السادس عشرة | ١٦

1.9K 142 97
                                    

قراءة ممتعة جميعًا.

.
.

[ قبلَ الفراق.. ]

***

" لهذا ظلَ ملتصقًا بي.. "

همسَ تايهيونغ الذي يستلقي على المقعد الحجري في حديقة منزله الصغيرة، يضع كفيّه خلفَ رأسه ليسنده، عدسته تتأمل السماء المقابلة له.

هوَ شعَر بأنه يحتاج وقتًا يقضيه لوحده، يلملم شتاته ويستجمع قواه، الضعف الذي يشعر بِه ليّس الحل.

لكن الأمر صعب وقبيح جدًا بنظره، لطالما كانَ يكره المسؤولية ويكره أن يشاركه أحدهم أيّ ما يخصه، لكن منذ اقتحام جونغكوك حياته.. هوَ تغيّر وحياته الفارغة أصبحَ لها هدف.

" هل استطيع الاستلقاء بجانبك؟ "

تايهيونغ لفَ ناحية أبنه الذي يقف على بعد مسافة قصيرة حافي القدميّن.

" بالطبع.. " الأب أبعدَ يدهِ التي تحتَ رأسه ومدها لجونغكوك حتى يقترب منه.

الفتى الصغير فورًا أقترب وموضعَ جسده بجانب والده الذي أحتضنَ كتفيّه يقربه منه، وهوَ وضعَ رأسِه على كتف الأكبر.

هما لم يتحدثا ولكنهما تشاركا النظر لنصف القمَر بالأعلى، كلاهما يفكران ماذا سيحل بالآخر، وكم سيدوم البعاد.

تزامنًا مع بعضهما مدا ذراعيّها للأعلى، عقدا حاجبيّهما وصدا حتى تلتقي أبصارهما.

" لماذا رفعتَ ذراعك؟ " تايهيونغ سبَق أبنه.

" أحاول الإمساك بالقمَر " الصبيّ قال ولا زالت علامات الاستغراب متشكلة على ملامحه " ماذا عنك أبي؟ "

تايهيونغ قهقهَ بخفة منزلًا ذراعه وعاودَ النظر للقمَر " أحاول الإمساك بِه " تنهدَ مبتسمًا وعيناه تتلألأ " يبدو وإنكَ أخذتَ مني كُل ما أحب.. سرقتهُ مني "

جونغكوك ظلَ ساكنًا ولم يبعد بصرهُ عن تايهيونغ الذي تابعَ التحدّث.

" أنتَ نسخة طبق الأصل مني جونغكوك " مسحَ صدره وجزئه الأيسر براحة يدِه " ذلكَ مريح جدًا "

Half Moon | نصفُ القمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن