الفصل "3": هل أنا السبب أم ماذا؟

264 24 32
                                    


تقترب روز ودونا من الفتاة بحذر شديد وتقوم كلاهما بأخذ خصلة من شعر الفتاة في يد، وتمسكا المقصان في يدهما الأخرى، وحينما همَّت الفتاتان بقص الخصلتان بنفس الوقت ليتم إحاطة الفتاة بحقل طاقة ذهبي قد حطم المقصان في يديهما، وتم دفعهما في الهواء لتصدما بالحائط وفقدتا لوعيهما، وسقط المصباح المعلق على الحائط ، وبدأت النيران تلتهم السجاد والأثاث القريب منها إلى أن وصلت النيران للفتاتين وأحاطتهما دائرة من النيران ،والفتاتان مازالتا فاقدتا لوعيهما ،ومع ازدياد درجة الحرارة بالمكان ،وشيئاً فشيئا تتصاعد النيران أكثر فأكثر ، وتستيقظ الفتاة 12 من السرير تتصبب عرقاً وأنفاسها تكاد أن تكون معدومة بسبب نقص الأكسجين بالغرفة لتفتح عيناها وتتفاجأ بالمشهد المريع أمامها ،فالحريق يحاصر زميلتيها بالغرفة ،وتكاد النيران أن تقترب منها.

الفتاة في وضع حرج لا تعرف كيف حصل هذا؟ وكيف تنقذ نفسها وزميلتاها؟ ...... والنيران تزداد أكثر فأكثر، والأكسجين يتناقص أكثر فأكثرفي الغرفة، والفتاة تسعل بشدة، وتحاول طلب النجدة لكن بدون استجابة.

الفتاة تنادي وتقول بملء صوتها: "ساعدونا رجاءً، كح ...كح .... نكاد أن نحترق بالغرفة، لا نريد أن يتم شوائنا أحياءً، هل يوجد أحد في الجوار؟ "،لتتدارك الموقف و(تقول في نفسها) والدموع تنهمر بشدة من عيناها:" يبدو أنه لن ينقذنا أحد، هل سنموت هنا؟، وهل سترسم نهايتنا هنا، لماذا البؤس والحزن يرافقاني أينما ذهبت؟، هل أنا السبب أم ماذا؟."

فجأةً في وسط انهيارها يلمع ضوء في الأفق ،وتتذكر ما حدث مع أصدقائها الأرقام (4و5و6 ) حينما قام أحد الأرستقراطيين المخمورين بحرق خيمتهم بسبب منظرها المقزز ،حيث كانت الفتاة 12 في طريقها للخيمة لتجد النيران مشتعلة بها ،وتنادي على أصدقائها لكن بدون جدوى لتحاول أن تخترق النيران لتطمئن عليهم لكن الشرطة التي التفت في المكان قد منعتها من الاقتراب لتقترب من شرطي وتتشبث بطرف ملابسه وتخبره بدموع منهمرة بأن بداخلها أصدقائها ،وعليها أن تنقذهم ....ليذهب الشرطي مباشرة بجلب غطاء من متجر الأقمشة المجاور له ،وغمره بالماء وقام بمحاولة اطفاء النار بالغطاء المغمور بالماء ،وتم اخماد النيران ،ولم يكن بداخل الخيمة أحد، ثم يأتي أصدقائها وفي أيديهم بضع من حبات التفاح ،وصدموا بالحادث الذي لحق بخيمتهم .

جففت دموعها وتقول الفتاة (في نفسها) بكل عزم : "سأحاول أن أفعل ما فعله ذلك الشرطي"، لتنهض من على السرير وتحضر غطائها وتقوم بسكب الماء عليه من جرة الماء الفخارية الموجودة في الزاوية بالقرب من سريرها، فتقوم باستخدام شعرها لتغطية أنفها وقامت بلفه حوله وربطته، وقامت بوضع بعض الماء عليها إلى أن تبللت ،وذهبت نحو الفتاتان اللتان كادتا أن تحترقا، وقامت بإلقاء الغطاء المبلل مراراً وتكراراً على النيران إلى أن تم إخمادها، وذهبت الى الفتاتان لتجدهما على قيد الحياة، فهدأ قلبها وأغمي عليها من التعب بجوار الفتاتان.

في داخلي سرWhere stories live. Discover now