الفصل الثامن والعشرون والاخير

196 8 1
                                    

الفصل الثامن والعشرون والاخير

تناولت الاوراق من يده و قالت ببهوت: "رونالد ان الكلام بهذا الموضوع اصبح متشابها الى حدا ما.......... دعونا نقرر مصيرنا بأنفسنا ان حياتنا معا باتت من المستحيلات".

بعد مرور اسبوع جاءت اللحظة الحاسمة اذ كانت تحزم حقيبتها للسفر نهائيا عن ذلك القصر و عن ذلك المكان ذلك المعتقل الذي احبته و عشقته رغم قسوته و برودته و خشونته............. كانت قوية الى حد ما عندما دخل باتريك الغرفة و تبادلا النظرات الصامتة حتى قال بهدوء: "بعد نصف ساعة علينا الوصول الى المطار"

اومأت و بدأت قوتها تتزعزع و هي تنظر بعينيه ثم قالت ببهوت: "حسنا............ امهلني قليلا لأودع العائلة"
ابعد بصره و استدار الى الناحية الاخرى و اخرج علبة السجائر من جيب سترته السوداء و قبل ان يضع السيجارة بين شفتيه قالت بصوتها الدافئ: "الم يحذرك الطبيب من التدخين؟"
التفت اليها ثم قال مستخفا بنفسه: "و منذ متى و انا لا اقع بالمحظور"
ثم اشعل السيجارة و هو يتطلع بالجدار دون هدف.......... استدار قائلا قبل ان تخرج من غرفتها: "كلوديا"
توقفت و نظرت اليه و هي تضع الحقيبة عند الباب و تقترب بتفحص......... اقترب هو ايضا و قال متأملا بوجهها بعمق و تجهم: "سامحيني.............. لا اتوقف عن لوم نفسي لأني تجاوزت عليك باللسان و بيدي احيانا .......... صدقيني ما كنت راضيا عن نفسي.......... كل صفعة وجهتها لك تركت بقلبي اثرا و كل كلمة جارحة قلتها لك......... جرحتني قبلك................. و اعلمي انني لم اشأ اخبار احدا من العائلة عن حقيقتك ليس لسبب سوى انني لا أريد ان يكرهك احدهم"

اسدلت اهدابها و شبكت يديها ثم رفعت بصرها و وجدته مركزا بها و كأنه يريد ان يقول لها شيئا الا انه بقي صامتا لبعض الوقت حتى قالت بنبرة ناعمة: "كنت اجد لك الاعذار على الدوام............ كنت افهمك.......... و اشكرك دائما لأنك لم تشوه صورتي امامهم للنهاية"
و انزلت بصرها الى صدره و ذراعيه و تمنت ان تعانقه عناقا قويا و تبكي بأحضانه طالبة منه التراجع عن قراره لكن هي تعلم ان ذلك غير ممكن و صعب.
ابتعد و اتجه الى الباب و حمل حقيبتها و سبقها الى الاسفل.

نهضت اندريا عند رؤيتها ثم عانقتها قائلة بحزن: "سوف نفتقدك كثيرا............. يعز علي رحيلك صدقيني لكن........ هذا افضل لكليكما"
تطلعت الى جورج الذي اقترب و ربت على كتفها قائلا: "كنت متوقعا رحيلك يوما ما منذ البداية"

اقتربت من كارين التي كانت جالسة و تتطلع اليها بصمت ثم قالت لها بشفافية: "اتمنى ان تراجعي نفسك بشأن زوجك.............. فالفراق و الطلاق قرار مؤلم للمرأة"
قطب باتريك جبهته و ابتعد عدة خطوات و نهضت كارين قائلة بتكبر: "اشكرك على حرصك..................... وداعا"
عانقت رونالد و تطلعت الى الخدم الذين اجتمعوا عند باب الصالة و اومأت لهم بابتسامة عذبة......... ثم مررت بصرها و اعتصر الالم قلبها لكون ميليسيا لم تجتمع معهم لتودعها لابد انها مقهورة و حزينة لدرجة انها لا تريد توديعها.

🎉 You've finished reading لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر 🎉
لست بريئة الجزء السادس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now