03

1.1K 93 73
                                    



" أُمي .. لقد عادَت أُمي ~ "


.
.
.


كنتُ جالساً على الأريكة في وسطِ الغُرفة الهائلة حينما سمعتُ صوتَ الهُتاف ..

كان هُتافاً يعلو ويتكرَر ، يستمرُّ بالصُراخ بأنَّ اُمَّهُ قد عادَت ، وكَم كان مُفاجِئٍا لي أن أعلم بأنني كنتُ المقصود ..


كان يجري نحوي والبريقُ يلمعُ في عَينيهِ البريئَتين ، خصلاتُ شعرِه البُنيّة الداكِنة تَرتَدُّ على جبينِه بشكلٍ لطيف بينما يتقدّمُ نحوي بسُرعة جارياً كجَري الأطفال ، بإبتسامةٍ مُربعيةٍ ساحرة تملأُ وجهَهُ البريء ..
بينما يهتُف بإستمرار ..


" أُمي ، لقد عُدتي ~~"


قالَ آخرَ هُتافه ليرمي بجسدِه الصغيرِ علَي مُستَقِرَّاً في حُظني ، وذِراعاه الواهنتان مُلتفّانِ بإحكامٍ حولي ..


لقد أبهرَني سِحرهُ البريء وقد أغرقتني لطافتُهُ لؤبادلهُ العناق دون أن أدري شيئاً عمّا يجري ، ودونَ أن أسئل ، ولم أشأ سَرِقة سعادته او محوِ الإبتسامة الكبيرة التي إرتسمَت على محياه ..

وحينما إعتَقَدَني أُمَّه التي رجعَت إليه لم أشَأ تحطيمَ آمالِه ..


" لقد كان أبي يُخبرُني أن أُمي سترجعُ يوماً ما ، لقد إعتقدتُ أنهُ كان يكذب علي ، لكن ها أنتي هُنا حقاً أُمي"

لا أعلم ما دعاهُ لإعتقادِه بذلك ؟ ألم يكُن واضحاً لهذا الصغير أنني كنتُ رجُلاً ؟..


أم أنَّ يونقي مَن أخبرَه بأن أُمَه ستكونُ هُنا اليوم ؟
وقبل أن أطرح في رأسي المزيد من الأسئلة أتت الإجابة سريعاً من ذلك السائِق والذي كان يُشاهد كُل ذلك ..


" أنا آسف! لقد أخبرتُه أن أُمَه قد عادت للديار ، ولولا ذلك ما كان ليوافِق على العودة إلى المنزل وما كان ليوافِق حتماً على أن تسكُن معهُ ومع والدِه ، أنا آسف إن كان ذلك يُزعجُك لكنهُ الحلُّ الوحيد لإقناعه"


توسَّعَت عيونُ الفتى البالِغ من العُمر خمسةَ أعوامٍ وحَسب وقد كانت نظراتُه مُنكسرة ومُحطَّمة ، ينظُر فيها إلى عينَي الرجُل مُتسائلاً في نظراتِه عن الخديعَة المَريرَة التي ألحقَها بِه ، أستطيعُ رؤيةَ إنعكاس إنكسارِه واضحاً أمامَ البريقِ المُختفي في عينيه والتي تحولَت إلى دموعِ خذلان تكادُ تهوي مِن مُقلتيه البريئة..

نَـظرة أُخـرى | YSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن