المقدمة

126 8 0
                                    


أوراق الخريف الشاردة تتناثر من حولها ويداها المرتعشة تلتف بضعف تُحيط جسدها، عيناها تهتزان ممتلئتان بدمعٍ خائن يندفع على وجنتيها بوهنٍ، نسمات الهواء تُلامس قسماتها مُحملة رذاذ البحر ورائحته تداعب أنفها وذكرياتها الحزينة، تَخبُط أمواجه يهمس بخفوت بأصواتٍ ثائرة كخفقات قلبها الملتاع، ومع همسات الموج يندفع صوت كلمات تراقصت بشجن كأقدام حافية خطت فوق جمراتٍ مشتعلة بلهيب القسوة...

مشيت على الأشـــواك وجــيــــت لأحــبـــابـــك
لا عرفوا إيــه وداك ولا عـــرفــــوا إيــه جــابــك
رميت نفسـك بحضــــن ســقـــاك الحــضــن حـــــزن
حتى في احـــضـــان الحــبــــايــب شـــوك يــا قــلــبــي
مشينا هنا .. ورحنا لهنــــاك جرحونا جينــا شـايلـين جراحنا..وبكينا
قـــــلــنـــا جينـــا..مشينا هناك ورحــنــــا اللــــي هـــنـــــــاك
جــرحـــونــــا .. جـينا شايلين جراحنا وبكينا .. قلنا جينـــــــا
يا شط كان مفروش هنا وحب وأماني
ازاي تســــلم مركبي للحزن تاني
الدنيا غايمة في عيونـــــي على فين يـا حـــــزن مـــوديـــي
رحلة الوهم البعيـــدة رحـــــــلــــة الحزن الجديــــدة
ابكــي تحت الليــــــالي والخوف ملـــو الدمـوع

ألتقطت أنفاسها المهتزة بتنشنج، رياح الخريف تُجلد بدنها ببرودتها... انتفضت بإرتباك تتطلع خلفها بوجل تخلع سماعة الأذن، تُغلق الموسيقى ثم ألتقطت انفاسها بهدوء تنظر له بإمتنان ويده تمتد بسترته الصوفية يضعها فوق كتفيها، همست بخفوت وكفها تتمسك جيدًا بطرف السترة :

- خضتني يا خالد!

ابتسم بلطف يجلس جوارها وعيناه تشرد للبحر البعيد أمامهما قائلًا بنبرة متزنة بعدما لمح بطرف عيناه مجلة إخبارية يتوسطها صورة شخص بجواره سيدة شابة تبتسم بدبلوماسية :

- لسه بتفكري فيه بعد الوقت ده؟

اشاحت بعيناها بعيدًا لتهمس بحزن :

- أنا مش بفكر فيه أنا بس مش مصدقة إنه قادر يبني أسرة وهيتجوز ويكون له حياة رغم إنه أستكتر إن يكون عندي حياة طبيعية.

صمتت تبتلع ريقها بحزن لتنظر له بابتسامة مهتزة حاولت أن ترتسمها بجدية قائلة :

أمواج هامسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن