نيكولاي و بايلوس

94 7 19
                                    

بعد ثلاثة ايام
القصر الامبراطوري
الثامنة صباحا

وقف امام صاحب اعلى منصب في هذه الدولة ، الملك و .. جده فرانس دي غوستاف ، شعره الاسود تخللته الكثير من الشعيرات الفضية التي تدل على وقاره
اليست ملابسه بسيطة بالنسبة لملك البلاد؟
قميص بني فاتح ، بنطال بني محروق وحذاء ابيض لامع ، فقط ربما يكون وجهه مليئا بالتجاعيد لكنه يبدو ذو جسد صحي ، ليس عجوزاً هرماً
اعينه الزرقاء الباهته الهادئة توجهت لحفيده ، داميان
" كيف حالك هذه الايام؟"
ثم امسك الورقة التي امامه بينما كان جالساً على كرسيه الجلدي الكبير
" بأحسن حال ،سموك "
لم يكن بتلك الحالة ولا القرب الذي تسمح له بمناداته ب "جدي" ،لا يخفي انه يود ان يناديه بذلك يوما ما ،حقيقةً داميان يقدر العلاقات العائلية منذ صغره لكن لم تكن علاقته جيده الا مع والده

"سمعت ان شارون تحاول التقرب منك "
شعر بالارتباك فهو دوماً يعتبرها عدوته وتغير الامر قليلاً بالاونه الآخيرة فتح فمه ليرد لكن سبقه الاخر
"داميان ،اريد ان اوضح أمراً ربما قد غَفلت عنه "

شبك يديه امام وجهه ونطق بكل هدوء
"داميان ، انا لم اقارنك يوما بها ، لاتنسى انها حفيدتي ايضاً وانا لا اريد عائلة ملكية بصراعات داخلية ، هذا ما اريده على الاقل"
لوهله ،شعر داميان بالراحة واستوعب متأخراً بان كرهه لها بسبب خوفه على منصبه لم يكن بسبب جده فهو لم يتحدث عنها ابداً امامه
" انت تعلم ان اولئك النبلاء الملاعين هم السبب بكل هذا ،في كل مجلس ومكان يشيدون بقدراتها ومهاراتها ،يريدون خلق احزاب في هذا القصر الواسع"
نظرته اصبحت حادة اكثر، لقد غضب الجد ان النبلاء يحاولون التلاعب بالعائلة الملكية
اصبح وجه داميان احمر من الخجل
استوعب كل شيء متأخراً ،خجل من نفسه على كرهه الغير مبرر لها ، النبلاء يحاولون جعلي دميتهم انا اشعر بالعار ابدو احمقاً وانا مقتنع بترهاتهم التي وصلت لعقلي الباطني ' مبدأ داميان هو ان لايكره احد بسبب الشائعات ، دانييل اعز اصدقاءة كان مِن من تحوم حوله الشائعات ، فالدوق سولون لم يكن محبوباً لذا قرر المجتمع ان الامر سوف ينطبق على ابنه ايضاً لكن داميان لم يعر اي من تلك الشائعات اهتماماً واصبح هو ودانيل اعز الاصدقاء
"سموك ، انا ...انا لا اعرف ماذا اقول لكن "
قاله بحواجب تدل على شعوره بالارتباك ،والخجل
"انا اؤمن بقدراتك داميان، لن اقول انك كوالدك لا احد يشبه احد ، انت فقط تشبه نفسك "
شعره داميان وكأن الغرفة البيضاء الواسعة التي يجلس بها ذات الاثاث المكتبي الفاخر والتحف الثمينة ، تلمع اكثر من قبل
لامس ذلك شيء في قلبه ، جده ، الملك اعترف بقدراته !
لم يحاول اخفاء ابتسامته
"سموك ، سوف اكون عند حسن ظنك "
وقف الملك مقابل النافذة الكبيرة ووضع يديه خلف ظهره بوقار
" لدي مهمة لك"
تعجب داميان
"مهمة؟ "
حرك الجد فمه ليشرح له ماهيه المهم ويمد الورقة لداميان
اتستعت اعين داميان وهو يقرأ الورقة
ونطق بثبات " سوف اقولها مجدداً ، سوف اكون عند حسن ظنك ، سموك"
---

الدمية الملبدة بالدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن