أُبُوَّةٍ وأُمُوْمَةٌ وَإِشْرَاقٌ.

44 9 0
                                    

الأب: عبدُ الله.
أمَّا عبد الله الأب الكريم للنَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم فكان من ساداتِ قريش في آدابه وحسن سلوكه، وكأن عفيفًا، لم تدنِّسه الآثام.

الأُمُّ: آمنة.
أمَّا السَّيّدة الكريمة الَّتي حظيت بالشَّرف والنُّور والمَجد فهي أمُّ النَّبيُّ للنَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، آمنةُ بنت وهب من بني زهرة، من القبائل الممجَّدة، وقد عنىٰ النّسَّابون بذكر النّالحين منهم، وكانت آمنة أفضل فتاة في قُريش، نسبًا وموضعًا.

رؤيا آمنة.
ورأت آمنة في مكانها رؤيا غريبة قصَّتها علىٰ زوجها، فالت له: «لَقَدْ رَأَيْتُ كَأَنَّ شُعَاعًا مِنَ الْنُّوْرِ إِنْبَثَقَ مِن كَيَانِي فَأَضَاءَ الْدُّنْيَا مِنْ حَوْلِيْ، حَتَّىٰ رَأَيْتُ قُصُوْرٌ بُصْرَىٰ مِنْ أَرْضِ الْشَّامِ، وَسِمِعْتُ هَاتِفًا يَهْتِفُ إِنَّكِ قَدْ حَمِلْتِ سَيِّدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ.»

وصدقت رؤياها؛ فقد حملت بسيِّد الكائنات الَّذي خضعت له الدُّنيا، ألا بوركت هذه السَّيِّدة الَّتي خصَّها الله عزَّ وجلَّ بهذا الفضل العظيم الَّذي لم تظهر به أيُّ سيِّدةٌ في الدُّنيا، وتحدَّثت آمنة عن بركة مولودها.

فقالت: «مُنْذُ الْيَوْمٌ الَّذِيْ حَمِلْتُ فِيْهِ وَلَدِيْ حَتَّىٰ الْسَّاعَةُ الَّتِيْ وَضَعْتَهُ فِيْهَا لَمْ أَشْعُرُ بِأَقَلِّ أَلَمٌ، وَإِنِّيْ لَمْ أَشْعُرُ حَتَّىٰ بِمُجَرَّدِ ثِقْلِهِ، بَلْ مَا شَعَرْتُ أَنِّيْ قَدْ حَمِلْتُ بِهِ! حَتَّىٰ أتَانِيْ آتٍ وَأَنَا بَيْنَ الْنَّوْمُ وَالْيَقْظَةُ، فَقَالَ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكِ حَمِلْتِ؟ فَكَأَنِّيْ أَقُوْلُ: مَا أَدْرِيْ. فَقَالَ: إِنَّكِ حِمِلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَنَبِيَّهَا، إِعْلَمِيْ ذَلِكَ.»

الولادةُ المُشرقةُ.
وتحدَّثت السَّيّدةُ عن كيفيَّة ولادتها بالرَّسول الأعظم صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، فقالت: «وَفِيْ نَفْسُ الْلَّحْظَةُ -يعني من ولادتها- خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِيَ خَيْطٌ مِنَ الْنُّوْرِ، تَرَامَىٰ نَاحِيَةَ الْمَشْرِقِ حَتَّىٰ بَلَغَ أَرْضُ الْشَّامِ، وَعِنْدَمَا دَنَىٰ مَوْعِدُ وِلَادَتِيْ، ظَهَرَ لِيْ الْمَلِكُ مِنْ جَدِيْدٍ وَأَوْصَانِيْ قَائِلًا: عِنْدَمَا تَضَعِيْنَ وَلَدَكِ، قُوْلِي: أُعِيْذُهُ بِالْوَاحِدِ الْصَّمْدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمَّ سَمِّيْهِ مُحَمَّدًا، فَهَذَا هُوَ الْإِسْمُ الَّذِيْ بُشِّرَ بِهِ فِيْ الْتَّوْرَاتِ وَالْإِنْجِيْلِ؛ وَلِأَنَّهُ سَوْفَ يُحْمِدُ مِنْ جَمِيْعِ سُكَّانِ الْأَرْضِ وَالْسَّمَاءِ.»

الزَّمان والمكان.
وإختلف الرُّواة في العام الَّذي وُلد فيه سيِّد الكائنات، وهذه بعض الأقوال: أوَّلها: وُلد عام ٥٧٠ هجريٌّ، ذهب إلىٰ ذلك الأكثر، وذلك في عام الفيل.

والثَّانية: وُلد في عام الفيل يوم الجُمعة، في شهر ربيع الأوَّل، في يوم السَّابع عشر منه. أمَّا المكان الَّذي حظي بولادة سيِّد الأنبياء فهو مكَّة، في دار جدِّه عبد المُطَّلب.

سنُكمل في الفصل الآخر إن شاء الله.
كلُّ ما ذُكر من كتاب: سيرة الرَّسول وأهل بيته الأطهار، والَّذي هو من تأليفِ شريف باقر القُرشي والعلَّأمة الكبير المحقِّق.

حفظكم الله ورعاكم. 💛

خَيْرُ الْأَنَامِ.Where stories live. Discover now