الفصل الثاني

544 20 4
                                    

الفصل الثاني

بعد عدة أيام.

- مولاتي "ليساء"، الحرب قامت!

قالتها "وِد" من وسط عبراتها التي غمرت وجهها، بينما "ليساء" تهب واقفة وهي تسحب سيفها من مكانه المخصص، ثم خرجت من الغرفة بخطواتها الراكضة صارخة بنبرة هزت أرجاء القصر:

- "براء" أخبر الجميع بالأخبار الجديدة ومَن أراد الدفاع عن مملكتنا من الشعب سيكون له مكافأة مالية كبيرة، أما أنا فسأكون في أولى صفوف الجيش مع "يافث".

ركض "براء" ناحيتها وهو يسحب سيفه من مكانه المخصص أيضًا، ثم قال بنبرته الغليظة:

- سآتي معكِ مولاتي.

التفتت له قائلة بحزمها الذي لا يتقبل النقاش:

- أبقي مع أبي.

ثم قالت بثباتٍ قبل أن تخرج من القصر بأكمله:

- تلك ستكون إحدى أهم الطرق للدفاع عن المملكة.
______________________________________
بعد مرور ما يقارب الساعتين.

كانت تقاتلهم وتبارزهم بمنتهى العنف، وكأنها تبث كل قوتها وكل ما تعلمته خلال تلك السنوات في تلك المعركة، تشق عنق هذا، وتخنق هذا بكلا أيديها، وخلال تلك اللحظات لم تكن منتبهة للجيش الذي وقع أكثر من ربعه، وكل تلك الأحداث وخلال ساعتين فقط، كانت "ليساء" دائمًا ما تمتاز بالإصرار والقوة غير الموصوفة، لا يصيبها اليأس بسهولة، ولا تفقد الأمل، حَقًّا كانت تجابه هؤلاء الرجال ببسالة أبهرت الجيش وكل مَن ساهم من الشعب للدفاع عن مملكته؛ مما شجعهم علي استكمال الحرب حتى آخر نفس لديهم، استكمال المعركة لهدف واحد فقط وهو الظفر بها.

مرت عدة ساعات أخرى وهي تتابع القتال بلا إرهاق وبلا لغوب ، أو ربما هي نست الإنهاك في تلك اللحظة من الأساس، هي تعلم جيدًا إن تهاونت ولو للحظة واحدة في تلك المعركة ستخسر نفسها قبل خسارتها لتلك المملكة، وأكبر دليلًا علي ذلك هو عدم اهتمامها لتلك الجروح التي ملئت ذراعها الأيمن كله، عدم اهتمامها لذلك الألم الذي أصاب جسدها كله بسبب بقية الجروح، وفجأة شعرت بالتوتر عندما رأت أباها الملك يخرج هو الأخر للقتال وبين يديه سيفه الخاص، فصرخت هي بحدة وهي تضرب بسيفها بطن ذلك الرجل الذي كان يتقدم منها لقتلها:

- لا يا أبي.

وخلال استكمالها لما كانت تفعله رأت أيضًا "براء" الذي تقدم لأحد صفوف الجيش، وأكثر ما صدمها أيضًا هو إصابة "يافث" في تلك اللحظة، ومن الواضح إن إصابته كانت خطيرة، جحظت عيناها وهي تتابع حالة الجيش التي أصبحت فوضوية بعض الشيء بسبب التوتر الذي أصابهم أثرًا لإصابة قائدهم، لذا تسللت بخطواتها الخفيفة لتشق عنق ذلك العدو الذي كان بجانبه، ثم سحبته للخلف تجاه أحد المباني الخاصة بالجيش، والتي كان فيها المصابون الذين ما إن رأوها تسحب "يافث" المصاب للداخل أُصيبوا بصدمة غير عادية، فوبختهم ووبخت الأطباء الذي كانت حالتهم مشابهة لهم أيضًا:

عشقت أسيرتيNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ