بدايةَ كل شيء

5 2 0
                                    

11

"يوم الامتحان ..

صباحًا كانَ كل شيءٍ عاديًا إلا الهدوء الغريب الذي حل بالأجواء، لم يتغيب عن زاك ذلك الشعور ولكنه عجز عن معرفة سببه بالتحديد، أكان الامر بسبب انه لم ينل قسطًا كافيًا من الراحة منذ أن جاء لهذا المكان، أم أن بابه لم يُطرق وأن روز لم تقتحم أراضيه كالأيام السابقة؟

على أي حال.. أحب زاك ذلك الهدوء. جهزَ كوب قهوة وعادَ بها وجلس على سريره، كان ذهنه صافيًا، سرحَ قليلًا في كوب قهوته، ثُم استفاق ونظر الى النافذة، كانت مشارف السماء فيروزية اللون، ملطخةً ببقعٍ خفيفة من الغمام.

عندما فرغَ من تأمله شرعَ بتأدية تمارينه. ساعده ذلك حقًا على الاستعداد أكثر لولا أن أحدًا ما قاطعه وطرق الباب، فاستجاب بانزعاج، هل كانت روز مجددًا؟ ماذا تريد.

فتح الباب، كانت شوكو بملابس جديدة فتنهد حال رؤيتها، نظرَت شوكو باحباطٍ اليه وقد أخذَت فكرةً بانه لم يسر بقدومها، ولكنه كان قَد ترك الباب مفتوحًا وعاد للغرفة دون أن يترك لها فرصةً لألقاء التحية.
- بالنسبة له كانت هذه احدى انواع الدعوات -
عادَ والقى بنفسه على الأرض وتابع تمارينه، توقفَ لوهلة لانه لاحظ تسمرّها عند الباب، فنظر اليها بهدوءٍ جعلها تنصاع لأوامره.
«ادخلي.»
تابع زاك تمارينه، بينما غاصَت شوكو بتوترها، من أين يمكنها أن تجد مفتاحًا لبدء محادثة، وزعت انظارها حول الغرفة، ثم أحنَت رأسها بتوترٍ باديً، قالت.

« بخصوص الاختبار...» أبعدَت خصلةً نافرة من شعرها « هل تدربت؟»
تعجبَ زاك سؤالها، فتوقفَ عن تمارينه ورفع رأسه اليها بتجهم
«وهل يخال اليكِ إني أشرب الشاي؟»
ادركت انها فشلت ببدء محادثة، ونظرَت اليه بتبرير لفشلها الذريع
« كلا، كلا، فقط اردتُ السؤال من اجل معرفة ان كنتَ جاهزًا» بتوترٍ واضح
وبعد أن انتهى نهضَ عن الارض واخذ معه معطفه الأسود، نظرَت اليه شوكو بتعجب
« اين هي امتعتك؟»
« لن نحتاجها» دام الصمت لبرهة، ثم قاطعه متابعًا «علينا الفوز، حتى وإن كانَ بأي وسيلة»
نَظر اليها بجدية تحيّ بأنه يقصدُ كل كلمة نطقها
زادت كلماته من توترها، فقد زاد الحمل على عاتقها الآن.

***
المارِد دانتي

انطلقا مباشرة الى الغرب وبعد نصف ساعةٍ من السير على الأقدام باتَت وجهتهما واضحة. كانَ المتنزه في ذلك اليوم أكثر ضجيجًا وازدحامًا خصوصًا في نقطةٍ محددة -يجدر الذكر بأنها مصدر الضجيج- لم يعلم كلاً من زاك وشوكو الى أين يذهبان فعندما رآى ذلك الازدحام قررا الذهاب اليه، تزاحما بصعوبة الى الداخل، وأخيرًا بات كل شيء واضحًا، مسرح مصغر يقف في منتصفه رجلٌ يرتدي بدلة بيضاء بقبعةٍ طويلة، يغطي عينه اليسرى برقعة عين سوداء تحملُ علامة البستوني ♤.
ما أن رصدَت عيناه زاك حَتى سَرَ وتبسمَ بثقة.

جزيرة دايسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن