الفصل الثاني: جاءَنا مِن فِلَسطين.

1.2K 141 297
                                    


أول صبية حبيتها:

-« عم بتفرج ع ذكريات السنة الماضية وتقريبًا أعز رفقاتي صارو مُجرد ذِكرى».  ١:٢٢ص

أول ما ظهر علىٰ الشاشةِ ما إن أشرق جفناه، زمّ يوسُف شفتيه يلتقط كوب الماء المسنود علىٰ صوانة السرير بقربه، ثُم تحركت أنامله علىٰ شاشة الجوال يكتُب ردًا وهو يرتشف منه:

-«كتير ناس بتفكر الحياة بتوقف عليها
بس الصراحة الحياة ما بتوقف على حدا ، يلي بروح بجي أفضل منو ، ويلي بتركك بوقت حزنك بجي بداله عشرة يقدروا حزنك ، ويلي بهملك يوم بيجي بداله حدا يهتم بأدق تفصيل الك بكل لحظة ، ويلي ما بسأل عنك بحجة كرامته بيجي مين يخليك ماتعرف تجاوب من كتر أسئلته وحنيته ، الحياة بتعوض بأشخاص بحياتنا ما شفنا متل محبتهم ، وحنانهم ، واهتمامهم بس كلشي بوقته حلو ، وبدنا نعرف مين نختار .
لهيك لا تحزني على شي فات وراح ، على أشخاص هجروكي بدون سبب ، على أيام مضت وكانت سيئة ، لأن كلشي من ربنا خير وما عنده خير ، وربنا بعوض وعوضه كبير .

" يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ "
مو متلو  لأ ، أحسن منه كمان»

-« مو كل الشغلات بهالدنيا إلها بديل . .
- في أماكن بتضل فاضية وما حدا بيقدر يملاها مهما حاولت . .
- في عشرة ما بتنتسى بكل تفاصليها . .
- في مواقف بتبقى محفورة بذاكرتك بنفس إحساسها . .
- في خذلان ما بينغفر وخيبة ما بيتسامح فيها . .
- في مرات احتجت السند وما لاقيت ، ولحظات صعبة مرقت عليك وجعتك بس كبرتك " وخلتك أقوى و أبرد "».

بَصق الماء من فمه منصدمًا من سرعة ردها، أراد أن يكتُب ردًا علىٰ رسالة أمس ويستعد لحفل تخرج جاد مغلقًا هاتفه، لكنه يعرف ماذا قد تفعل به جويريّة إن تجاهل ردها.
جزّ علىٰ أسنانه بغيظٍ ثُم تنهد يكتُب ردًا:

-« جودي إنتي بتحكي بشي وأنا بحكي بشي تاني إنتي تخربطي الحوارت».

-«بس تحبس جواتك كلشي عم تمرق فيه رح يتراكم ورح يبلش يخنقك شوي شوي ، بعدها رح تحس انو ماعاد فيك تتنفس و انو خلص بالفعل انطفيت ومات كلشي بيحس جواتك !
رح تضل ساكت وماحتكون قدران تعاتب ولاتلوم ، ماعندك قدرة انك تعصب او تعطي ردة فعل ، لا تسمع ولاتحكي ولاتناقش ولاتتقبل اي شي !
بتصير تختصر وتتجاهل قدر الإمكان ،
انا مالي عديمة احساس ، انا بس تعبت عقد ماحسيت».

هي تتحدث، لا تهبأ لما يقول.. من الواضِح أنها متعبة ولَم تجد أحدًا تستطيع التفاهم معه إلا هوَ.

-«جواتِك مقاوم، بِعيونِك حُرية».

-« أنا محبوسة جوا حالي ومافي حرية حاسة حالي مقيدة!».

-« حاسس حالي قلقان؟».
-« روح مشوارك وانسى ماقصدت أقلقك».
-« نكدي ياجودي!.. مشواري مانو أهم منك أكيد». كتبها وقد نمت ابتسامة بسيطة صادقة وعاد يرتشف جرعات من كوب الماء بيده.

لليلِ نهار-العاميّة-Where stories live. Discover now