البداية

46 0 0
                                    

ليلة أكتمال القمر

الفصل الأول

كان هناك خمس جنود يلاحقونه بكامل سرعتهم. لقد استمرت هذه المطاردة لفترة طويلة.

وفي طرفة عين تم تطويقه.

- قال الرجل العجوز بصوتٍ هش ممزوج بالقلق والخوف: "لماذا يطاردوني؟ أنا لم أفعل شيئاً".

- قال الجندي الأول مدعياً: من أعطاك الإذن بمغادرة القلعة؟ أتحاول الفرار؟

أجاب الرجل العجوز على الفور تقريباً: "كلا، لم تكن لديّ نية للهروب، فقط أردت أن أتمشى قليلاً.

ربما هذا الرد أثار غضب الجنود أكثر.

رفع الجندي الثاني صوته قائلاً: "هل تعتقد أننا حمقى أم ماذا"؟

- قال الجندي الأول وهو يتنحنح قليلاً: "لقد تم اصدار الأوامر، ألا تعلم بها. لا يمكنك الخروج، ويجب عليك ابقاء الجميع بعيداً عن الطوق الأمني المشدد حول القلعة، وإلا سيتم استدعاءك للمساءلة. أنت عصيت الأوامر أيها الرجل العجوز. لذا ستضطر أن دفع ثمن تصرفك.

كان الرجل العجوز في حالة من الذعر، والخوف يعتري جميع أنحاء جسده.

- تردد الرجل العجوز قليلاً ثم تحدث إلى الجنود مرة أخرى: " حسناً... أعدكم ألا يحدث ذلك مجدداً. أرجوكم سامحوني على ما فعلت".

فقبل أن يكمل جملته، اقترب الجندي الأول صوبه وضربه بعنف، مما ألقاه أرضاً.

وبمجرد سقوط جسده، انسحب الجنود.

حاول الرجل العجوز بما تبقى لديه من قوة أن يزحف لطلب المساعدة، ولكن بدون جدوى. ألقى العجوز ظهره على الأرض ونظر إلى القمر وأخذ نفساً وقال: "لماذا"؟

واصل النظر إلى السماء ونظره تائهاً فيها، معرباً عما في داخله: "لماذا تدعنا نعيش بهذا الشكل؟ هذا ليس ما وعدتنا به، فلا أحد يعتني بنا أكثر منك. لقد مات الكثير من الناس منذ أن حلت بنا هذه الكارثة... منهم الصغير ومنهم الكبير.. لا توجد ثمة محاكمة عادلة.

التقط نفساً عميقاً واستمر معرباً عما يجول بداخله: "منذ أن مات الرئيس سيدار، أُعتقلت الآنسة ميرا وتُركنا وحيدين لمواجهة قدرنا بهذه الطريقة". ثم تنهد الرجل العجوز: "أنعتبر هجرك لنا ضعفاً أم خوفاً، أنا لم أعد أعرف.

أخذ الرجل العجوز نفسه الأخير وقال كلماته الأخيرة: "إذا كان مما نضع ثقتنا به هو أول واحد يخذلنا أمام عدونا، فكيف يريدنا أن نعيش بسعادة إذن".

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 16, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Demi LuneWhere stories live. Discover now