عصافير الجنة

150 9 5
                                    

# عصافير الجنة
#(السيرُ إلى المسجد)
#ندى ممدوح فايد

كانت  بوادر الفجرُ على وشك الحلول مُعلنة عن قُرب الآذان، و علا جرسُ المنبه الذى وقتته لهُ أختُه قبل آذان الفجر بدقائق، حتى تسنح لهُ فُرصة  الوضوء وصلاةُ ركعتينِ قبلَ الذهابُ للمسجد مع والدهُ.
أخرج "خالد" رأسُهُ من أسفل الغطاء مُتذمرًا، ومد يده وأغلق المنبه، وأعاد رأسُهُ على الوسادة وهو يتدثر بالغطاء من شدةِ البرد،  هَم أن يغط في النوم، ولكنه أستمعَ لفتح الباب فتصنع النوم على الفور، فهو يعلم أنها أختُه ومن غيرها قد يكون  ؟
أزاحت أختُه الغطاء عنهُ وهي تقول في حسم  :
- أنهض يا خالد فقد أقترب الآذان هيا يا حبيبي.
شَد "خالد"  الغطاء وهو يرتجف من البرد وقال  :
- الجو بارد يا خديجة، وأريد أن أنام.
سحبت "خديجة"  الغطاء وألقته بعيدًا وهي تحثه على النهوض قائلة  :
- أتُريد أن تفوت صلاةُ الفجر يا خالد وحسناتها  ؟  ألا تُريد الجنة؟
على إسم ذكرُ الجنة، قفز " خالد"عن الفراش مُسرعان وهو يُردد مُتلهفًا  :
- لا،  لا،  يا خديجة سأصلي لن ينفعني النوم يوم القيامة.
تبسمت "خديجة"  وقالت في هدوء  :
- أحسنت يا حبيبي، تؤضأ ولا تتأخر فوالدك ينتظرك.
أؤمأ خالد، وكبح تثاؤبًا طويلاً بكف يده، وهو يتذكر حديث أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أن النبي ﷺ قَالَ: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ» رواه مسلم.
بمعنى أن يغطي فمه بكفه
واتجه لدورة المياة
وخرج متوضًا من غرفته، أقبل نحو والدتهُ وقبل كفها وألقي السلام عليها، فردت بمحبة وهي تضمه وتدعوا لهُ.
قال والدهُ وهو ينتظر على الباب  :
- هيا يا خالد، أعمامك وأبناءهم ينتظرون بالأسفل لا نريدهم أن ينتظروا كثيرًا يا حبيبي.
اتجه "خالد" ركضًا لوالده وأمسك كفه، وأستدار ملوحًا بكفه الآخر لأخته التي قالت له  :
- لا تنس يا خالد أن تُصلي أنتَ وأبناء أعمامك ركعتين عند دخول المسجد.
أؤمأ "خالد"  بسعادة، ورحل مع والده وأعمامه وأبناءهم،  وأثناء سيرهم سأل "خالد"  والده  :
- أبي، لماذا نذهب قبل آذان الفجر ونجلس بالمسجد، ولماذا نُصلي ركعتين ما أن ندخل  ؟
تبسم والدهُ ضاحكًا وقال في سرور  :
- حتى نقرأ القرآن فأن قُرآن الفجرٓ كانَ مشهودًا، أيّ تشهدهوا ملائكةُ الليل والنهار.
ظل " خالد" يفكر ويتناقش أثناء الطريق مع أبناء أعمامه فيما قالَ والده والفرحة تُغمر قلبُه لِمَ علمه لتوه،  وإذ فجأة يُصيح "مالك" ابن عمهُ وهو يقول لوالدهُ  :
- يا أبي أن قدمي تؤلمني لماذا لا نركب احدى المُواصلات لتوصلنا  ؟
رد والده في حكمه وتفهم  :
- يُمكننا أن نركب احدى المواصلات ولكن أن فعلنا فأنَ سنُضيع علينا اجورٌ كثيرة معمورة بالحسنات موصُلةٌ بالجنة  فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غدا إلى المسجد، أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح. متفق عليه.
تبسم "مالك"  في سرور جم وصاح  :
- الله، حقًا يا أبي  ؟
رد والد خالد قائلاً لُه  :
-. حقًا يا حبيبي وسأُذيدكم حديثًا عن أبي هُريرة أيضًا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة. رواه مسلم.
فـ كُل خطوة تُخطُها قدميك ترفعك درجة عند الله، وتزيح عنك خطيئة، فـكيف نفوت هذا الآجر يا أحباب؟
صاح "مُعاذ"  الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، فهو ومالك يكبُرا خالد بسنة واحدة  :
- لا يا عمي، والله لا نفوتها أبدًا، وأن أسيرُ إلى المسجد أحب إليّ من أيّ شيء.
ألتفت إلى "مالك" "وخالد"  وقال في نشوة  :
- أليس كذلك يا أحبابِ؟
رد "خالد" "ومالك"  معًا:
- وهوَ كذلك يا مُعاذ.

يتبع …
سؤال الحلقة.
س: من أول من يُكسى يوم القيامة؟

بإذن الله لكل من يُجيب سيكون له شهادة بالتوفيق لكم جميعا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنبيه هام:
أبطال هذا الكتاب هُم أبطال رواية جحر الشيطان وهُم صغار، وليس له ادنى علاقة بأحداث الرواية، نحنُ في هذا الكتاب سنذكر بما ألهمنا به الله من سنن للرسول لأطفالنا ولنا جميعًا ومن الله التوفيق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#عصافير_الجنة
#ندى_ممدوح

عصافير الجنة لـ ندى ممدوح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن