد الناجي" Where stories live. Discover now