"معا رغم الصعاب"

2.3K 195 68
                                    

و يبقى الحُبّ أصعب شعور قد يساور الإنسان
إذ يجد فيه البعض حياةً ويلقى فيه البعض  الآخر موتين ..

••

°°°°°

لا تزال تلك الحسناء واقفة على شرفة الشقّة ؛ تتأمل القمر الذي بعث بضيائه على وجهها الجميل بينما تغوص بعقلها في سلسلة أفكار مُنهِكة كادت أن تفقدها صوابها ..  فقد كانت تفكر في الأمر الذي اكتشفته اليوم .. الأمر الذي جعل قلبها ينبض كما لم ينبض من قبل ..

ترى هل ما تشعر به الآن يعتبر حبّا أم إعجابا أم أنه مجرد حنين؟ ...

حرفيا هذا السؤال استوطن عقلها وأبى أن يخرج منه فهي لم تنجح في الوصول إلى إجابة محددة له بل على العكس من ذلك وجدت نفسها تغوص في دوامة تفكير أشد عمقا فاكتشفت فيها حقيقة واحدة كان مفادها أنّ آدم الصغير هو أقرب صديق لها بينما آدم الكبير هو الشّاب الذي يحمل مواصفات فارس أحلامها أجمع و منه فكرة اعتباره  مجرّد صديق أصبحت شبه مستبعدة من ساحة مشاعرها الآن ...

°°°

في صباح اليوم التالي
تحديدا في ذلك الحي الشعبي العتيق ..

كانت أميرة واقفة على مقربة من بيت أهلها المحترق تحدّق به بعينين دامعتين بينما ترسم مشاعر الحنين على وجهها الجميل فبدت بذلك أشبه بشاعرة باكية وقفت على أطلال كانت مأواها في زمن مضى  ..

لقد كان الوقت باكرا بالفعل فقد فضّلت الأخيرة زيارة الحي بدلا عن الذهاب إلى الجامعة و ذلك راجع لاشتياقها غير الطبيعي لهذا الحي..الحي الذي ترعرعت فيه و كبرت وسط شوارعه تلعب و تحتك بجيرانه الذين احتضنوها كما لو أنّها ابنتهم ..

ظلّت على حالها ذاك تنظر إلى حطام البيت الذي تحوّل إلى رماد بينما تتذكر ما عاشته فيه من ذكريات  إلى أن  اخترقت أنفها رائحة الخمر القذرة فاِلْتفتت بذعر لتجد كريم وهو واقف أمامها كالمختل إذ كان يضحك بطريقة أوضحت لها أنه بعيد كل البعد عن هذا الكون ..

"تبا هل أنا في الجنة..ما هذا الجمال"

كان هذا ما قاله  بنبرة ثملة لكن سرعان ما حرّك رأسه بغضب مردفا بغباء

"لا تفعل ماريو فقد تكون ابنة الحي"

أنهى كلامه ليتجاهلها مكملا سيره بميلان فتنهّدت أميرة براحة وأرجعت تركيزها على بيت أهلها  لتشعر بعد دقائق بأحدهم وهو يقترب منها فاعتقدت أن ماريو  قد عاد لذا التفتت ببعض من الخوف وياليتها لم تفعل فالتائج هذه المرة أفقدتها صوابها..كيف لا وقد ضربت صاعقة الحب قلبها بعد أن اصطدمت خضراويها بعسليتي آدم الذي كان يناظرها باستغراب ..

خلف جدران المتاهة✓Where stories live. Discover now