إستعباد

18 2 1
                                    


سهرت دالي تعد الفطائر والمعجنات للمطعم، كانت تقيم حفل إفتتاح كل سنة في نفس اليوم الذي أُفتتح فيه مطعمهم لأول مرة.

" هل هذه اموالك الخاصة "

قال مالك المطعم

"ابي إن العمل هنا بحد ذاته يساعدني على جني بعض الاموال بالإضافة إلي عملي في الرسم والنحت والقراءة للنبلاء احياناً، ومن هنا أستطعت إقامة حفل كل سنة وحقاً سئمت من حساء البصل"

" إذا لا استطيع منعكِ فأنتِ فعلاً متمسكة بعادتكِ الغريبة مع أنني لم اطلب منكِ حفل إفتتاح يوماً"

"ابي كيف بإمكانك أن تكون جاحداً هكذا؟ "

"أنا فقط أخذت طباع امك اصبحت فظاً منذ هجرتني "

إستدارت لتلقي نظرة لأبيها قائلة "هل تقصد هجرتنا"

"أياً كان" قالها وهو يأخذ بعض التفاح من الطاولة التي بجانبه.

أكملت دالي عملها وقدمت طعاماً مجانيا للزبائن وتسنى لها أن تذهب في المساء إلى احدى نوادي الرسم للمبتدئين حيث يتم الرسم بالطريقة الإنطباعية بالألوان الهادئة.
وكان لدالي مقعد مخصص لها في الدرجة الأولى حتى في يوم اقتربت من فرصة الحصول على ترقية لتصبح أستاذة إلا أن طباعها الحادة مع النبلاء افقدتها الفرصة.

إحتلت مساحة على الكرسي المجاور لصديقتها المقربة "فينا"

"ماذا قررتِ أن ترسمي اليوم " قالت فينا موجهة كلامها لدالي التي وضعت للمسات الأولية على لوحتها بالفعل.

" أرسم الملحمة لتشارلز سيليكي " .

"وهل سترسمين حقاً باللون الاسود وأنتِ في ناد للإنطباعية يا للجرأة " .

" لدي أسبابي السبب الاول كوني اريد إنهائها بسرعة والسبب الاخر وقتي ضيق اريد اللحاق بالمكتبة في هذا الوقت لأشتري الكتب" .

" إذاً خذيني معكِ أريد إقتناء بعض الكتب ايضاً " .

" لا ليس اليوم.. ليس اليوم " .

" جاحدة " .

" تلك الكلمة.. اممم.. اعتقد أن الكارما تحبني جداً حسناً " .

أكملت لوحتها بسرعة ووضعت عليها توقعيها حاملاً اسم ديزي لتبقى مجهولة الهوية فهناك بعض النبلاء يقصدون هذا المكان مرات عديدة لإلقاء نظرة على لوحاتها خصيصاً ويتم بيعها بثمن لا بأس به.

اتجهت دالي إلى المكتبة ووجدت المكان خالياً كالعادة في هذا الوقت عدا عن المشرفة التي تراقب تحركاتها بصمت تحاول أن تخفي تقززها من  ملابس دالي المرقعة حيث كانت الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت تعتبر المكتبات العامة لعامة الشعب ولا يُمارس فيها أي تمييز طبقي.

أخذت دالي تلامس الكتب بطريقة شاعرية وكانها تراهم لأول مرة وهذه هي المرة الرابعة التي تزور فيها المكتبة .
قبل سفر صديقها فرانتس الذي كان يعشق القراءة ويجلب لها الكتب معه من حين لأخر.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 06, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الدوق وذات الجسم الضئيلWhere stories live. Discover now