الفصل الخامس

291 11 2
                                    

الفصل الخامس

" لا يتعلق الحب بالاشياء التي تحصل عليها ,بل بالأشياء التي تبذلها , وفي الحب عليك ان تبذل كل شيء " منقول

اخرسه الالم الدفين في صوتها ومس اعماقه في موجة عنيفه لحمايتها حتى من الالم العابر
اخفض رأسه ببطأ متاملا عينيها الندتين ,وجنتيها, شفتيها .. ونبضه يهدر ان يحتويها .. يمنحها لحظة انتماء ... يواسيها عن الالم الذي يمر في عينيها مال ببطأ ناحيتها وضع فمه على فمها بحنان قبل شفتيها .. يروي حنينها .. و يغرق وأياها في لذة شغف عمره ثلاثة اعوام
ارسل فيها رعشة ناعمه من الاحساس وفقدت السيطره على إرادتها.. ورغم انها تريده وترفضه في نفس الوقت ..اغلقت عينيها الغائمتين بالدموع بضعف تتموج في دفء دوامة الاحاسيس الخالصه وتجربة اولى
و بارتباك ورد فعل عذري رفعت مليكه ذراعيها امام جذعه كما لو كانت تريد ان تبعده ..فضمها اليه بشده .. قبلها قبلة طويله وعنيفه المشاعر .. حتى شعر ان اعماقه تتأجج وهي بين ذراعيه بين الرفض والقبول ..وكاد ينسى اين هما .. ابعد شفتيه وراحة كفه تحتضن جانب وجهها وهو ينظر اليها مثل باحثاً وجد ظالته .. مدركا انها لحظة مستحيله وحدثت بكل هذه اللذه والشوق الدفين ... فما كان منها حين انعكس ذلك في عينيه وقراته حتى استعادت تركيزها وانتفضت تدس ذراعها بينهما تبعده .. وهي متسارعة الانفاس متسعت العينين .. يلفها شعور غير موصوف ومشاعر متضاربه
فتراجع عنها متحيرا فيها .. وبخجل واحراج من نفسها اسرعت لتغادر واسرع يمنعها فانتفظت بملامح شرسه وصوت اجش
" ابتعد عني ... لن تنال شيء من هذا الزواج ولا حتى في احلامك "
تجاهل حديثها بقسوه واجابها بهدوء مستتر .. فمازلت انفاسه مضطربه
" لن تخرجي بهذه الحاله يا مليكه .. ستلفيتن الانظار اليك "
صاحت بغضب " وهذا ما تريده انت .. شيء للعلن .."
" نعم بكل تاكيد لكن ليس ان جلب لك الاحراج وبتسميه لا تشبه الفعل "
شحب وجهها مؤكد هذا ما سيراه الجميع .. استسلام في زواج صوري .. ما كان لشيء ان يشعرها بالاذلال سوى خذلان من نفسها .. لقد تاقت فعلا ان تستند اليه ولو للحظه ان ترى فيه شيء من غياث الذي عرفته في وقت مشبع بالامل .. حتى وفراقهم المثقل بالجراح لم يردعها .. قارعته طويلا ثم استسلمت في لحظة ضعف ..
لم تتهدل كتفيها لم تحني رأسها فقط صوت عميق حاد ومؤذي يشبه الانكسار ينبع من داخله يذكرها .. انها تطفو في المجهول هذا .. شعرت به يفلت ذراعها ودار حول نفسه .. فمسحت وجهها بكفيها مرتجفه ....
تود ان تلوذ في اي مكان اخر بعيدا عنه ... لا يراها فيه احد حتى نفسها وهل يمكن للفرد منا ان يهرب من ذاته ..
ربما عند النوم والموت يقال كلاهما متشابهان ..
لم يمهلها غياث حين التفت اليها يسند كفيه الى خصره يتاملها بسكون ثم سالها بصوت حاد وخفيض
" ماذا جاء في تلك الرساله التي استلمتها من جمال ..."
رفعت وجهها نحوه مصعوقه ليس فقط لانه استعاد اتزانه بعد العاصفه التي جرفها فيها بكل عنفوان وعنف .. بل كيف علم .. فهمست بصوت ضاعت تفاصيله
" وكيف علمت بها .. ومن مُرسلهُا ..؟؟"
مر وميض الإدراك في عينيه انها لم تفهم كيف تكون الامور هنا ..
فقال لها من دون مواربه
" لان الحرس تابعوا الشخص الذي اوصل الرساله ما ان ذُكر ان الرساله تُسلم لكِ "
ارتجفت هذه المره بذعر .. واصاب شعورها حالة من البلاده .. كيف يمكنها ان تثق بهم .. دون ان تتوقع تصرف مثل هذا .. فقالت بتشكيك
" هل ستقول انه امر تفعله لحمايتنا .. ويجب ان اكون ممتنه لك .."
تقدم نحوها خطوه وهو يهدر ..
" تبا .. لمره افهميني لمره .. انا لا افعل ذلك .. رغبة في اذلالك .. وليس لانها انت .. هذا حالنا مع عائلة خالك الذي سيسره ان يقتل احد منا وينتهي حقده .........."

مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماءWhere stories live. Discover now