DIAVOLO 2

1.7K 123 96
                                    

























أُطل ليلاً من نافذةِ دورةِ المياه الملتصِقة بحوض الإستحمَام، جالسًا هُناك وأحمل كأس شرابٍ في يدي، وثمة زجاجةُ خمرٍ على حافةِ حوضِ الإستحمام، حيث أضع مرفقي، بدَى اليوم كأنه مشهد سينمائي هادئ، تأملتُ أضواءَ المدينةِ من خلفِ الزجاج بينما أفرغ كأس النبيذِ في فاهي

أصغيتُ إلى صرير الباب يفتح ولم أحتج إلى الإلتفات لمعرفةِ أنه غابرييِل، خلعَ ثيابهُ وإنضمَ إلي، يجلسُ قبالتي وتتلامسُ أرجُلنا

إلتفتُ إليه حينما شعرتُ به ينظُر إلي، مميلاً برأسه و إمارات الرغبةِ تملأ وجهه، وكم يروقنِي الوجهَ الذي يصنعه حينما يتوقُ إلي، يستهويني أن ذلك الرجُل الصلب الذي عرفتُه منذ سنين مازالَ ضعيفًا واهنًا أمامي

أرفع حاجبِي مبتسمًا حينما أحسستُه بقدمِي، مثارًا بالفعل، ولم يلمسنِي بعد، لم أكتفِي، أردت رؤيتهُ خائر القوةِ أمامي، يائسًا لي، ولا يصِلني، تعبثُ قدمي به، ويرفعُ رأسه شاتمًا، يعلوُ صدره ويهبطُ تحت وقعِ لمساتي، تغادرُ تنهيداتُه العميقةَ محجرها ما إن كادَ يبلغ صهوةَ متعته، ثُم توقفت

نظرَ إلي في إنزعاج، وتبدّل ملمحه ما إن أدرك لُعبتي، يقترِب مني حتى قابلنِي وجهه، يتركُ قبلةً على جانبِ شفتَاي، وأخرى على فكِي، حتى إنزلقَت قبلاتُه نحو عُنقي، يتمتم هناك وتضربنِي سخونةُ أنفاسِه

" أنت تقودنِي إلى الجنون، إلى الغرقِ بك "

أخللُ أناملِي في خصلات شعرِه الليلي، أجذبهُ إلي، لأن يقابلِ وجهه وجهي، وأنظرُ في عيناه الناعستانِ هامسًا
" يستهويك أن تموتَ في أجزائي "

أفواهنا فتحت تحت بعضهِا البعض، ودفئ ثغره تدفقَ إلى ثغرِي، تلمست يدهُ جسدِي تحت المياه، وكدتُ أن أحتويه بأعماقي لو لم يرنَ هاتفه، مرةً تلو الأُخرى، حتى إبتعد يهمسُ إلي بأنفاسِه الضائعة

" لابد وأن الجميع ينتظِرنا في الأعلى، لقد نظمتُ حفل عشاءٍ على شرفِ جونقكوك "

اومأت له بغير رضا، تقشرنا بعيدًا عن بعضنا البَعض، وغادرَ هو بعد أن وعدنِي بأنه سيقضي بقيةَ الليلةِ معي، بمفردِنا

نهضتُ من حوضِ الإستحمام وشرعتُ في إرتداءِ ملابسِي، بدلة رمادية بلا قميصٍ داخلي ومعطفُ فروٍ أسودَ ثقيل وحذاءَ فالنتينو ذو كعبٍ منخفض، صففتُ شعري للأمَام فلم أكن أرغب في أن أكون بمظهرٍ أكثر جموحًا

DIAVOLO | TKWhere stories live. Discover now