part 2

6.5K 188 21
                                    


كانت ميهيك منزعجه طوال الطريق لما قد يخرج امامها كل الوقت
لاشك ان القريه صغيره ولكن ليس لهذا الحد
تجاهلت ميهيك الامر
عائده للمنزل
وهناك كان والدها منتظرا عند الباب
ميهيك....اوه مرحبا ابي
الاب.....اين كنت؟
ميهيك....انظر ابي هذه الكتب لقد وجدتها والان سوف اقرأها جميعا
الاب وسط ملامح ابنته السعيده تقدم نحوها مسرعا اخذ الكتب منها
الاب....قلتي كتب اذا سأريكي ما نفعل بها هنا
امسك كتب ميهيك والقاها في التنور الذي كانت تشعله امها 
لقد كان الامر قاسيا جدا على ميهيك
حيث كانت تبكي بحرقه وهي متجمده امام والدها
عينيها على الدخان الذي سببته الكتب
لقد احرقها تماما
ولم يكتفي بذلك وانما قام بالتهجم عليها كي يضربها
ولكن والدتها تدخلت وهدئته
الاب....لا اريدها امامي ادخليها للمنزل
الام بقلة حيله ادخلت ابنتها المنزل
لقد كان للاب وجهة نظر لا يستطيع ارسال ابنته لعالم التحضر والتقدم يرى ان جميع من هناك خطرين على فطرتها البريئه
الاب كان واثقا انها سوف تعاني كثيرا ان اصبحت متعلمه
جلس الاب نادما على ما فعل رغما عنه 

في المنزل........
الام....كم مره حذرتك من ان لا تجلبي كتب للمنزل
ميهيك....نعم انتي هكذا تستمرين بتحذيري دون ان تحاولي حل المشكله
الام....اي مشكله هذه ارادة والدك نفذي دون سؤال
ميهيك.....لما ؟
الام....ماذا تقصدين؟
ميهيك....لما انفذ دون سؤال
الام ارتبكت من هذا السؤال ولم تجد جواب ابدا
انتفضت وخرجت من الغرفه وقبل ان تغلق الباب
الام....يا لك من ابنه عاقه لم يسبق لي ان رأيت ابنة تسأل والديها لما يمنعونها من شيئ
ميهيك....نعم يا امي هذه هي المشكله سوف اكون اول فتاة ثم ستأتي ثانيه وثالثه الى ان تكفوا جميعا عن استخدامنا كدمى
الام....لا فائده من الكلام معك
خرجت الام غاضبه وهي تمسح العرق عن جبينها
بسبب سؤال ميهيك النادر جدا
خرجت وجلست بجانب زوجها
الذي كان يشتكي لها عن ابنتهما
التي اساسا لاتجد نفسها مخطئه ابدا

في اليوم التالي ميهيك كانت خارجه وكالعاده امها تستمر باللوم
ولكنها تجاهلت كلامها وخرجت
لقد كانت تسير ببطئ في بادئ الامر
ميهيك....لما قد احزن وهم لا يهتمون سوف اكون قويه واواجههم جميعا وسأتعلم القراءه والكتابه وسوف اكبر متعلمه دون اي دراسه
هيا هيا ميهيك انفضي اليأس عن كتفيك
يجب ان نعطي للفتيات درسا كي يقاومن جميع من يحاولون تأخرهن عن هذا العالم
ركضت ميهيك كالمجنونه وهي تبتسم تفتح ذراعيها للهواء وتداعب الورود في طريقها
تمازح الكبار وتشاكس الاطفال
لقد كانت سعيده بأنها تستطيع تشجيع نفسها 
اتجهت نحو بائع الاساور
جميع ما هناك اعجبها بشده
لقد تمنت لو انها تستطيع شراءها جميعا
ميهيك....عفوا يا عم انا اريد هذه الزرقاء اعطني سبعه
العم....حسنا يا ابنتي
ميهيك....شككرا انها جميله حقا اتمنى لك رزقا وفيرا اليوم وداعا
ابتسم العم لدعوتها الجميله تلك
مستمرا في طريقه
اما ميهيك فقد كانت تمشي وترتدي الاساور واحدا تلو الاخر
لقد هبت رياح الشتاء البارده على القريه
واخذت السنابل تتراقص متراعشه
نظرت ميهيك حولها والناس يهربون لاي مكان يحتمون به اما هي فقد كانت شارده بجمال المنظر
لم تستطع ان تنتبه من الاساس
لقد حل الصمت على المكان واستمرت بالسير بعيدا شارده
لم تكن تنزل رأسها متجها للسماء
ميهيك..... يبدو انها ستمطر يا اللهي
يجب ان اعود حالا 
ركضت ميهيك تسابق الوقت قبل ان يهطل المطر
ولكن خسرت السباق
واخذ المطر يهطل بقوه
قطرات بارده تصعقها وهي تركض ولكن كان الامر مسليا بالنسبه لها
لاح لها منزلها من بعيد ولكن كانت والدتها جالسه على الارض تحت المطر
ووالدها يزيح بعض قطع الحديد والخشب الساقطه على الارض

ميهيك....الحضيره؟؟
جيسي لا مستحيل

ركضت ميهيك  غير مصدقه لما تراه حتى اصبحت قريبه توقفت مصدومه لرؤية جيسي جثه هامده بجانب والدتها التي كانت تندب حظها
ميهيك وقعت عندها باكيه
الوالد اراد التقدم ومهاجمه ميهيك والقاء اللوم عليها ولكن امها اشارت اليه كي يتركها وشأنها
لقد دخل الاثنان وبقيت ميهيك مصدومه وحزينه

في المنزل ......
الاب....والان يجب علينا ان نعيش من محصولنا الذي يكاد يكون هباءا
الام.....كم نحن تعساء ليس لدينا ابن وايضا لدينا ابنه غير مفيده ومهمله
كل هذا بسببها لو انها انتبهت
الاب....ششش سوف تسمعك
الام....لتسمع تلك الغبيه لقد ذقت ذرعا من تصرفاتها
سوف نزوجها قريبا لابد من ذلك
الاب.....ومن سيتزوج فتاة  مجنونه
الام.....سوف ترى كيف سأحل الموضوع
وسوف نحصل على ما يجعلنا اغنياء لايامنا القادمه


يتبع............

يا لأنانيتك Where stories live. Discover now