كالمَوجة

13 1 2
                                    

16

شعرَ زاك في مكانٍ ما بداخله أنه المسؤول عليهم، عليه تحملُ المسؤولية، والتخلص من ذلك الموقف. استجابَ لرغبةِ الرجل الذي يهدده، ونبشَ بجيبه لوهلة، يعدُ الثواني لعلها تقفُ إحداهن الى صالحه، ثُم أخذَ نظرةً اخرى على زمُلاءه. لسببٍ ما يريدُ انقاذهم حتى لو كلفه ذلك حياته.
وبحركةٍ غير متوقعه رَمى نردهُ وحرّك راسه بعيدًا عن خطر السلاح، وأمسكه بغرةِ عين وحاول انتزاعه، فبدأ الملثم بالإطلاق، ولكنّ الطلقات قَد تناثرَت في المكان. وبالطبع قَد لاحظَ الرجال الاخرون.

قَد تسألُ نفسك عن مكان ياشيرو؟
كانَت تنبشُ بجيوب شوكو ويوري، علّها تجدُ بعض النقود، أو شيءٍ ذو قيمة.
إندفع الرجال الى صديقهم يساعدوه، ولكن قبل ان يصلو إليه ورغم ان المسافة كانَت قريبة، كانَ زاك قَد التقطَ نرده مجددًا وتحول إلى مسدسٍ بطراز ( M11 ) وقَد بالإطلاق به على صديقهم. ذُعروا إلا واحدٌ منهم، علّه كان الاقرب منهم أو الاكثر ولاءً وصاحَ بسخط يزجرُ رفاقه
" ياللعار! ياللعار!، تخافون من رجلٍ واحد؟"
كانَت انظار زاك توحي بإستعداده الكامل للإطلاق إن خطى خطوةٌ واحده.
ولكنه حاولَ الحراك، ولكن شيءٌ ما قَد أمسكه، شيءٌ ما عنيّد، نظرَ لخلفه فرأى تلك الفتاة، ذات المظهر المُسالِم ،ترفع يديها الاثنتين وتوجهها نحوه والارهاق يستحوذ عليها.
كانَت مجموعةٌ من الاغصان تحيطُ قدمه، تجعله عاجزًا على الحراك، نظراتُ يوري اللامعة، المرتبكة، هي الاخرى تحملُ رغبةً شديدة، ولكنها تختلف عن زاك. انها تريد اسعاد الأخرين، تريد حمايتهم من اي مكروه.
سَقطت شوكو بين ذلك المشهد، بين زمِيلَايها، يوري وزاك. اكتسى جسدها نوعٌ من القشعريرة، نوعٌ لطيف. تبسّمت تلفتَت الى جانبها. فرأت ياشيرو تحملُ معها عدةَ اشياء اخذتها منهم تحاول ان تلوذ بالفرار، فامسكتها من تلابيبها
" الى اين؟"
نظرّت ياشيرو اليها بذعر، وبدأت العبر تنساب من عينيها
" انا اسفة! اقسمُ بأنني مجبورة!"
غمغمت شوكو بشرود، وقد تركت الفتاة
" مجبورة.."
وقد غاصَ ذهنها في البعيد، في ذكرياتٍ منسية.
" اتركونا رجاءًا.. نحن مجبرون على العمل لديهم "
نظرّت اليها بهدوء
" من هم؟ "
" سيقتلوني! وسيقتلون كل من يعرفُ عنها!"
ترددت لوهلة، ولكنها اصرّت، اي نوعٍ من الاشخاص هم؟
قالَت بهدوءٍ بعد أن أمسكت معصمها بقوة
" اخبريني "
ترددت ياشيرو، ونظرَت اليها بخوفٍ
" الأجـ "
لَم تكد تتم جملتها، حتى برصاصةٍ لَم ترى مصدرها تخترقُ رأسها.
انتشى جسدها بقشعريرةٍ رهيبة، وسقطت تلك الطفلة بين يديها، آنذاك صارَ العبئُ إثنين، تفقدتها، حاولَت انقاذها بفزع، ولكنّ ما حدث حدث، جثةٌ فارغة. تحسسّت بيدها الضعيفة ثقل تلك الجثة التيّ كانت حية منذ لحظات، جعلَت تتأمل تلك الملامح التيّ بدت مرتاحةً واخيرا لوهلة، وكأنها اخذَت غفوةً مريحة بعد يومٍ عصيب.

تدفقَت مشاعرها المتضاربة، اخذَت تنزلُ الجثة بحنو، وقَد انفجرَ نهرُ العبرِ من عيناها. تماسكَت لوهلة، ليسَ وقت الاستسلام، ولسببٍ ما شعرَت بأنها ليست المرّة الأولى.
خسارةُ شخصٍ ما؟ بغضِ النظر عن هويته، قريبٌ أم بعيد، ولكن يالهُ من شعورٍ مؤلم وخانق، أن يموت احدهم بين ايديك وأنتَ عاجز، عاجزًا بمعنى الكلمة.
تلفتَت بهدوء، ونظراتُها المتوعدة، قَد تذكرَت شيئًا ما، شيءٌ هام. هي الأخرى تريد حمايةَ الناس، ولكن من ماذا؟

جزيرة دايسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن