الفصل الرابع

19 4 1
                                    

                             الفصل الرابع

بدأت معركة بين آنا وقطاع الطرق ؛ فأما الرجل الذي معاها كان جالساً وفي فمه قشه ، وينظر لآنا وهي تقاتل دون أن يتدخل في القتال .
أستخدمت آنا السيف كأستاذ في المبارزة لم يستطع قطاع الطرق حتى الاقتراب منها وخدشها ، كانت تبارز كل أثنين مع بعضهما .
هزمت آنا كل قطاع الطرق وكان عددهم ثلاثين شخصاً ، ثم أقتربت آنا من الرجل الذي معها وقالت :
هل ستظل نائماً هنا أم سوف تنهض يا إكس وركبت على حصانها .
أبتسم إكس الرجل الذي معها وقال : ماذا تعتقدين ! ثم رمى القشة التي على فمه ونهض وركب الحصان .
شكر الوالدين آنا وإكس على إنقاذهم ، وكانت والدة آنا تشعر بأن هذه الفتاة أبنتها وقالت :
من أنتي يا أبنتي !؟
لم تجب آنا واستدارت بالحصان وبكت دون أن تجعل والديها يرون دموعها ، ونادت على إكس بالإسراع للرحيل .
امسك إكس قبعته وانزلها قليلاً وقال : هذا من دواعي سرورنا ، وابتسم ابتسامة هادئة ثم تحركوا .
وفي الطريق….
قالت له آنا وهي تبتسم ابتسامة ساخرة: هل كان لك دور حتى تُشكرَ عليه !
ضحك إكس  ضحكة كبيرة بقهقهة وقال : كان دوري أني علمتُكِ المبارزة .
ضحكت آنا بسخرية وقالت : يا لهُ من دور كبير قُمتَ به !
نظر إليها إكس وأنزل قبعته وقال : تستطيعين البكاء الآن فلن تراكِ والدتكِ .
نظرت آنا إليه بتعجب وقالت : كيف علمتَ إنها والدتي !؟
قال إكس : كم تعتقدين يكون عمري أيتها الطفلة ! أستطيع معرفة ذلك من عيونكِ .
بكت آنا بحرقة ، وواصلت طريقها مع إكس وصوت بكائها يبكي الحجر .
وفي بيت جون……
كانت العائلة تتناول طعام الغداء وفي الطاولة بكت الأم وقالت :
إن البيت فارغ بدون وجود مايك فيه .
تنهد جون وقال : لقد شبعت سوف أصعد إلى غرفتي للمذاكرة .
صعد جون إلى غرفته وفتح ستارة في الجدار وكان ممتلئ  بصور اوراق  مكتوب عليها كان شكلها مثل بيت العنكبوت ، ثم نظر جون في البحوثات التي أجراها خلال العشر سنوات الماضية لإكتشاف الحقائق والاجابة على كثير من اسئلته ،  ، لكن اسئلته كانت تزداد أكثر كلما بحث أكثر .
أمعن جون التفكير ووضع يده على ذقنه وكانت ملامح وجهه جادة كثيراً وبدأ يسأل نفسه …
من أين تأتينا الموارد إذا كان ممنوع علينا الإبحار خارج الحدود ؟!
ومن هو هذا الملك الذي يسمح له فقط الإبحار خارج الحدود ؟!
وكيف يظل الميناء مزدهرا رغم أن لاأحد يدخل او يخرج من الجزيره عدا الملك ؟!
ثم تنهد وقال : يجب أن أبحر قريباً ولكن أولاً يجب أن أبحث عن طاقم لسفينتي ،  سوف أبحث فقط عن ملاح وطباخ ومهندس وطبيب وسياف وبهذا يكون الطاقم فقط خمسة أعضاء وانا سادسهم .
سمع جون خطوات والدته قادمة إلى غرفته ، وبسرعة وضع الستارة وجلس على الطاولة يقرأ كتاب .
دقت الأم باب غرفة جون ، وقال جون : تفضل .
دخلت الأم وقالت : هل تملك بعض الوقت أريد أن أتحدث معك قليلاً ؟
قال جون : نعم بالتأكيد اجلسي يا أمي ،
جلست الأم وقالت : لقد كبرت الآن جون وقد حان الوقت لأن أخبرك من هو الرجل الذي في الصورة .
أبتسم جون بفرح شديد وقال : حقاً ! من هو ؟
قالت الأم : إنه والدي واسمه مايكل الرجل الذي اختفى قبل أكثر من مائة عام .
تغيرت ملامح جون وبدأت عيناه بالتوسع من هول ما سمع ، كانت الصدمة كبيرة علية فلم ينطق باية كلمة ،
تنهدت الأم وقالت : أعتذر لأن حلمك لن يتحقق بسبب والدي وكانت تتكلم وهي حزينة ،
ثم قالت : ارجوك انسى حلمك وفكر في شيء آخر تفعله غير الإبحار ؛ فأنا لا أريد أن أخسر ولدي بعد خسارة أبي وفي نفس المكان وهو البحر ، أنا أعلم لقد كنت اشجعك وانت صغير لاني خشيت ان تفقد الامل من كلمة حلم وأن تفقد رغبتك بالحلم من جديد لم أرد أن تكون بلا أحلام ولكنك الآن كبير وفي إمكانك الآن أن تفهم وتعي وأن تحلم باشياء أخرى ويكون لك هدف ورغبةٌ في فعل شيء أخر .
ظل جون صامتاً ولم ينطق بكلمة ، ثم نهضت الأم وهي أمام الباب توقفت وقالت :
ارجوك فكر بما قلته لك ولا تُضيعَ نفسك كما أضاعَ جدك نفسهُ .
ثم خرجت من الغرفة وجون لايزال جامداً في مكانه لا يتحرك وكأنهُ قد تجمد .
بعيداً في أعماق غابة ….
كان إكس يصاد وآنا تجمع الحطب ، و كانت آنا تقطع الأشجار بشكل مذهل جداً .
اصطاد إكس غزال بلمح البصر مما يجعلنا في ذهلةٌ كيف أنه رجل قوي و يملأه الغموض .
حل الظلام ، وفي تلك الأثناء …..
أشعلت آنا الحطب ووضع إكس الغزال فوق الحطب حتى يستوي ، وبينما كان اللحم لايزال فوق النار بدأت آنا في الكلام وقالت :
ما زلت في حيرةٌ من أمري ، لماذا أخذتني وعلمتني المبارزة ! لقد مرت عشر سنوات ولكنك مازلت تأبى أن تخبرني أي شي أنك حقاً رجلاً غامضاً !
نظر إكس بعمق ثم قال : إنه ليس الوقت المناسب سوف أخبرك عندما يأتي الوقت المناسب الآن دعينا نبدأ الأكل ؛ فلقد نضج اللحم ، ثم صمتت آنا وبدأت بلأكل .
كان جون لايزال في مكانه مصدوم ولم يحرك ساكناً ، ثم جمع شتات نفسه وعزم على المغادرة الليلة والبحث عن أعضاء الطاقم وسفينة للإبحار .
وضب جون حقيبته ،  لم يأخذ أشياء كثيره كانت حقيبته صغيرة ، فقد  وضع داخلها بعض الكتب المهمة وخارطة وبوصلة و دفتر ملاحظاته الذي كتب فيه كل شي مهم دونه في السنوات العشر الأخيرة .
نزل جون مع حقيبته و رأته أمه وجدته ،  وعندها أسقطت الأم الحطب الذي في يدها ، و نزعت جدته النظارة وقالت : هل حان الوقت !
قال جون : نعم .
قالت الأم : ما الذي حان ؟ ولماذا في يدك شنطة ؟ إلى أين سوف تذهب في هذا الوقت ؟
قاطعتها الجده بصوت عالٍ قائلة : سوف يذهب على خطى جده مايكل ، و سوف يحل لغز المائة عام وعشرة ، وينهي الغموض في الجزيرة ويفتح الحدود ويغير التاريخ .
قالت الأم وهي تبكي : وهل اتخلى عن ولدي واخسره كما خسرت أبي ؟
قالت الجدة لن تخسريه ولم تخسري والدك ايضاً ، سوف ترين إن اسم جون ومايكل سوف يكون على أول قائمة في التاريخ ؛ فأنا لم يتبقى لي الكثير من الوقت وأريد أن أراه يبحر قبل أن أموت ، اتركيه ياجوليا يفعل ما يمليه عليه قلبه لا تمنعيه مما يريد بشغف .
صمتت الأم ونظرت إليه للحظات ، وقالت والدموع تنزل من عينيها : أعتني بنفسك ولا تنسى أن تأكل وتنام جيداً واكتب لي كلما سنحت لك الفرصة .
رمى جون حقيبته وحضن أمه وقال : نعم أمي .
ثم ودع جون والدته وجدته ومشى على قدميه حتى صادف عربة في نهاية الشارع وركبها .

المملكة الضائعة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora