الفَصل الأَوَّل

395 30 195
                                    

مرة أخرى ؟

" ١٢ من مارس "

أضيئ ذاك الشيء بين يديه، مرة أخرى مصدرا اصوات خفيفة، ومتوهجا بشكل تدريجي

رفرف رموشه الطويلة، وأطبق عينيه إلى أن نزل ماء حنينه وحزنه بغزارة منها..

يذرف الدموع بجأش، أثناء تذكره لذلك الماضي من العالم الآخر، تلك ذكريات التي عاقبته كل يوم...

"وجودكما بمكان واحد، يعني استحالة استمرارية الزمن"

يغوص مرة أخرى في هذه الذكريات بشكل أعمق وأعمق، باحثا عن حورية بحره، التي فقدها منذ أكثر من خمس عشرة سنة ...

أمسك رأسه بخدر، وضغط على شفتيه تاركا السوائل تتسرب بغزارة شديدة من عينيه، مهملا إياهما تماما، فهو لم يعد بإمكانه استعمالهما على أي حال..

مشى خطوتين، ليستند على أريكته، أطلق تنهيدات ثقيلة، إنه مرهق، ارهقته الحياة بالفعل حتى الموت...

صداع انتابه فجأة، جعله يمسك أطراف شعره ويجرها من الألم، يكاد يفقد صوابه، او ربما فقده بالفعل منذ ذلك اليوم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صداع انتابه فجأة، جعله يمسك أطراف شعره ويجرها من الألم، يكاد يفقد صوابه، او ربما فقده بالفعل منذ ذلك اليوم...


صرير وأصوات بكل مكان، انهمرت عليه كالأجراس في داخل رأسه، ذكريات من هنا وهناك، صاخبة، ولكن إحداهن كانت مشفية "


{ لا يهمني ذلك، فحتى لو أخدك الزمن مني، أنا لا أخطط للعيش من بعد رحيلك}

الفصل الأول:

قبل خمسة عشرة سنة

" ١٢ مارس"

الأيام الأولى من شهر آذار

بدأت تمطر لتوها، كان على جونغكوك الخروج إلى زقاقهم بسرعة لحمل أكياس البقالة التي تركتها له خالته أمنيس من على قارعة الطريق

كرسالة وداع منها قبل أخدها للقطار المتوجه لتولوز صباح ذلك اليوم، كانت على دراية تامة بإهمال ابن أختها لحاجيات نفسه، خصوصا بعدما أصبح لديه رفيق صغير و جديد بالمنزل،

استعراض ابَدِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن