تَسْمِيَةٌ وَمُعْجِزَاتٌ وَفَزَعٌ.

35 5 0
                                    

وسمَّا جدَّه محمَّدًا صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، فقالت له قريش: «لِمَ سَمَّيْتَهُ بِهَذَا الْإِسْمُ وَرَغِبْتَ عَنِ تَسْمِيْتَهُ بِأَسْمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ فَقَالَ: أَرَدْتُّ أَنْ يحْمِدَهُ الله تَعَالَىٰ فِيْ الْسَّمَاءِ، وَخَلْقَه فِيْ الْأَرْضِ.»

مُعجزاتٌ.
وصحِبت ولادة النَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم بعضُ الخوارق والمعجزات، كان منها: أوَّلها:  إرتجاج إيوان كسرىٰ وسقوط شرفاته. ثانيها: إنخمدت نيران فارس، وكان لها ألف عامٍ لم تخمد، وكانت تعبد من دون الله. ثالثها: غاصت بحيرة ساوة في إيران، ساوة هي مدينةٌ بين قُم وطهران. 

رابعها: نكست الأصنامُ، وأصبحت الأصنام كلَّها صبيحة ولد النَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم ليس منه صنمٌ إلَّا وخو منكبٌّ علىٰ وجهه. خامسها: شعَّ من مُحيَّا النَّبيِّ نورٌ أُضيئت به بيوت مكَّةٍ.

فزعُ اليهود.
فزعَ بعض أحبار اليهود من ولادة النَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، فقد صعد علىٰ الحصن بيثرب، وصرخ بأعلىٰ صوته طالبًا حضور اليهود، قائلًا: «يَا مَعْشَرَ الْيَهُوْدُ!» فلمَّا إجتمعوا عنده، رأوهُ فزعًا، مذهولًا، فقالوا لهُ: «وَيْلَكَ! مَا لَكَ؟» ليردف: «طَلَعَ الْلَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدُ الَّذِيْ وُلِدَ بِهِ.»

فزع يهوديٌّ كان يسكن مكَّة، فقد قال في بعض مجالس قريشٍ: «هَلْ وُلِدَ فِيْكُمُ هَذِهِ الْلَّيْلَةَ مَوْلُوْدٌ؟» قالوا له ما نعلم ذلك، وسارع قائلًا لهم: «أُحْفْطُوْا مَا أَقُوْلُ لِكْمُ؛ وُلِدَ فِيْ هَذِهِ الْلَّيْلَةِ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُوَ مِنْكُمُ مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ.» وأخذ يحدِّثهم عن أوصافه، وأخبرهم أنَّه وجد ذلك في الكتب القديمة.

مُرضعاته.
أوَّل من أرضعته السَّيّدة الزَّكيَّة أمُّه، فقد أرضعته أيَّامًا، قِيل سبعة، أو تسعة والله العالِم، ثمَّ جفَّ لبنها تأثُّرًا بوفاة زوجها.

أرضعته جارية لأبي لهبٍ، وقد أعتقها لأنَّها أرضعت حمزة قبله. وأرضعته حليمةُ السَّعديَّة، وقد رأت في رضاعتها للنَّبيِّ من البركة والخير الكثير، ونعمت مع قومها  بالخير العميم.

يقولُ رواةً: إنَّ عبد المطَّلب قال لحليمة: «مَنْ أَنتِ؟» «امْرَأةٌ مِنْ بَنِيْ سَعْدٍ.» «مَا اسْمُكِ؟» «حَلِيْمَةْ.» «بَخٍ بَخٍ سَعْدٍ وَحْلْمٍ، خُصْلَتَانِ فِيْهُمَا خَيْرُ الْدَّهْرِ وَعِزُّ الْأَبْدِ، يَا حَلِيْمَةُ، إِنَّ عِنْدِيْ غُلَامًا يَتِيْمًا، قَدْ عَرَضْتَهُ عَلَىٰ نِسَاءِ بَنِيْ سَعْدٍ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَقْبَلْنَ، وَقُلْنَ مَا عِنْدَ الْيَتِيْمِ مِنَ الْخَيْرِ، إِنَّمَا نَلْتَمِسُ لَهُ الْكَرَامَةِ مِنِ الْآبَاءِ، فَهَل لَكِ أَنْ تُرْضِعِيْهِ فَعَسَىٰ أَنْ تَسْعُدِيْ بِهِ؟» وإستجابت له، وقد ملأ الله قلبها حبًّا ومودَّةً له.

حاضنته.
وتشرَّفت بحضانة النَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، أُمُّ أيمن بركة الحبشيَّة، فقد قامت بحضانتهِ ورعايته حتَّىٰ كبُر، وهي أمُّ أسامة بن زيدٍ.

ملامحهُ.
أمَّا ملامحه صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، فقد بدت عليه أسارير النُّبوَّة، فكان وجهه الشَّريف كالقمر في تمامه تعنو لمنظر الجباه، فكان آية من آيات الله تعالىٰ في جماله وبهاء منظره، فلم يرَ الرَّاؤون مثله في روعة المنظر.

دُمتم بودٍّ، في رعاية الله. 💛

خَيْرُ الْأَنَامِ.Where stories live. Discover now