الفصل السابع

231 8 0
                                    

الفصل السابع


السيد اصف سافر الى مدينه اخرى هذا ما علمته من امينه ...
كلما قربت لكشف الماضي الذي يجمع عائلة اصف بعائلة خالها .. ماطلت الصدف في تأخير المحتوم .. لكن هذا الصباح كان مختلفا بعد ان ودعت ليما وهي تغادر الى مدرستها اخبرتها امينه ان السيده اورفا تطلب لقاءها في غرفتها ..
كان يمكنها توقع اكثر من موضوع تطلبها فيه .. مؤكد ستكون هي الطرف السلبي فيه .. تمنت وهي تقطع المسافه للقاءها ان لا تصادف غياث ليست مستعده بعد لمواجهته بعد اقحام نفسه في غرفتها ..ليلة امس
.. لفها بعطر رجولته لتجد نفسها انثى مرغوبه ... تستطيع لمس اشواقه المثقله وسرت احاسيس مختلفه في كيانها حتى عجزت عن قول شيء حين طلب ان تضمه اليها ...
هزت راسها نفياً بل وهددته انها ستصرخ حتما ان لم يفلتها .. ابتسم عتقدا انها تريد ان يرغمها على السكوت لم تتوقع ما اجابها به واشعل فتيل خجلها بضراوه كادت تذوب منها
" سيعتقد الاخرون اننا نقضي ليلة عاطفية مجنونه هل يرضيك هذا ؟؟ ""
شعرت ان وجهها يحمر بمبالغه حينها دفعته عنها بشراسه ...
طرقت الباب الموارب ودخلت ملقية تحيتها .. وجدت اورفا تجلس على احد الكرسيين عند نافذة غرفتها .. ورغم ان الطقس الغائم اطلالة الصباح كانت تعلن نفسها بحبور لطيف ..
اشارت لها بالجلوس على الكرسي الاخر بأيمائة صغيره ... وبدا انها حاولت الأبتسام لكن لم تستطع .. امالت مليكه رأسها وتاملت المرأة الجميله المتكبره ... رفضت قدماها أن تتحرك حين وجدت معاملتها لها بهذا المستوى من البرود تفوق احتمالها لكن اورفا اعادت نظرها ناحيتها وهذه المره ابتسمت ابتسامة خفيه كانها ادركت ان مليكه لم تستغ الوضع ليس حرصا عليها بل على ما ترغب بقوله
وبدءت كلامها بهدوء بالغ
" كلنا نعرف ان الذي يربطك بغياث حبر على ورق ...
لم تجب مليكه بشيء انتظرتها ان تتم كلامها الفتت اورفا تحق بها واكدت سؤالها
" أليس هذا ما هو عليه .."
وافقتها الرأي بأيمائه وهمسه " نعم .."
" اذن اخبريني مالذي يجري بينك وبين غياث .. "؟؟
وبصبر زمت مليكه شفتيها وهزت راسها بعدم فهم " لم افهم .."
قالت تنظر اليها متحديه
" مالذي لا تفهمينه .. من الخارج تبدين واثقه من نفسك وقادره .. لكنك مرتبكه
امام الحقيقه ... لقد رايت غياث يخرج من غرفتك في وقت متاخر ليلة البارحه "
نظرت اليها بذهول هل كان سؤلا ام اتهام .. وبعبارة صريحه
تابعت الاولى بإصرار
" هل تحاولين المضي بهذا الزواج الى النهايه ..؟؟
توسلت مليكه لعقلها ان يعمل بسرعه .. ان لا يخذلها .. فقد بدات تتداعى في دوامة
الارادات هذه همست بصوت عبر عن قوة مشاعرها تلك اللحظه المُذله
" ليس عندي كلام امام كلامك هذا يكفي اهانة لي اني اسمعه ؟
دخل غياث في تلك الاثناء تعلو وجهه نظرة استغراب لكنه لمس الجو المشحون وذبذبات من
شيء غير مُرضي .. نقل نظره بين والدته التي تجلس باسترخاء ووقف الثانيه مشدودة كالوتر .. فتمتم بصوت لا ينازع في امره وهدوءه
" هل تنكران الان اني طرف في حديث توقف للتو ...
لما طلبتي حضوري امي ؟"
ظلت مليكه تحتفظ بصمتها لكن نظراتها تحدت والدته التي فقدت صلابة موقفها الان
فقالت دون مواربه
" كنت اذكر مليكه ان زواجكم صوري هذا ما اتفقنا عليه .. وانت ايضا .. "
تمنت مليكه ان تلتفت وتنظر لرد فعله تلك اللحظه حين قال بعدم رضا
" وما مناسبة هذا التذكير .."
" هل تنكر وجودك بغرفتها في وقت متاخر .."
انتفضت مليكه
" ارفض ان استمع الى تلميحاتك سيدة اورفا ..
والتوضيح الذي تنتظرين سماعه ليس مني بل من ابنك .."
ارادت ان تتراجع لكنه أمسكها بيده برقه يستوقفها فحدقت في وجهه كان ينظر اليى اورفا ورات عيناه الثاقبتان تتسعان للحظه ليقول بصوت خشن
"انتظري هناك ما يجب ان تسمعيه .. تابع وعينيه مثبتة على والدته
" افترض ان تحركاتي تخصني لوحدي يا امي .. انا من قصد غرفتها ليلة البارحه وما بيني وبين مليكه يخصنا بكثير من الخصوصيه ايضا .."
قالت مليكه بذهول ورفض " غياث ...."
" هل تراني ساذجه ... "
انتفضت مرتجفه بسخط واضح تنهض من مكانها .. وهي ترى وباعتقاد كامل ان مليكه ليست مؤهله كزوجة لابنها .. وريث الاسره بكل ثراءها وسلطويتها وليس المكانه الاجتماعيه فقط.. ففكرت انه يمكن للتعالي ان يقتل الانسان حسره
قال غياث باصرار كبير
" ستتفهمين اني اقول الصدق بكامل الثقه وما اعنيه .. واكون محظوظا لو وافقت مليكه على الاستقرار معي في زواج كامل .."
شهقت مليكه وحدقت اليه بانشداه ..ثم التفت ناظرا لرد فعلها بقلق رغم ثقته وهو يتحدث فتعانقت نظراتهما وسكت هو مفتونا كعادته بحديث عينيها .. ثم فجاه خبا هذا الاحمرار وشحبت ملامحها .. تلكات متمتمه بصوت خافت لم يصل إلا اليه
" مالذي تفعله ..؟ "
اخفضت وجهها ثم سحبت ذراعها من قبضته وغادرت مهروله تتعثر خطواتها ..
فتنهد بضيق وهو يسند كفيه الى خصرة النحيل ثم ينظر لوالدته فيجدها صامته على نحو غريب
ابتسم قائلا
" تلك هي الحقيقه امي .. واقوى قناعاتي "

مدن لاينزل فيها الغيث الجزء الاول من سلسلة المرايا لكاتبة اسماءWhere stories live. Discover now