الفَصل الثالِث

263 26 78
                                    

قبل أن تكمل إجابتها قاطعها صوت زمجزة قوية تأتي من الخلف؛ نظرت الممرضة خلفها برعب وعلى أثرها نظرت ليان إلى الخلف وإذ بها تجد ذلك المختل مره أخرى!

ولكن هالته مرعبة أكثر من ذي قبل، وعيناه سوداء مُظلمة، يصدر منه أنين قوي يشبه حقًا الذئب وكأنه على وشك إلتهامها كفريسة!

تقدم بسرعةٍ مريبة حتى وصل إلينا نظر إلىَّ برهة ثم حوّل نظره إلى الممرضة التى أخفضت بصرها إلي الأرض؛ زمجر مرة أخرى وعلى أثرها انتفضت الممرضة وبيان، من دون أى سابق إنذار رحلت الممرضة سريعًا وتوارت عن الأنظار.

تقدم الآخر إلى بيان وعلامات الغضب ما زالت على محياه، سحبها بعنف وتقدم إلى الأمام، ظلت تصرخ لأحد الممرضين والأطباء الذين يشاهدون الموقف ولكن دون جدوى!

ظل يسحبها وراءه بعنف وكأنه يجر حيوان لا إنسان حتى وصلوا إلي غرفة يوجد أعلاها لافتة كتب عليها بخطٍ عريض "مدير".

فتح الباب بقوة فارتد إلي الخلف فأصدر صريرًا مزعجًا نتيجة لاحتكاكه بالحائط، ثم حوّل نظره إلى بيان التي كانت تستشيظ غيظا منه وتحاول أن تفك يدها من قبضته الغليظة!

أردفت بيان بغضب وهي تحاول أن تحرر يداها من سجن قبضته: أيها المختل! اترك يدي!

أجاب ببرود: لا تحاولي عبثا فأنا لن اتركها قبل أن تنصتي لي أولا.

أردفت بيان بعصبية، وجهها محمر وكأنها على وشك الإنفجار: لا تضايقني وإلا فأنت لم تعرفني بعد! هيا اترك يدي أيها اللعين!

أجاب وعلى وجهه إبتسامة أدت إلى ظهور حفرة لطيفة علي خدّيه: يا حبيبتي لا تضايقي وتتعبي نفسك، كما قلت سابقًا أنا لن أتركك.

أردفت بيان بنفاذ صبر، وهي تحرك رأسها للجانبين في يأس: من قبل كنت أشك ولكن الآن تأكدت تمامًا؛ أنت مختل عقليًا أليس كذلك؟ لذلك يتركونك في المستشفى هكذا حتى لا تؤذيهم بمكروه.

أخذت شهيق عميق ثم أخرجته ببطئ، وأردفت بهدوء: والآن هيا يا عزيزي اتركني ودعني وشأني! وأنا اعدك أني سأرحل تمامًا ولن ترى أثري حتى!

أجاب بصوتٍ مرتفع غضبًا: أعيدي ما قلتِ قبل قليل، أعذريني فأنا لم أسمع جيدا!

ظلت صامتة أمامه بخوف جلى منه ومن تحوّله المفاجىء هذا، صوته تغير تماما! الزمجرة التي يصدرها وكأنه حيوان!

متى سأذهب من هذه البلدة؟ بل الأصح متى سأستيقظ من هذا الحلم الشنيع؟

صرخ مره أخرى بوجهها فانتفضت وجسدها بدأ يرتعش بطريقة سيئة فأجابت خوفًا من بطشه: قلت: من قبل كنت أشك أنك مختل عقليًا ولكن الآن تأكدت من ذلك!

عَوَالِـم آيسلـندا الخَـفيّـة  Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang