الفصل الحادي والعشرين

15.9K 527 11
                                    

#عُرف_صعيدي
الفصل الحادي والعشرون
( ولو بعد حين )
______________________________________

_ كادت أن تقتلع عينيها من مكانهما فور نطقه بتلك السخافة حتماً يمازحها، رمشت بعينيها عدة مرات تحاول هضم طلبه وعندما لم يستوعبه عقلها هتفت بعدم تصديق مصحوب بالدهشة:-
اتخبلت في مخك إياك، جواز ايه اللي هنتجوزوا من ورا أهلنا يا ضيف؟ شايفني رخيصة للدرجة ديي جدامك عشان أوافج على طلبك ديه؟

_ أوصد ضيف عينيه ومال برأسه يميناً ويساراً مطقطقاً عنقه يحاول التحلي بالصبر قد المستطاع فأعصابه تالفة ولا يتحمل أي مناهدة في الأمر، عاد لينظر إليها محاولاً توضيح حُسن نواياه:-
أني رايدك مرتي وديه مش هيوحصل غير بالطريجة ديي، نحطهم كلاتهم جدام الأمر الواقع

_ حركت رأسها مستنكرة تلك الترهات، رفعت بصرها عليه بندم شديد لمجيئها إليه وعزمت على المغادرة لكنها ألقت آخر كلماتها معاتبة:-
أني اللي غلطانة إني جيت لك من أساسه فكرتني سهلة وهوافج على كل طلباتك الرخيصة

_ أولاته ظهرها لكنه لحق بها قبل أن تخطوا خطوة أخرى، أجبرها على الالتفاف إليه ثم سحب يده حين شعر بفداحة تصرفه من خلف نظراتها على يديه، سحب نفساً وهو يحاول إقناعها بشتى الطرق:-
أني مهجدرش اعمل غير أكده يا صفاء، أختي ممكن تتإذي لو اتجوزتك في العلن!.

_ تجهمت تعابير صفاء وهي تهز رأسها بتهكم فالأمر بدى أخرق بالنسبة لها، سألته مباشرةً حين فشلت في إيجاد سبباً لتدخل شقيقته في علاقتهم:-
واختك إيه اللي دخلها في اللي بينا مفهماش؟

_ الكلمات باتت أكثر صعوبة الأن، كيف سيخبرها بمرافقته لصباح؟، سحب نفساً وبنبرة أكثر هدوءً لكي لا يجرح مشاعرها قال:-
صباح أخت طاهر جوز مروة أختي...

_ لم يعد يستطيع مواصلة ما بدأه للتو فالأمر كان أصعب مما تصور، انتظرت صفاء بقية حديثه لكنه لم يفعل فاضطرت هي إلى سؤاله بحيرة من أمره:-
مالها صباح؟

_ لم يستطع متابعة حديثه وعينيه مواجهة عينيها، استدار بجسده وإلتقط قطعة خشبية ذو سِن حاد كانت تتوسط أوراق الشجر الذي يملئ المكان من حولهم، وقف أمام الشجرة موليها ظهره وبدأ ينحت في جزع الشجرة وهو يكمل بقية حديثه الناقص:-
كنت مرافجها..

_ شعر بغصة في حلقه لكنه أجبر لسانه على المواصلة:-
كان تسلية بس جت على دماغي في الآخر، مسكاني من يدي اللي بتوجعني، عملت تمثلية قذرة كيفها لحد ما جوزت أخوها لمروة عشان تكسرني بيها، تلوعي دراعي عشان اتجوزها كيف ما رسمت في خيالها وجت ما كنت بتنيل معاها.

_ أزفر أنفاسه براحة حتي انتهى من رويه لقصته المثيرة للإشمئزاز فتفاجئ بسؤال صفاء الذي ألجم لسانه وشُل عقله:-
كنت مرافجها وأنت تعرفني؟

_ خفق قلبه رعباً فلم يتوقع سؤالها ذاك، التفت إليها ورأى الخذلان يتجلي في عينيها منتظرة إجابته التي تحدد مصير علاقتهم، صمت حل بينهم لثوانٍ فاستشفت صفاء من عدم جرأته على إجابتها أن حدسها قد أصاب، شعرت بوخزة قوية في صدرها ولم تتمالك عبراتها التي سقطت رغماً عنها مرددة بتهكم:-
كنت مرافجنا اتنيناتنا!

عُرف صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن