أُحْجية

23

تلبدت السماء بالغيوم السخماء المتكدسة، أظهر البرق المتعقرب عن نفسه متبوعًا بهزيم الرعد الذي زلزل الأرجاء، كان الوضع كاملًا يوحي بعاصفة وشيكة.

لكن هذا لم يشكل فارقًا بالنسبة لناوتو الذي سرعان ما جذب أقرب سترة استطاع الوصول إليها وشرع في الهرولة علي الرصيف متوجهًا - بأمر من الرئيس - نحو أحد الأزقة؛ المعلومات علي وشك أن تقدم له علي طبق مذهب من صميم بونتين!

بعد عدة دقائق عجاف وصل للمكان المطلوب، فور ما انعطف نحوه استطاع إبصار خصلات شعر زرقاء صارخة واضحة رغم انحراف الظلام..
لم يتطلب الأمر منه سوي عدة هنيهات فقط ليدرك ماهية الشخص متزامنًا مع اكفهرار تعابيره؛ كانت مسألة شخصية متحيزة نوعًا ما.

لم يفضل ناوتو أن يكون الشخص الذي يبدأ الحوار لكنه لم يبتغي الوقوف لوقت طويل مع هذا الشخص الذي يكن له كره شخصي؛ لهذا السبب أردف بإختزال جلي.

« 28.1.52.1 ، سلمني الملف. »

بينما بسط ذراعه مطالبًا بالملف الذي يحمل الأحداث التي تطلع إليها بشدة، لكنه لن يظهر هذا أبدًا، أما بالنسبة للأزرق ظل منتصبًا لعدة لحظات آبيًا تسليم ناوتو الملف، كان الأمر مسألة شخصية أيضًا، بعدما أحس الشخص أن الأمر قد طال، بحنق جلي ألقي الملف لناوتو قائلًا.

« إيرين الحقيرة لازالت علي قيد الحياة، لسوء الحظ! »

امتلك ناوتو انطباعًا عصيبًا تجاه أسلوب حديثها عن إيرين، لكنه قرر تجاهل هذا الأمر؛ في النهاية هم بحاجة لهذا الشخص لإسقاط بونتين.

علي عجل فض الملف رغم علمه بمدي خطورة فضه في هذا المكان لكنه أراد التأكد من شيء واحد، متجاهلًا جل ما كتب سقطت أعينه علي شيء سطر كتب بالخط العريض..

• تخطت إيرين صدمتها واستطاعت الحديث من جديد... •

متجاهلًا جل ما كتب قبلها وبعدها انبلجت ملامحه بأريحية وسرور لكن وجد بعض الشجي وربما قليل القليل من الغيرة لقد أمل أن يكون الشخص الذي يمد يد العون لإيرين ويساعدها علي التخلص من صدمتها لكن لسوء الحظ قد سبقه أحدهم، لم يفطن لماهيته لكنه كان متيقنًا أنه كان شخصًا علي خلاف هاريتشيو سانزو.

أعاد الأوراق إلي داخل الملف ناويًا الإطلاع عليها بهدوء في مكان أكثر أمانًا من هذا الزقاق، في النهاية قد حصل علي ما أمله بشدة.

سار عدة خطوات قلة وشعر بقطرات المطر الباردة تلسع بشرته ومن ثم بدأ المطر بالانهمار، علي عجل خبطأ الملف داخل سترته خشيةً عليه من المطر بينما زاد من رتم خطواته..