الخاتمة

18K 698 72
                                    

كل سنة وانتوا طيبين.. جايبلكم الخاتمة النهارة في الشهر الكريم بعد ما اخدت وقتي شوية فيها
اتمنى تقدروا جهدي بتفاعل كويس وذكر رأيكم في الرواية.. وماتنسوش تتابعوا بقى الرواية الجديدة بعد رمضان " نعيمي وجحيمها" كونوا بالقرب
________________________________________

في القفص الحديدي تمسك يداه بقضبانه الصلبة.. يتنظر الحكم من رجل اشيب الراس ومتجعد الملامح ولكنه يملك السلطة ليقرر عنه مصيره.. يتفوه ببعض المواعظ ويردف بحثييات ليس لها ادنى اهمية لديه فالعقاب قد صدر سابقًا وليس الاَن.. من وقت ان قتل بيده شقيقته في لحظة أُغشي عنه بصره وبصيرته.. فخسر شقيقته الوحيدة كما خسر قبلها المال وسمعته والأصدقاء.. ثم تكتمل الدائرة بخسارة والدته أيضًا.. والدته التي لم يقدرها ويعلم بقيمتها سوى الاَن في شدته الكبرى هذه.. وهي حاضرة اليوم بصف الخصم تنتظر القصاص العادل لابنتها من شقيقها.. بعد أن هجمت عليه وكانت تريد قتله بنفسها ولكن لما يأست أتت اليه تخبره انها مع فقد ابنتها لم يعد لديها اولاد.. ولكنها تنتظر عقاب الله في من حرمها وحرم حفيدتها الصغيرة منها.. لايوجد فرد واحد في القاعة الكبيرة ليهون عليه أو يعطيه بعض الدعم سوى المحامي الذي يحادثه مجاملة من أجل أجره.. أخيرًا نطق القاضي بحكمه لتنقلب القاعة بالهرج والأصوات المكبرة وصوت والدته وهي تزغرط بالدموع الباكية أمامه وبقلب موجوع جعل الجميع من أهل منطقته وأناس لا يعلمهم يلتفون حولها.. ليهونوا عليها مصابها وهي تحضن الصغيرة ابنة الراحلة.. تردف بدموع النصر لقرب الثأر لحق ابنتها من ابنها العاق والظالم.. فيتلقى نحوه نظرات الحقد والكره من أناس يعلمهم وأناس لا يعلمهم وهو يبادلهم بتبلد وعدم مبالاة كالعادة.. وفي خضم هذا البلبة الصادرة امامه انتقلت عيناه فجأة اخر القاعة وفي ركن منفرد راَها أمامه ترتدي ملابس فاخرة وتغطى نصف وجهها بنظارة سوداء.. وكأن صاعقة ضربته تمتم أسمها مذهولا بصدمة
- فاتن .. فاتن .. فاتن
كان يعلو صوته بوتيرة متصاعدة وهو يتحرك في القفص كالمجنون يريد الذهاب اليها والتأكد بنفسه مما يراه. حتى اثار استياء الحراس الذين كتفوا حركته وسحبوه بالقوة للمغادرة وهو يهذي كالمجنون بإسمها.. يقاوم ويترجاهم بدموع باكية لتركه .
- سيبوني اروح لها.. سيبوني اشوفها .. ابوس إيديكم سيبوني اتأكد دي حقيقة ولا خيال.. سيبوني...سيبونيييييي.
....................................

في وقتٍ لاحق من اليوم عاد من عمله بالمشفى.. خطا الى حديقة المنزل الفسيح في المنطقة الراقية بخطواتٍ مسرعة توقفت امام زوج الأطفال وهو يمرحون بألعابهم وخلفهم المربية المكلفة برعايتهم.
- حبايب قلبي.
قال وهو يقترب منهم فيرفع كل واحد منهم على حدة ليقبلهم..ثم اللتفت للمرأة الأربعينية:
- عاملين معاكي إيه سنية؟
اجابته المرأة بابتسامة :
- حلوين ياباشا وربنا يخليهم بس البت العفريتة دي عدت الولد بعد ماكان مؤدب وامور.. هو كمان بقى عفريت زيها.
دوت ضحة كبيرة وسعيدة منه قبل ان يرد:
- حبيبة ابوها جينات التأثير في البشر ورثاها عنى.. المهم عينك عنهم ماتغفلش تمام .
- هو انت هاتوصيني عليهم دول في عنيا يادكتور.
- تسلملي عينكي.
اردف بها وهو يقبلهم مرة اخيرة قبل ان يدلف لداخل المنزل.. وقعت عيناها عليها في قلب الصالة الفسيحة وهي بجوار النافذة الزجاجية التي شملت الحائط بأكمله.. ممسكة بيدها طرف الستارة التي غطت معظمها وكشفت عن جزء بسيط تنظر منه لخلف المنزل حيث حوض السباحة الكبير بشرود، خطا اليها على أطراف اصابعه حتى اذا اقترب همس بأذنها
- الجميل سرحان في إيه؟
شهقت منتفضة وتلقفها هو داخل أحضانه بعبث.. فخرج صوتها مع انفاثها الاهثة:
- حرام عليك والنعمة شيبتني بجد
تمتمً لها بصوت مرح :
- سلامت قلبك ياقمر.. ان شالله انا .
دفعته بقبضته تريد زحزته عنها بخجل :
- ابعد ياعصام.. البيت كله خدامين مش خايف لحد يشوفنا
- ومايشوفونا ياستي.. دا احنا حتى متجوزين يعني لو تفتكري.
اردف وهو يجذبها أكثر اليه وهي تحاول لنزع ذراعيه عنها :
- ياعصام مش كدة طب الولاد لو دخلوا فجأة طيب.. هايبقى إيه منظرنا قدامهم؟
هز برأسه نافيًا قبل ان يطبع طويلة على وجنتها مصدرة صوت عالي.. جعلتها تنظر اليه فاغرة فاهها مذهولة من مداعبته الجريئة لها.. فقال بتسلية:
- مساء الفل أولا على فاتنة البر والبحر وفاتنة قلبي كمان.
تبسمت سعيدة بتدليله لها تبادله مزاحه:
- مساء الورد على دكتور حياتي واحلى عوص.
ضغط على شفته وعيناه تجول يمينًا وهو يسارًا :
- لولا بس قاعدين في الصالة.. وانا مهما  كان برضوا جرأتي لها حدود.
- طب الحمد لله ان في حدود.
قالت فصمت هو يتنهد من العمق قبل أن يديرها الى النافذة مرة اخرى وهو خلفها يتنفس عبيرها قائلًا:
- اخمن انا لوحدي واقولك انتِ كنتِ سرحانة في إيه؟
- إيه؟
سألت واجابها على الفور:
- أكيد كنتِ سرحانة في سعد واللى حصل معاه صح؟
اومأت برأسها:
- من ساعة ما شوفته الصبح وانا صورته ماراحتش من عيني.. قد مااتمنيت طول عمري ان ربنا ينتقم منه.. قد ماصعب عليا النهاردة وهو واقف في القفص بياخد جزاة عمله وكل اللي في القاعة بيدعوا عليه وأولهم والدته.. فعلًا يُمهل ولا يهمل.
قبلها اعلى رأسها بحنان قائلًا:
- عشان انتِ سيبتي حقك عند ربنا وهو ماتعظش ولا تاب.. لا دا كمان كمل في طريقه فخد جزاءه من جنس عمله.. لا واللي شاهدة عليه كمان هي أمينة.. اااخ امينة دي اللي كنت حالف لادوقها من المر كاسات لكن انتِ وقفتيني.
التفت اليه ترد :
- ما خلاص احنا اتفقنا ياعصام.. هي غلطت بس كمان دفعت تمن غلطها دا كتير قوي.. دا غير ان ظروفها صعبة وانا حبيت انها تتنفس وتعيش حياة جديدة.. يعني كنت هاستفاد ايه من سجنها ؟ وانا ربنا عوضني بدل المرة اتنين.
- ثبتيني انتِ كدة بكلامك العسل.
قال غامزًا بعيناه ثم تابع:
-  المهم بقى حضرتي عزومتك كويس ولا لسة ماخلصتيش تجهيزاتها؟
- حمد لله كل حاجة تمام.. بنات خالي واجوازهم باقي يدوب ساعة على ما يوصلوا.. انما أمي بقى كلمتني من دقائق وقالت انها في السكة خلاص.
...........................

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 06, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عينيكى وطنى وعنواني Where stories live. Discover now